حقيقة فكر حسن البنا
الأمة الإسلامية واقعة تحت تأثير
أفكار عفنة خلفتها الصوفية وخلفتها العقائد الباطلة كالأشعرية وعقيدة الشيعة
وعقيدة الخوارج وكثير من الفرق الضالة هذه التأثيرات تمثل الآن أوجة فكرية فى جسد
الأمة الإسلامية وإن لم نتخلص من هذه الأمراض الفكرية فلا يمكن أن تستقيم الأمة
بأى حال من الأحوال ..
فإن الفكر الصوفى قد استشرى فى الأمة الإسلامية على مدار قرون طويلة
.. فلا توجد طريقة صوفية فى العالم اجمع الآن إلا وهى متأثرة بالمنهج البدعى الذى
أصله وأسس له أقطاب الصوفية الأربعة ثم القطب الأعظم عندهم والذى جاء بعد الأقطاب الأربعة
( أبو الحسن الشاذلى ) : وهو أنهم يقسمون الناس إلى ثلاثة أصناف : عامة – وخاصة - وخاصة الخاصة
.
أما العامة : فهم العابدون الذين
يعبدون الله طمعا فى جنته وخوفا من ناره وهؤلاء هم العامة الذين يتقيدون بالدليل
وقال الله وقال الرسول .. فهؤلاء عند الصوفية عوام يعبدون الله لبطونهم وهو متقيد بالذكر النبوى .. بأذكار الصباح
والمساء .. بطريقة محمد صلى الله عليه وسلم وهذه الطريقة عند الصوفية هى طريقة
العابدين أو طريقة العامة .
وأما الخاصة : فهم المريدون الذين
يعبدون الله لا طمعا فى جنة ولا خوفا من نار .. لا يتقيدون بالأذكار التى دعا
إليها نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم
وإنما يرددون أورادا من صنع مشايخهم أو العارفين منهم أو شيخ الطريقة أو
الخليفة .... فهو لا يتقيد بكتاب وسنة .. فالكتاب والسنة توصل للجنة وتنجى من
النار .. وهو ليس براغب فى جنة ولا خائف من نار .. بل هو راغب فى ذات الله عز
وجل .. وفى الاتحاد مع الذات .. فى محبة
الذات الإلهية .. فى ذكر الله دون نظر إلى
جنة أو نار دون تقيد بنصوص .. فيضعوا الأوراد .. فأصل الأوراد الصوفية أنها موضوعة
للمريدين وليس للعابدين ... والمريد هو الذى يذكر الله ذكرا مفردا : ( إما يقول : الله الله الله أو يقول
هو هو هو أو يقول أه أه أه ) وحتى لو كان فى ذكرهم بعض الآيات فهى للتلبيس على الناس فهم فى الحقيقة يذكرون الله
ذكرا مفردا حتى لا يذكرون غيره ..يقولون نحن شهود الحق سبحانه وتعالى فى الذكر .. فهم
يقولون نحن نخاف أن نقول لا إله إلا الله بل نقول الله أو هو : مخافة أن نموت بين
النفى والإثبات ( فلو قلت لا إله يمكن أن أموت قبل أن أقول إلا الله ) .. فهؤلاء
هم المريدون الذين يعبدون الله لا طمعا فى جنة ولا خوفا من نار بل حبا فى ذات الله .
وأما خاصة الخاصة : فهم العارفون وكل
شيخ طريقة يلقب بالعارف بالله .. فكلمة
العارف كاصطلاح صوفى كلمة باطلة : فالعارف عندهم هو الذى يعبد الله لا طمعا فى جنة
ولا خوفا من نار ولا يعبد الله حبا فى الذات .. .. فبالنسبة له ليست هناك عبادة
أصلا لأن العابد والمعبود حلا محل بعضهما البعض واتحدا سويا فحدث الحلول والاتحاد
فهو ينادى على الله ويقول : يا أنا !! لذلك
هم يفسرون لا إله إلا الله بغير منطق وتفسير العابدين أو العامة :( لا معبود بحق
إلا الله ) ولكن يفسرون لا إله إلا الله على منطق المريدين : ( لا هو إلا هو ) ولكن
على منطق العارفين ( لا أنا إلا أنا ) .. يقولون ليس هناك فى الكون أحد غيره أصلا ..
انا وهو واحد .. وعلى ذلك فهم يقولون بالحلول والاتحاد كما يقول الشيخ الهروى أن
الناسوت أصبح لاهوتا واللاهوت أصبح ناسوتا كعقيدة النصارى .
فكل عارف من الصوفية يقول بالحلول
والاتحاد .. وليس كما يظن عامة الناس أن توحيد الخاصة هو توحيد المرسلين بل هو
توحيد باطل فيه اتحاد بالذات الإلهية
ويرتقى أكثر وأكثر عندما يصل إلى فلسفة ابن عربى فى أن العالم كله هو الله وأن
الله خرج فى صورة الناس فأصبح العالم كله على كثرته وحدة واحدة .. فهذا الذى تراه نصرانيا ليس نصرانيا بل هو
الله متجليا فى صورة النصرانى .. وهذا الذى تراه وثنا .. ليس بوثن ولكنه هو الله
متجليا فى صورة صنم .. فالذين عبدوا الصنم
ما عبدوا غير الله ... وهذا هو كلام ابن
عربى .. وهذا منطق العارفين وأصحاب وحدة الوجود
..
هذا هو واقع الصوفية شاء من شاء وأبى
من أبى علم من علم أو جهل من جهل .. فإن
اغلب إخواننا الدعاة الموجودون على الساحة وبسبب عدم التخصص وعدم دراسة الصوفية
يجهلون حقيقة الصوفية .. لذلك تجد جميع شيوخ الصوفية مكتوبا على قبورهم ( سيدى
العارف بالله فلان ) ... هذا الكلام يجهله معظم من على الساحة من الدعاة ويظهر ذلك
فى مواقف وشروح وتعليقات الكثير من الدعاة أمثال
الشيخ محمد حسين يعقوب فى شرحه لمدارك السالكين ومحمد حسان ..وكثير من رجال
وعلماء الأزهر لا يعلمون هذه الحقائق .. أما بسبب جهلهم وعدم دراسة الصوفية وإما بسبب أنهم التصقوا بالتصوف
وعاشوا معه ... وكذلك كان الشيخ حسن البنا ....وهذه حقيقة لا يجب أن ينكرها منصف
ولكنه الاستكبار عن الحق وعدم الخضوع له ... .. فكل
من يتكلم فى الصوفية ينشئ صوفية فى ذهنه على حسب تصوره وليس على حسب حقيقة الناس
فهو فى الحقيقة لا يفهم الصوفية ولا يعرفها
... لذلك إذا سمعت احد الدعاة يتكلم عن الصوفية يتكلم على أنها : تربية وأخلاق
وروحانيات .. والحقيقة غير ذلك تماما .
فرض الواقع الآن فى العالم كله الحديث عن جماعة الاخوان المسلمين ... والإخوان المسلمون ليس بيننا وبينهم إلا الكتاب والسنة ... ولا يوجد شئ شخصى أو مشاعر شخصية تجاههم بل إن المصلحة الآن بالمقاييس الدنيوية فى الانحياز للإخوان فالدولة تدول لهم وهم فى صدد السيطرة على مقاليد الحكم .... ولكن الله تعالى قد أخذ العهد وألزم أهل العلم بقول كلمة الحق والنصح للخلق وقال : ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ) .. فكلمة الحق النطق بها واجب ولو كانت سببا فى مقتل قائلها أو كانت سببا فى أن يعادى قائلها آلاف الخلق بسبب جهلهم أو غيره ... والقائل بالحق يتمنى أن يهتدى الناس إلى الصواب وخاصة المتولى للولاية العامة منهم ...
و لن نتحدث هنا عن جماعة الاخوان كما
تحدث الكثيرون عنهم .. فنحن نريد أن نعرف ونحدد للناس : ماذا يريد الاخوان بالضبط
؟ ما هو التصور الذى وضعه مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا ( رحمه الله
) .. فحسن البنا قد أفضى إلى ما قدم - نيته
قد تكون طيبة - نعم بدون شك قد تكون النية
طيبة ولو كانت كذلك فالله خير من يغفر وأكرم من يجازى ويعفو . . ولكن النية الطيبة
ليست مبررا لأن يسير الإنسان فى طريق البدع ويدعو الناس إلى طريق البدع تحت مسمى
النية الطيبة ... فالشخص إن لم يكن متقيدا بكتاب الله وسنة رسوله فعمله مردود عليه
مهما كان شأنه .. ولكى نتعرف على نشأة حسن البنا وكيف نشأت لديه فكرة جمعية
الإخوان المسلمين سنقرأ كلام حسن البنا نفسه عن نفسه فى كتابه ( مذكرات الدعوة
والداعية ) مع ملاحظة أن الكلام المكتوب باللون الأحمر هو كلام حسن البنا نفسه .. والكلام
المكتوب باللون الأسود هو تعليق وليس من كلام حسن البنا .
عقيدة حسن البنا على لسان حسن البنا :
كان حسن البنا أشعريا حتى النخاع وغالب الأمر أن حسن البنا لم يكن يعلم ما
هو مذهب السلف .. فمذهب السلف : ( تصديق الخبر - وتنفيذ الطلب - وتقديم النقل على العقل - الإيمان
بكل ما ورد عن الله تبارك وتعالى فى الصفات )
فالمعنى واضح ومعلوم والكيف مجهول ( لكن
توجد كيفية حقيقية والله أعلم بها ) ( ما
هى كيفية الاستواء ؟ الله أعلم .. ما هو شكل العرش ؟ الله أعلم فانا لم أره .. ولم يخبرنى الله بذلك
.. ولكن هناك عرش ؟ نعم هناك عرش ... واستواء على العرش ؟ نعم ...
وهذا الاستواء له كيفيه ؟ نعم له كيفيه
ولكننى لا اعلمها لأننى لا علم لى إلا ما
علمنيه الله ... معنى الاستواء : على
واستوى فوق عرشه واضح المعنى .. محكم المعنى ... متشابه فى الكيفية ) وهذا مذهب
السلف الصالح .
يقول البنا فى رسائله تحت عنوان مذهب السلف فى
آيات الصفات وأحاديثها :
أما السلف رضوان الله عليهم فقالوا
فى آيات الصفات وأحاديثها : نؤمن بهذه
الآيات والأحاديث كما وردت ونترك
بيان المقصود منها لله تبارك وتعالى .. فهم يثبتون اليد والأعين والاستواء والضحك
والتعجب وكل ذلك بمعان لا ندركها ونترك لله سبحانه وتعالى الإحاطة بعلمها ( وهنا
فوض حسن البنا معنى الصفات ولم يفوض الكيف وادعى أن هذا مذهب السلف .. إذاً فهو لم
يكن يفهم مذهب السلف )
ويكمل البنا شرح فهمه لمذهب السلف قائلاً : ولا سيما وقد نهينا عن ذلك فى قوله صلى الله عليه وسلم : تفكروا
فى خلق الله ولا تتفكروا فى الله فإنكم لن تقدروا قدره ( وهنا افترى البنا على رسول
الله حين قال أن الرسول نهانا أن نتكلم عن هذه المعانى والنبى صلى الله عليه
وسلم قال تفكروا ولا تتفكروا ) وهنا يتضح مذهب السلف فى الأسماء والصفات عند
حسن البنا وهو مذهب التفويض الذى نشأ أصلا من جهل الخلف بمذهب السلف ففهم الخلف أن
هذه الآيات ليس لها معنى ولا يصح أن يعتقد مسلم أن هناك كلام لله بلا معنى يفهمه
فيفوض المعنى إلى الله عز وجل ثم يقول
البنا : أنا قدمت لكم مذهب السلف فى الأسماء والصفات رضوان الله عليهم يؤمنون
بآيات الصفات وأحاديثها كما وردت ويتركون بيان المقصود منها لله تبارك وتعالى مع
اعتقادهم بتنزيه الله عز وجل عن المشابهة لخلقه ( وهنا اتضح أن البنا يعتقد أن أثبات
الصفات لله تشبيه لله بخلقه ) فأما الخلف
فقد قالوا : إننا نقطع بأن معانى ألفاظ هذه الآيات والأحاديث لا يراد بها ظواهرها
وعلى ذلك فهى مجازات فلا مانع من تأويلها فأخذوا يؤولون الوجه بالذات واليد
بالقدرة وما إلى ذلك هربا من شبهة التشبيه وإليك نماذج من أقوالهم ( وأخذ يذكر
كلام الفخر الرازى وغيره ) ومن أجل أن يجمع البنا الأمة حوله يقوم بمزج مذهب السلف
– حسب فهمه هو – مع مذهب الخلف فقال : وإلى هنا وضح أمامك طريق السلف وطريق الخلف
وقد كان هذان الطريقان مثار خلاف شديد بين علماء الكلام من أئمة المسلمين وأخذ كل
يدعم مذهبه بالحجج والأدلة ( كأنه لا يعجبه مذهب السلف ولا
الخلف ) ولو بحثت الأمر لعلمت أن مسافة الخلف بين الطريقتين لا تحتمل شيئا وأن البحث فى مثل هذا الشأن مهما طال فيه القول
لا يؤدى فى النهاية إلا إلى نتيجة واحدة هى التفويض لله تبارك وتعالى ( فهو لم
يأخذ بمذهب السلف ولا مذهب الخلف ولكن أخذ بمذهب التفويض وهو مذهب حسن البنا ) ( ولكن
هذا ليس هو فى الحقيقة اعتقاد حسن البنا فالبنا أشعرى حتى النخاع ولكنه يخدع الناس
فاسمع ما يقول البنا فيما يلى :( إن رأى السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعانى
إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى بالإتباع حسما لمادة التأويل والتعطيل فإن كنت
ممن أسعده الله بطمأنينة الإيمان وأثلج قلبه برد اليقين فلا تعدل به بديلا ).
( وانظر إلى البنا حيث ينقل عن يحيى
بن معاذ الرازى) يقول : أخبرنى عن الله عز وجل : فقال
إله واحد فقيل كيف هو : فقال ملك قادر ( المفروض أن يقول الله اعلم فنحن لا
نعلم كيف هو ) فقيل أين هو ؟ فقال هو بالمرصاد ( المفروض أن يقول فى السماء
مستوى على عرشه )( الرسول يسأل الجارية أين الله ؟ فقالت فى السماء قال اعتقوها
فإنها مؤمنة ولكن حسن البنا جاءنا بحديث أين الله ؟ بالمرصاد ) فقال السائل : لم
أسألك عن هذا .. قال ما كان غير هذا كان صفة المخلوق وأما صفته فما أخبرتك عنه (فهذه
عقيدة البنا فى الصفات ) .
يقول البنا : عقيدتنا فى الأسماء
الحسنى : الخالق المتصرف جل وعلا (المتصرف ليست من أسماء الله) تعرف
إلى خلقه بأسماء وصفات تليق بجلاله يحسن للمؤمن حفظها تبركا وتلذذا بذكرها ( وهذه
مصطلحات المريد الصوفى ) ولكن العابد يذكر هذه الأسماء على حسب الدعاء المدعو به
وليس للتلذذ بذكرها ) وتعظيما لذكرها وإليك الحديث الصحيح الذى جمعها فنعم المعلم
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ونعم المرشد الهادى لسان الوحى ومشكاة النبوة : ( عن
أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن لله تعالى
تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا لا يحفظها أحدا إلا دخل الجنة ( هذه رواية مسلم )
وهو وتر يحب الوتر .. رواه البخارى
ومسلم من أحصاها وفى رواية الترمذى زاد
فيه هو الله الذى لا إله إلا هو ( ثم ذكر البنا الأسماء المشهورة وفيها 21 اسم خطأ
من اول الرحمن الرحيم وحتى الرشيد الصبور )
( وهنا فحسن البنا يعتقد أن الأسماء المشهورة صحيحة رغم أن بها 21 اسما غير واردة
فى كتاب أو سنة صحيحة .. وهذه الأسماء فى الحديث ليست مرفوعة إلى النبى صلى الله
عليه وسلم ولكنها مدرجة فى الحديث من كلام الراوى ولم يقلها النبى صلى الله عليه
وسلم )
( ولذلك رفض الاخوان الإقرار بالأسماء التوقيفية المجموعة من الكتاب والسنة
لأن معنى ذلك أن كلام البنا فى هذه المسألة باطل فرفض المرشد العام للإخوان
الموافقة على هذه الأسماء ومنع الجماعة من نشرها )
ثم يقول حسن البنا تحت عنوان التوقيف فى أسماء
الله وصفاته : وأعلم أن جمهور المسلمين على أنه لا يصح أن نطلق على الله تبارك
وتعالى اسما أو وصفا لم يرد به الشرع بقصد اتخاذه اسما له تعالى وإن كان يشعر
بالكمال . ( وقوله هنا شبيه بما يقول برهامى وجماعته ... ولكن
مشكلة حسن البنا أنه يظن أن الأسماء المشهورة التى وردت فى الحديث مرفوعة إلى
النبى صلى الله عليه وسلم ) فلا يصح أن
نقول مهندس الكون الأعظم ولا المدبر العام لشئون الخلق على أن تكون هذه أسماء
وصفات الله تعالى يصطلح عليها ويتفق على إطلاقها ولكنها أسماء توقيفية وتذكر الأسماء
التوقيفية تأدبا مع الله عز وجل ( وهذا معتقد الأشعرية ) ( أما مجموعة برهامى فتقول
بجواز الاشتقاق بشرط الكمال ) ( وهذا مذهب المعتزلة وهو مذهب فاسد
ويتمسك به برهامى وجماعته على أنه مذهب السلف الصالح )
والآن هل حسن البنا أشعرى أم هو مفوض
؟
( فقد اتضح أن حسن البنا أصلا كان
يجهل مذهب السلف وكان يظن أن مذهبهم التفويض .. وهو لا يقول بالتفويض والدليل : عندما أراد أن يتكلم عن مجمل صفات
الله فى القرآن قال : أشارت آيات القرآن الكريم إلى بعض صفات الله الواجبة والتى
يقتضيها كمال الألوهية :
( الصفات السلبية الأشعرية الجهمية :
القِدم - البقاء – القيام بالنفس – المخالفة للحوادث - الوحدانية )
( والصواب فى الصفات : أن تصدق بخبره تصديقا
يقينيا على ما أخبر الله ورسوله )
1 و2- قدم الله وبقائه ( أصلا الدليل على هذه الصفة
عند أصحاب العقيدة الأشعرية دليلا عقليا محضا.. ولكن حسن البنا تدليسا يأتى للتدليل عليها بأية : (هو الأول
والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم) رغم أنها ليست دليلا على هذه الصفة ولكن
حتى يشعر أتباعه أنه على مذهب السلف ويستدل بالكتاب والسنة )
3 – قيام الله تعالى بنفسه وذكر الدليل على ذلك : ( يا أيها الناس أنتم
الفقراء إلى الله والله هو الغنى الحميد .
4 – المخالفة للحوادث .
5 – الوحدانية .
( الصفات المعنوية السبعة عند الأشعرية : الحادث
يدل على القدرة – والتخصيص يدل على الإرادة
- والإتقان يدل على العلم – وهذه الثلاثة لا تكون إلا فى حى والحى لابد أن
يكون سميعا بصيرا متكلما ) وأدلة الأشعرية على كل هذه الصفات أدلة عقلية محضة .. فنقل البنا فكرة هذه الصفات من الأشعرية وهى عند الأشعرية مسألة عقلية محضة ولكنه يُتبع
هذه الصفات بآيات لا تدل عليها حتى يشعر القارئ
الجاهل أنه يعتمد على الكتاب والسنة
.
1 -
قدرة الله تعالى : فذكر البنا
الآية : ( يا أيها الناس إن كنتم فى ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة
ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر فى الأرحام ما نشاء إلى
أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم من
بعد علم شيئا .
2 – الإرادة : إنما أمره إذا أراد
شيئا أن يقول له كن فيكون
3 - العلم
: يعلم ما يلج فى الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها
4 -
الحياة : الله لا إله إلا هو الحى القيوم
5 – السمع : قد سمع الله قول التى
تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما
6 – البصر : يعلم خائنة الأعين وما
تخفى الصدور ... إن الله هو السميع البصير
7 – الكلام (كلام الله تعالى ) : وكلم
الله موسى تكليما .
نشأة حسن البنا : ولد حسن البنا فى إحدى قرى البحيرة ونشأ نشأة
دينية على طريقة صوفية حصافية شاذلية أثرت فى فكره وفى فكر الاخوان المسلمين حتى
اليوم فلا عجب أن تكون جماعة الاخوان المسلمين جماعة صوفية ( وهذا هو كلام حسن
البنا نصا ) .. وقد كانت القرية التى نشأ فيها حسن البنا يسود فيها الفكر الصوفى
على الطريقة الحصافية الشاذلية .
يقول البنا فى كتابه مذكرات الدعوى
والداعية تحت عنوان : ( الطريقة الحصافية ) ما نصه :
فى المسجد الصغير رأيت الإخوان
الحصافية يذكرون الله تعالى عقب صلاة العشاء من كل ليلة ( كان هذا الذكر على طريقة
ذكر المريدين التى يمارسها المريد ليرتقى لدرجة العارفين والعارف تعريفه عندهم أن
العارف إذا نظر فى المرآة تجلى له مولاه )
وكنت
مواظبا على حضور درس الشيخ زهران رحمه الله بين المغرب والعشاء فاجتذبتنى حلقة الذكر بأصواتها المنسقة ونشيدها
الجميل وروحانياتها الفياضة وسماحة هؤلاء الذاكرين من شيوخ فضلاء وشباب صالحين
وتواضعهم لهؤلاء الصبية الصغار الذين اقتحموا عليهم مجلسهم ليشاركوهم ذكر الله
تبارك وتعالى فواظبت عليها هى الاخرى ( أى ان حسن البنا كان من ضمن المريدين
المواظبين على حلقات الذكر الصوفية ) توطدت الصلات بينى وبين شباب هؤلاء الاخوان
الحصافية ومن بينهم الثلاثة المقدمون الشيخ شلبى والشيخ محمد ابو شوشة والشيخ سيد
عثمان والشبان الصالحون الذين كانوا اقرب الذاكرين إلينا فى السن : محمد افتدى
الدمياطى وصاوى افتدى الصاوى وعبد المتعال افتدى سنكل وأضرابهم وفى هذه الحلبة المباركة التقيت لأول مرة بالأستاذ
السكرى فكان لهذا اللقاء أثر بالغ فى حياة كل منا ومنذ ذلك الحين أخذ اسم الشيخ
الحصافى يتردد على الأذن فيكون له أجل وقع فى أعماق القلب وأخذ الشوق
والحنين إلى رؤية الشيخ والجلوس إليه والأخذ عنه يتجدد حينا بعد حين وأخذت أواظب
على الوظيفة الروحية صباحا ومساء
(
وهذا يعنى أن البنا كان على درجة المريد أى الخاصة وهو يسعى للوصول إلى درجة
العارفين لذلك كان يشتاق وينتظر أن يلتقى بالشيخ)
وزادنى بها إعجابا أن الوارد قد وضع عليها تعليقا لطيفا جاء فيه بأدلة
صاغها جميعا من الأحاديث الصحيحة وسمى هذه الرسالة : ( تنوير الأفئدة الذكية بأدلة
أذكار الرزوقية ) ولم تكن هذه الوظيفة أكثر من آيات من الكتاب الكريم وأحاديث من
أدعية الصباح والمساء التى وردت فى كتب السنة تقريبا ليس فيها شئ من الألفاظ
الأعجمية .... إلى أن قال : وزادنى تعلقا بالشيخ الجليل رحمه الله ( يقصد الشيخ
الحصافى ) أننى رأيت فى هذه الأثناء فى ما
يرى النائم أننى ذهبت إلى مقبرة البلد فرأيت قبرا ضخما يهتز ويتحرك ثم زاد اهتزازه
واضطرابه حتى انشق فخرجت منه نار عالية امتدت إلى عنان السماء وتشكلت فصارت رجلا
هائل الطول والمنظر واجتمع الناس عليه من كل مكان فصاح فيهم بصوت واضح مسموع : أيها
الناس إن الله قد أباح لكم ما حرم عليكم فافعلوا ما شئتم .. فانبريت له من وسط
هؤلاء الجمع وصحت فى وجهه : كذبت والتفت إلى الناس وقلت لهم أيها الناس هذا إبليس
اللعين وقد جاء يفتنكم عن دينكم ويوسوس لكم فلا تصغوا إلى قوله ولا تستمعوا إلى كلامه .
( فالبنا ينكر فى المنام
على هذا الرجل لأنه لتوه خرج من درجة العابدين لدرجة المريدين ولم يعلم كرامات
العارفين بعد فلو رأى العارف هذا المنام فلن يسميه شيطانا بل سيقول أن الله تجلى
له فى هذه الصورة ) ... فغضب الرجل وقال : لابد أن نتسابق أمام هؤلاء الناس فإن سبقتنى
ورجعت إليهم ولم أقبض عليك فأنت صادق .. فقبلت شرطه وعدوت أمامه بأقصى سرعتى .. وأين
خطو الصغير من خطوه الجبار وقبل أن يدركنى ظهر الشيخ من طريق معترضا وتلقانى فى
صدره واحتجزنى يسارا ورفع يمناه مشيرا بها
إلى هذا الشبح صائحا فى وجهه : اخسأ يا لعين فولى الأدبار واختفى وانطلق الشيخ بعد
ذلك .. فعدت إلى الناس وقلت لهم : أرأيتم كيف أن هذا اللعين يضلكم عن أوامر الله
واستيقظت وكلى شوق وتقدير وترقب لحضور السيد عبد الوهاب الحصافى نجل الشيخ رحمه
الله لأراه واتلقى عنه الطريقة لكنه لم يحضر .
(وكان البنا يشد الرحال إلى القبور
وأولياء الله الصالحين فكان يسير اكثر من ثلاث ساعات مع مجموعة من الشباب ليزوروا
قبر ابراهيم الدسوقى أو غيره وهذا موجود بالتفصيل فى مذكرات البنا وما يهمنا هنا
هو استنباط تركيبة البنا الشخصية وفكر البنا وكيفية تشكل فكرة انشاء الجماعة فى
رأسه فقد أقامها على هذا الفكر الصوفى الذى عاشه البنا بكل خلية وكرة دم فى
جسده ) ويستكمل البنا سرد مذكراته قائلا ويذكرنى حديث المقبرة بما كان لأخينا فى الله الشيخ محمد ابو شوشة التاجر
بالمحمودية علينا من فضل فى التربية
الروحية : كان يجمعنا عشرة ويذهب بنا إلى المقبرة حيث نزور القبور ونجلس بمسجد
الشيخ النجيلى نقرأ الوظيفة ( وهى الورد فى مصطلح الصوفية فحسن البنا لم يتقيد
بالصوفية بحرفيتها فقد صمم صوفية ذهنية من تصوره هو ارتضاها لنفسه ووصف بها جماعته
قائلا حقيقة صوفية .. ولذلك اختلف البنا بعد ذلك مع شيخ الطريقة فاختار البنا أن
يُنشأ جماعته الخاصة بمنهجيته المستقلة وفكره المستقل الذى هو ليس صوفيا من اصحاب
وحدة الوجود .. ولا هو على منهج الكتاب والسنة )
ويستأنف البنا قائلا : ثم يعرض الشيخ ابو شوشة علينا القبور المفتوحة ويذكرنا بمصيرنا إلى ظلمة
القبور ووحشتها و يبكى فنبكى ثم نجرى التوبة فى خشوع وحرارة واستحضار عجيب وندم
وعزم .. ثم كثيرا ما كان يربط لكل واحد منا حول معصمه سوارا من الخيط الغليظ فإذا
حدثته نفسه بالمعصية أو غلبه الشيطان فليمسك بهذا السوار وليتذكر بأنه تاب إلى
الله وعاهده على طاعته وترك معصيته وقد
كنا نستفيد من هذه النصيحة كثيرا فجزاه الله عنا خير الجزاء .... وظللت معلق القلب
بالشيخ حتى التحقت بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور وفيها مدفن الشيخ وضريحه
وقواعد مسجده .
( يتلاحظ هنا أن سمت البنا التعلق بالأضرحة
ومساجد الأولياء فهذا الأمر لا حرج عنده منه والاخوان حتى الأن لا يستنكرون ذلك
رغم أن النبى صلى الله عليه وسلم لعن المتخذين المساجد على القبور )
واستمع إليه مسترسلا : كنت مواظبا على
الحضور فى مسجد التوبة فى كل ليلة وسألت عن مقدم الإخوان الحصافية الشاذلية فعرفت
أنه الرجل الصالح التقى الشيخ بسيونى العبد التاجر فرجوته أن يأذن لى بأخذ العهد
عليه ففعل . ( ليصل البنا إلى درجة العارف فيصبح
العارف بالله حسن البنا ) ووعدنى بأنه سيقدمنى للسيد عبد الوهاب الحصافى عند
حضوره ولم اكن حتى ذلك الوقت قد بايعت
أحدا فى الطريق بيعة رسمية ( ومن هنا فالبيعة حتى الأن من أسس منهج الاخوان وهى مأخوذة عن بيعة الصوفية وليست بيعة
اسلامية فما المرشد إلا شيخ الطريقة الاخوانية وبيعته فى عنق كل إخوانى ) .. حضر
السيد عبد الوهاب نفع الله به إلى دمنهور وأخطرنى الإخوان بذلك فكنت شديد الفرح
بهذا النبأ وذهبت إلى الوالد الشيخ بسيونى ورجوته أن يقدمنى للشيخ ففعل وكان ذلك
عقب صلاة العصر من يوم 4 رمضان سنة 1341 وإذا
لم تخنى الذاكرة فقد كان يوافق يوم الأحد حيث تلقيت الحصافية الشاذلية عنه
وأدبنى بأورادها ووظائفها. ( وهكذا أصبح البنا عارفا بالله ويحق له أن يضع أورادا
مستقلة لأتباعه فى الطريقة الجديدة التى سينشئها فكتب حسن البنا : الوصايا العشر ..
وكتب الأذكار ليربى مريديه ليس على طريقة الحصافية الشاذلية ولكن على طريقة حسن
البنا الخاصة ولذلك اختلف معه الشيخ عبد الوهاب نفسه لتحريفه للطريقة ) واستمع إلى البنا وهو يوضح هذه الجزئية قائلا : وجزا الله
عنا السيد عبد الوهاب خير الجزاء فقد أفادتنى صحبته أعظم الفائدة وما علمت فى دينه
وطريقته إلا خيرا .. وفى هذه الأثناء بدا لنا أن نؤسس فى المحمودية جمعية إصلاحية
هى جمعية الإخوان الحصافية الخيرية (والتى سميت بالإخوان المسلمين بعد ذلك ) وأختير
أحمد افندى السكرى التاجر بالمحمودية
رئيسا لها وانتخبت سكرتيرا لها .
استمرت صلتنا على أحسن حال بشيخنا
السيد عبد الوهاب الحصافى الشاذلى حتى أنشئت جمعيات الإخوان المسلمين وانتشرت وكان
له فيها رأى ولنا فيها رأى وانحاز كل إلى رأيه ولا زلنا نحفظ للسيد ( عبد الوهاب
الحصافى الشاذلى ) - جزاه الله عنا خيرا -
أجل ما يحفظ مريد محب مخلص لشيخ عالم عامل تقى ( فحسن البنا كان مريدا محبا وهو من يعبد الله
حبا فى ذاته ) نصح فأخلص النصيحة وأرشد فأحسن الإرشاد .
نزلت دمنهور مشبعا بالفكرة الحصافية
ودمنهور مقر ضريح الشيخ السيد حسنين الحصافى شيخ الطريقة الأول ( الحصافية تعود
أصلا إلى حسنين الحصافى وأخذها عنه عبد الوهاب الحصافى ثم أخذها السيد عبد الوهاب
الحصافى الذى أخذ عنه حسن البنا عهد الطريقة )
وفيها نخبة صالحة من الأتباع الكبار للشيخ فكان طبيعيا أن أندمج فى هذا
الوسط وأن أستغرق فى هذا الاتجاه ... كنا فى كثير من أيام الجمع
التى يتصادف أن نقضيها فى دمنهور نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين من
دمنهور فكنا أحيانا نزور دسوق فنمشى على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة حتى نصل
حوالى الساعة الثامنة صباحا فنقطع المسافة فى ثلاثة ساعات ونزور ونصلى الجمعة ( فما هو حكم شد الرحال إلى القبور
وأضرحة الأولياء .. النبى صلى الله عليه وسلم يقول : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث
مساجد والامام حسن البنا كل يوم جمعة يشد الرحال إلى دسوق لزيارة القطب ابراهيم
الدسوقى ) .. ونستريح بعد الغذاء ونصلى العصر
ونعود أدراجنا إلى دمنهور حيث نصلها بعد المغرب تقريبا .. وكنا نزور عزبة النوام
حيث دفن فى مقبرتها الشيخ سيد سنجر من خواص رجال الطريقة الحصافية والمعروفين
بصلاحهم وتقواهم ونقضى هناك يوما كاملا ثم
نعود وكانت لنا أياما ننذر فيها الصمت فلا يتكلم أحدنا إلا بذكر من القرآن .... احب
أن اسجل هنا ذكرى نظرية أعجبت بها واسترعت تفكيرى فترة من الوقت : ذكرى الشيخ صاوى
دراز رحمه الله ( مع ملاحظة أن مشايخ الصوفية لا يشترط فيهم العلم ) وهو شاب فلاح
كان حينئذ لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره وقد توفى بعد ذلك ولكنه كان نادرا
فى الذكاء ودقة الفهم وتصوير الأمور أخذنا
نتحدث عن الأولياء والعلم وتطرق بنا الحديث إلى سيدى ابراهيم الدسوقى المجاور
لبلدهم ثم انتقل الحديث إلى سيدى أحمد البدوى بطنطا فقال الشيخ صاوى : أتدرى ما
نبأ سيدى البدوى ؟ فقلت له لقد كان وليا
كريما تقيا ورعا صالحا وعالما فاضلا ( وهذا هو السيد البدوى فى عيون حسن البنا
السيد البدوى صاحب وحدة الوجود الذى جلس 12 عاما على السطح المقابل لبيته ونزل إلى
المسجد ليبول على الناس ) ويكمل البنا قائلاً : فقال الشيخ صاوى
: أهذا فقط ما تعرفه عن السيد البدوى ؟ فقلت هذا ما نعلم . فقال اسمع وانا احدثك : جاء السيد البدوى إلى
مصر من مهجره فى مكة وكان أهله من المغرب ولما نزل مصر كانت محكومة من المماليك مع
أن ولايتهم لا تصح لأنهم ليسوا احرارا وأحمد البدوى سيد علوى اجتمع له النسب
والعلم والولاية فأهل البيت يرون الخلافة حقا لهم وقد انقرضت الخلافة العباسية
وانتهى أمرها فى بغداد وتفرقت أمة الاسلام دويلات صغيرة يحكمها أمراء تغلبوا عليها بالقوة ومنهم المماليك
هؤلاء وهناك أمران يجب على السيد احمد البدوى أن يجاهد فى سبيلهما : اولا : اعادة
الخلافة واستخلاص الحكم من أيدى المماليك الذين لا تصح ولايتهم ( ومن هنا أخذ البنا فكرة إعادة الخلافة
الاسلامية بمفهومها العام ) ولكن كيف يفعل هذا ؟ فلابد من ترتيب خاص ... فجمع بعض
خواصه ومستشاريه لتشكيل الجماعة الأحمدية ( وهذا تماما ما فعله البنا لتشكيل
جماعته فبدأ بمعارفه واصدقائه واقاربه ليشكل بهم نواة لجماعته ) ومنهم سيدى مجاهد وسيدى عبد العال وأمثالهما
واتفقوا على نشر الدعوة وجمع الناس على الذكر والتلاوة وجعلوا إشارات هذا الذكر السيف الخشبى و العصا
والطبل يجتمعون عليه واختاروا البيرق ليكون علما لهم وهذا شعار الأحمدية (عندما كان
السيد البدوى يجاهد فى سبيل الله كان يمسك سيفا خشبيا ويصرخ هو ها هو ها هو ها ) (
ويستمر الشيخ الصاوى يقص على حسن البنا والبنا منبهر غاية الانبهار ) : فاذا اجتمع الناس على ذكر الله وتعلموا احكام
الدين استطاعوا بعد ذلك أن يشعروا وأن يدركوا ما عليه مجتمعهم من الفساد فى الحكم
وضياع للخلافة فتدفعهم النخوة الدينية واعتقاد واجب الأمر بالمعروف والنهى عن
المنكر إلى الجهاد فى سبيل الله وفى سبيل تصحيح هذه الاوضاع وكان هؤلاء الأتباع يجتمعون كل سنة واختار
السيد طنطا مركزا لحركته لتوسطها فى البلدان العامرة فى مصر ولبعدها عن مقر الحكم (
الخلافة العباسية ) فإذا اجتمع الأتباع سنويا على هيئة مولد استطاع هو أن يدرك إلى
أى مدى تأثر الناس بالدعوة ( وهنا يكمن سر المؤتمرات التى يقيمها الاخوان فهدفها
الأول أن يعرفوا قدرتهم على الحشد وتأثيرهم على أتباعهم واختبار مدى استجابة الأعضاء
للطاعة كما أن المريد فى الصوفية لا يمكن أن يعصى للعارف أمرا وكذلك عضو الاخوان
يطيع أمر المرشد كما يطيع أمر الله عز وجل ولا فرق بين الأمرين )
( نفس الفكرة بالضبط التى قالها
الرجل الفلاح لحسن البنا التى أسس عليها جماعة الاخوان أن يجمعهم على اوراد معينة
للذكر وشعارات خاصة بهم فيعيدوا الخلافة الاسلامية ويقضوا على المماليك ) ( ويستطرد
الشيخ صاوى ) ولكنه لا يكشف لهم نفسه بل يعتكف فوق السطح ويضرب اللثام مضاعفا
ليكون ذلك أهيب فى نفوسهم (فيأتى التقديس )
ولماذا اللثام : يقولون : نظرة من القطب تعنى الموت من نظر للقطب نظرة يضيع ( ولماذا يضيع ؟ العارف يعتقد بالحلول
والاتحاد فالسيد احمد البدوى الذى هو تابع للدولة الفاطمية الرافضية الشيعية
الخبيثة يقول أنه وصل إلى درجة من الحلول والاتحاد أن الله حل به فهو يغطى وجهه
حتى لا يحترق من ينظر إليه من نور الله الذى حل فيه .. فحجابه النور لو كشفه
لأحرقت سبوحات وجهه ما انتهى إليه بصره من
خلقه لذلك أشاعوا فى الناس : من أراد أن ينظر إلى القطب فليستغنى عن حياته .... فقال
له أحدهم : أراك وأموت فما بدأ يفتح
اللثام حتى مات الرجل )
وهكذا انتشرت هذه الدعوة حتى اجتمع عليها خلق
كثير ولكن الظروف لم تكن مواتية لتنجح هذه الحركة .. ( ويعلق حسن البنا على قصة
هذا الرجل قائلا :) كنت اسمع هذا التعليل والتسلسل فى تاريخ السيد البدوى وانا اعجب لعقلية هذا
الشاب الفلاح الذى لم يتعلم إلا التعليم الأولى فى القرية وكم فى مصر من ذكاء
مقهور وعقل موفور ولو وجد من يعمل على إظهاره من حيز القول إلى حيز الفعل ( وكأن
البنا كان يشير إلى نفسه ) ولا زالت كلمات الشيخ صاوى دراز رحمه الله تتمثل لى
كأنما أسمعها الأن وفيها عبرة وفيها طرافة والأمور بيد الله ( إن الأرض لله يورثها
من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) ( وهنا لمعت الفكرة فى ذهن حسن البنا لإقامة نسخة
منقحة من الجماعة الصوفية التى تربى بها البنا لتنفيذ فكرة إعادة الخلافة كما كان
السيد البدوى يسعى لجمع الناس بأسلوب أو باخر لإقامة هذه الخلافة )
إذا فقد كانت القصة التى قصها الشيخ
صاوى دراز عن السيد البدوى هى التى القت بفكرة انشاء جماعة الاخوان الحصافية
الخيرية وهى نفس فكرة الإمامة عند الشيعة خاصة وأن الخلافة قد سقطت وتمزقت البلاد
ا لعربية وتم تقسيم تركة الرجل المريض .. ففكر البنا فى إقامة خلافة عالمية على
نفس فكرة الخلافة والامامة الشيعية .. وهذه التوأمة الفكرية حتما سينتج عنها تلاقى
بين شيعة ايران وجماعة الاخوان وسيكون بينهما اتفاق .. وهذا ما حدث فى المغرب وحدث
فى تونس ( والحرب على السلفيين على اشدها الأن ) وفى ليبيا وهذا ما يحدث فى مصر
الأن .. و النموذج الأمثل الذى يريك الإخوان المسلمين على حقيقتهم فى غزة : أى شخص
يخالفهم وإن كان معه الحق ويقول قال الله وقال الرسول إما أن يقتلوه أو يعتقلوه
وجرائم حماس ضد السلفيين اكثر من أن تحصى أو تعد .. ولو تمكن الاخوان فى مصر
سيفعلون كما تفعل حماس فى السلفيين فى غزة تماما .. أما شعارات الديموقراطية
والتعددية والعدالة الاجتماعية وغيرها من الشعارات فما هى إلا خداع وكذب وتقية ...
فحسن البنا أصلا لا يرضى عن الديموقراطية ولا عن الحزبية .. ولا يرضى أن يكون
للإخوان حزبا سياسيا اسمه الحرية والعدالة .. كل هذا مخالف لمنهج حسن البنا ..... ولكن
الاخوان يتلونون بالحزبية والديموقراطية كوسيلة للوصول إلى الغاية فالغاية عندهم
تبرر الوسيلة كما علمهم إمامهم .
يقول حسن البنا نصا : إعادة الكيان
الدولى للأمة الاسلامية بتحرير أوطانها وإحياء مجدها وتقرير ثقافتها وجمع كلمتها (
هذا كلام جميل ليس به عيب فجمع كلمة المسلمين وتوحيدهم شئ عظيم ولكن المشكلة : على
أى اساس ؟ على اتباع افكار حسن البنا ؟ أم
على اتباع الكتاب والسنة ؟ المفروض أن
يكون ذلك على الكتاب والسنة .. وهذا لن يحدث إلا إذا فهم افراد الأمة الاسلامية أن
كل شخص مستخلف على قدر ما خوله الله واسترعاه وأن يقوم بالأمر فى بلده ويتقى الله
فى نفسه وبذلك تقام الخلافة ... ولا تقام كما خطط السيد البدوى أن يجلس على السطح
ويجمع الناس على البدع والمخالفات الشرعية ونتعاون فى ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا
بعضا فى ما اختلفنا فيه وهكذا نجمع اكبر عدد من الناس .... فنحن لا نريد أى نوع من
الناس نحن نريد أناس لديهم عقيدة على شاكلة من رباهم النبى صلى الله عليه وسلم ثم
يهيئ الله الأسباب التى ليست فى حسبان البشر لقيام الخلافة والتمكين .. والأصل أن
الخلافة والتمكين فى الأرض ليس غاية بل هى وسيلة لتبليغ دعوة النبى صلى الله عليه
وسلم فلا يصح أن نضيع دعوة ودين وشريعة محمد
فى سبيل تجميع الناس والتمكن من الحكم والخلافة حتى يؤدى كل ذلك إلى اعادة الخلافة
المفقودة والوحدة المنشودة .
الاخوان المسلمون والخلافة : ولعل من تمام هذا البحث أن أعرض موقف الاخوان
المسلمين من الخلافة وما يتصل به .. وبيان ذلك أن الاخوان يعتقدون أن الخلافة رمز
الوحدة الاسلامية ومظهر الارتباط بين أمم الاسلام وأنها شعيرة اسلامية يجب على
المسلمين التفكير فى أمرها والاهتمام بشأنها .. والخليفة مناط كثير من الأحكام فى
دين الله (إنى جاعل فى الأرض خليفة) .
فى منهج حسن البنا والاخوان من بعده
يحملون معنى خليفة على معنى الرئاسة ومقعد الحكم ولكن المفروض أن نحمل الآية على
معنى الخلافة النوعية فى كل فرد من افراد النوعية البشرية مستخلف على وجه الابتلاء
( كما قال الله تعالى : ثم جعلناكم خلائف فى الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون ....
وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم : إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها )
... فالإخوان عندما يتحدثون عن الخلافة فهم يقصدون الحكم والكرسى ولو أن مسلم سلفى تحدث عن الخلافة فهو يقصد : خلافة
كل شخص فى ما خوله الله واسترعاه ( فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) وهذا
هو الفهم السليم وليس فهم الاخوان فهم يستخدمون الديمقراطية للوصول إلى الخلافة أى
الحكم ولكن السؤال لو وصل الاخوان للحكم ثم رفض الناس تطبيق الشريعة والمفترض أن
رأى الأكثرية هو الذى يحكم .. فهل سيستجيبون لمطالب الناس أم سيعدمون كل من خالف
الاخوان ؟ فكل هذا مخالف للفطرة .. فإن الله تعالى لما قلب القلوب ونوع الأحوال
ابتلى العباد وجعل الغنى وجعل الفقير ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) وسيكون
منهم من هو أهل للنار ومن هو أهل للجنة وكلهم مخيرون والله قادر على أن يهدى الناس
جميعا .. ولكن عقيدة الاخوان أن المرشد
العام الموجود بمصر هو الخليفة الأعظم فى العالم وليس مصر فقط فالمرشد العام هو العارف وجميع من دونه مريدون
على منهج حسن البنا ... والحقيقة أنه لا طريق للنجاة إلا بالبراءة من منهج حسن
البنا وصوفية حسن البنا وأشعرية حسن البنا ثم تنشئة الناس على اتباع الكتاب والسنة
بفهم سلف الأمة ولكن ما يقوم به الاخوان
لن يوصل البلاد إلا لمطاحنات ومقاتلات لا يعلم مداها إلا الله .
فالإخوان عندما يذكرون الخلافة
فالقصد منها كرسى الحكم فقط وليس القصد منها إصلاح الناس وأن كل انسان مستخلف فى
أرض الله أمين على ملك الله أوامره المباشرة من الله ورسوله وليست من المرشد العام
ولا بوصاية المرشد العام .
فهل يشك أحد أن حسن البنا صوفى عارف
بالله أخذ العهد والطريقة من الشيخ عبد الوهاب الحصافى الشاذلى ؟ لا شك أن حسن البنا صوفى حتى النخاع .... أشعرى
حتى النخاع .. وفكرة انشاء الخلافة
العالمية الكونية فى حد ذاتها ليست خاطئة ابدا .. ولكنها ليست هى الأصل الذى نضيع
من اجله كل الاصول ... ولكن الأصل الأصيل الذى يتبعه كل شئ : أن نعبد الله وحده لا
نشرك به شيئا ...
( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) وكل انسان مستخلف على حسبه والعبادة طاعة الله
وامتثال ما أمر به .
يقول حسن البنا تحت عنوان موقفنا من
الناس : كل الذى نريده من الناس أن يكونوا أمامنا واحدا من اربعة الأول مؤمن ( والسؤال مؤمن بالله ورسوله أم مؤمن بجماعة
الاخوان ؟ ) إما شخص أمن بدعوتنا (ولم يقل دعوة الاسلام) ( وربما قال قائل : إن دعوة الاخوان هى دعوة
الاسلام : والجواب : لا فما كانت دعوة الاسلام حصافية شاذلية وما كانت دعوة
الاسلام جهمية معتزلية أشعرية )
ويستكمل البنا كلامه عن الصنف الأول الذى أمن بدعوته قائلا : وصدق
بقولنا وأعجب بمبادئنا ورأى فيها خيرا اطمأنت إليه نفسه وسكن له فؤاده ( الرجل
يتكلم من منطلق أنه مكان الرسول صلى الله عليه وسلم ) فهذا ندعوه إلى أن يبادر
بالانضمام إلينا والعمل معنا حتى يكثر به عدد المجاهدين ويعلو بصوته صوت الداعين
ولا معنى لإيمان لا يتبعه عمل ( الرجل يتكلم كما لو كان يتكلم عن النبى صلى الله
عليه وسلم فقد جعل جماعته ودعوتها هى
الاسلام ودعوته والبنا نبى الاسلام ) ولا
فائدة فى عقيدة لا تدفع صاحبها لتحقيقها والتضحية فى سبيلها وكذلك كان السابقون
الأولون ممن شرح الله صدورهم للهداية فاتبعوا أنبياءه وأمنوا برسالاته .
والثانى متردد : ( متردد فى ماذا ؟
فى الاسلام أم فى الجماعة ؟ بالتأكيد فى الجماعة ) وإما شخص لم يستبين وجه الحق ولم يتعرف فى
قولنا معنى الاخلاص والفائدة فهذا نتركه لتردده ونوصيه بأن يتصل بنا عن كثب ( لماذا
لكى نأخذه أم يأخذنا ؟ أم يأخذنا الحق ؟ ) ويقرأ عنا من قريب أو بعيد ويطالع
كتاباتنا ويزور أنديتنا ويتعرف إلى إخواننا فسيطمأن لنا بعد ذلك إن شاء الله وكذلك
شأن المتردد من اتباع الرسل ( وهل يشك أحد بعد ذلك أن الرجل يرفع نفسه لمكان النبى
صلى الله عليه وسلم فحسن البنا ليس قائدا لجماعة ولا حتى قائدا لأمة بل هو فى
دعوته مع الاخوان كدعوة نبى مع الاسلام )
الثالث
أو نفعى : وإما شخص لا يريد أن يبذل معونته إلا إذا عرف ما يعود عليه من
فائدة وما يجره هذا البذل له من مغنم
فنقول : حنانيك ليس عندنا من جزاء إلا
ثواب الله مخلصًا ( الرجل يتكلم بمنطق الأنبياء والرسل وكأنه رسول )
والرابع متحامل : وإما شخص أساء فينا
ظنه وأحاطت بنا شكوكه فهو لا يرانا إلا بالمنظار الأسود القاتم ( لا والله إننا
نراكم برؤية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. بقال الله وقال الرسول .. بميزان
القرآن والسنة نرى أنكم على اعوجاج وأنكم على منهج باطل وعلى بدع صوفية وبدع جهمية
أشعرية فتوبوا إلى ربكم منها وهذا ما نراكم به وحتى لو تمكنتم من الحكم وانفردتم
به ) ولا يتحدث عنا إلا بلسان المتحرز المتشكك ويأبى إلا أن يلج فى غروره ويظل مع
أوهامه فهذا ندعوا الله لنا وله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل
باطلا ويرزقنا اجتنابه
( وكأن دعوة الاخوان هى الكتاب
والسنة !! ..... والحقيقة غير ذلك : الحقيقة
أنها طريقة صوفية حصافية شاذلية جهمية أشعرية ) ( ومن هنا نرى عيبا فى منتهى
الخطورة فى الاخوان وهو أن الذى ليس معه فهو ضده
ولكنه سوف يحاول ضمك إليه بوداعته وابتسامته ويصلك ويقوم بخدمتك لكى يضمك
للإخوان ولو يئس وتبين له استحالة ضمك فيسنتهى كل ذلك وستكون عدوا مبينا ( هذا ليس
منه فائدة .. الله لا يريد به خيرا .. لا يريد الله له الهداية ) فهم فى الحقيقة
يحبون فى حسن البنا ويكرهون فى حسن البنا ويعطون ويمنعون فى حسن البنا بل ويقاتلون
ويموتون فى حسن البنا .
ويتابع البنا قائلا : موقفنا من
الدعوات المختلفة التى ظهرت فى هذا العصر وفرقت القلوب وبلبلت الافكار : أن نزنها
بميزان دعوتنا ( ولم يقل بميزان الكتاب والسنة ) فما وافقها فمرحبا به وما خالفها
فنحن منه براء ( فمن وافق الاخوان فهو حق ومن خالف الاخوان فهو باطل منكر )
ونحن مؤمنون بأن دعوتنا عامة محيطة
لا تغادر جزءا صالحا من أية دعوة إلا ألمت به وأشارت إليه ( وكأن دعوته هى الوحى
الذى نزل من السماء مباشرة على حسن البنا فانظر إلى هذا البلاء الشديد )
الوصايا العشر للإمام الشهيد حسن
البنا ( القطع بالشهادة خطأ بل قل نحسبه
شهيدا )
( فالرجل تربى على الصوفية ولا يعلم
أنها باطل وتربى على الأشعرية ولا يعرف أنها باطل وكل من سار خلفه ايضا لا يعلمون
أنهم على باطل وهم على ثقة بأن كل ما قاله حسن البنا حق ولا معقب لحكمه ... ولكن
بما أن حسن البنا مسلم يقول لا إله إلا الله فلعل الله أن يغفر له بهذه الكلمة
وعلى نيته .. أو ربما أنه يعلم وتعمد مخالفة الشرع .. فالله أعلم بالرجل ولكن
القطع بأنه الامام الشهيد فهذا خطأ )
1 -
قم إلى الصلاة متى سمعت النداء مهما كانت الظروف ( فبدلا أن يأتى بحديث
للنبى صلى الله عليه وسلم عن الصلاة أتى بكلامه هو وكأنه يلخص كلام النبى صلى الله
عليه وسلم .. ولكنه لو ذكر حديث الرسول
فسينسب الكلام للرسول ... ولكن لابد هنا من أن ينسب الكلام لحسن البنا ) فقد حث
الرسول على الصلاة ولكن رفعنا كلام الرسول ووضعنا مكانه كلام البنا فلو فعلت فقد
أطعت البنا .
2 –
اتل القرآن أو طالع أو استمع أو اذكر الله ولا تصرف جزءا من وقتك من غير
فائدة .
( ألم يقل النبى صلى الله عليه وسلم كلاما
احلى وافضل من ذلك واين كلام الله : ( يا ايها الذين أمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا
وسبحوه بكرة وأصيلا ) ولكن لابد من وجود حسن البنا لابد أن يتعود الناس على عمل كل
شئ اتباعا وطاعة لحسن البنا .
3 – اجتهد أن تتكلم بالعربية الفصحى
فإن ذلك من شعائر الاسلام . ( وهذا مما لا يطبقه الاخوان فى حياتهم )
4 – لا تكثر الجدل فى شأن من الشئون أيا كانت فإن المراء لا يأتى
بخير ( ولا حتى للدفاع عن كتاب الله وسنة رسوله ولا عن سب أم المؤمنين عائشة رضى
الله عنها – فلما سبت رضى الله عنها صمت الإخوان وقالوا لا تتحدثوا فى هذا فهذا
سيفرق الأمة )
5 -
لا تكثر الضحك فإن القلب الموصول بالله ساكن وقور .
6 -
لا تمزح فإن الأمة المجاهدة لا تعرف المزاح (وهل هناك فرق كبير بين الضحك
والمزاح حتى تكون له وصية مستقلة أم أنه لابد أن نكمل الوصايا إلى العدد عشرة )
7 -
لا ترفع صوتك أكثر مما يحتاج إليه السامع .
8 - تجنب
غيبة الأشخاص وتجريح الهيئات ولا تتكلم إلا بخير .
9 -
تعرف إلى من تلقاه من إخوانك وإن لم يطلب إليك ذلك فإن اساس دعوتنا الحب
والتعارف .
10 - الواجبات أكثر من الأوقات فعاون غيرك على
الانتفاع بوقته وإن كانت لك مهمة فأوجز فى قضاءها .
( الوصايا العشر السابقة هل الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم أم يجهلهم ؟ فإن قلنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم الوصايا العشر السابقة بهذا النسق والترتيب . إذاً فالرسول ليس من الإخوان وإن قلنا كان يعلمها : فهل بلغها أم كتمها ؟ فلو كان بلغها فلتأتنى بدليل ... وإن كان لم يبلغها فلو كان خيرا وكتمه فيكون صلى الله عليه وسلم – وحاش له – لم يبلغ الرسالة ... فيكون بالتأكيد هذا الكلام ليس خيرا بل هو بدع منكرة ابتدعها رجل وألزم الناس بها واصبحوا يتعبدون الله بها اكثر من قال الله وقال الرسول فهذا الرجل حسن البنا قدم عقلة على كتاب الله فى أوامر الله الشرعية فابتدع فى دين الله عز وجل دون أن يشعر فالرجل تعود من خلال حياته الصوفية على أن يضع أورادا لمريديه فهو فى الأصل عارف صوفى ومن خلفه مريدين فبالنسبة لحسن البنا هذا شئ معتاد فكل عارف له الحق فى أن يضع وردا لمريديه واتباعه يتعبدون الله به .
خصائص دعوة الاخوان المسلمين : وضع حسن البنا قواعد ووصايا وهى وصايا بدعية جعلها كالآيات القرآنية والاحاديث النبوية وسماها الوصايا العشر :
البعد عن مواطن الخلاف البعد عن هيمنة الاعيان والكبراء البعد عن
الأحزاب والهيئات وقال البنا تحت عنوان ( الإسلام لا يقر الحزبية ) : وبعد هذا كله
اعتقد ايها السادة أن الاسلام وهو دين الوحدة فى كل شئ وهو دين سلامة الصدور ونقاء
القلوب والإخاء الصحيح والتعاون الصادق بين بنى الانسان جميعا فضلا عن الأمة
الواحدة والشعب الواحد الاسلام لا يقر نظام الحزبية ولا يرضاه ولا يوافق عليه
والقرآن الكريم يقول : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ويقول الرسول صلى
الله عليه وسلم : ( هل ادلكم على افضل من
درجة الصلاة والصوم قالوا بلى يا رسول الله قال اصلاح ذات البين ) وكل ما
يستتبعه هذا النظام الحزبى من تنابذ وتقاطع وتضارب وبغضاء يمقته الاسلام أشد المقت
ويحذر منه فى كثير من الأحاديث والآيات وتفصيل ذلك يطول وكل حضراتكم به عليم .
( وهذا هو كلام حسن البنا عن الحزبية) ( ولكن لأن الاخوان تحكمهم المصلحة
وليس الدين فقد تجاهلوا كلام البنا نفسه فإن حسن البنا نفسه كان متناقدا مع نفسه ..
فقد كان صوفيا خالصا ولكنه وجد أن قواعد الطريقة لن تحقق له مراده فخرج عن قواعد
الطريقة وحرف فيها بما يخدم اهدافه )
الولاء والتضحية عند الاخوان
المسلمين : يقول : اريد بالتضحية بذل النفس والمال والوقت والحياة وكل شئ فى سبيل
الغاية وليس فى الدنيا جهاد لا تضحية معه ولا تضيع فى سبيل فكرتها تضحية وإنما هو
الأجر الجزيل والثواب الجليل .
الطاعة : أريد بالطاعة امتثال الأمر
وإنفاذه توا فى العسر واليسر والمنشط والمكره
مراحل الدعوة عند الاخوان :
التكوين : باستخلاص العناصر الصالحة
لحمل اعباء الجهاد وضم بعضها إلى بعض ونظام الدعوة فى هذه المرحلة صوفى بحت من
الناحية الروحية وعسكرى بحت من الناحية العلمية
( فهى جماعة لا تدعو إلى قال الله
وقال الرسول بل جماعة عسكرية صوفية لديها تنفيذ الأوامر كما يأمر الشيخ فعلى
المريد أن ينفذ فورا )
وشعار هاتين الناحيتين أمر وطاعة من
غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج وتتمثل الكتائب الاخوانية هذه المرحلة من حياة
الدعوة وتنظمها رسالة المنهج سابقا
مرحلة التنفيذ : وهى مرحلة جهاد لا
هوادة فيه وعمل متواصل فى سبيل الوصول إلى الغاية وامتحان وابتلاء لا يصبر عليها
إلا الصادقون ولا يكفل النجاح فى هذه المرحلة إلا كمال الطاعة ( وكما أن الجندى فى
الجيش ينفذ الأوامر بلا تفكير أو تردد فنظام الاخوان اشد من النظام العسكرى بمراحل
وهذا من أصول التربية عند الاخوان ولكن فى المنهج السليم هذه الطاعة لا تكون إلا
لله ولرسوله فقط وليست لجماعة ولا لحزب ) تحقيق
الأمر وتنفيذه واجب شرعى وفرض إيمانى وإنه إن لم ينفذ الأمر سيكون عاصيا لله
والرسول ( وهذا من أخطر ما فى جماعة
الاخوان المسلمين ) الأصل عندهم هو التربية على الطاعة والانتماء للجماعة وتنفيذ
الأوامر وعدم الاعتراض بل وصل تعصبهم إلى حد قصر ولائهم على من كان على إخوانيتهم
فقط أو من يحاولون جذبه إليهم من عامة
المسلمين ولا توجد مودة مستمرة ولا تقربا
إلى أى مسلم حتى ولو كان من أقرب الأقربين أو كان جاره .. وأى شخص ليس على منهجهم أو طريقتهم لا يعرفه إلا لمصلحة ضرورية
لفرد أو طائفة وكأن بقية المسلمين فى الاصل بالنسبة لهم اشباح لا وجود لهم
فى الواقع ولا يرونهم اصلا احياء ولا
يعترفون بهم ( فكما قال حسن البنا هذا متحامل علينا ) وقد وصل حالهم فى واقعهم
المعاصر إلى حد أنهم يمثلون دولة سرية خفية متكاملة يعرف بعضهم بعضا داخل البلاد
التى يعيشون فيها ينتظرون الوقت الذى تصبح فيها دولة ظاهرة بعد زوال دولة الأشباح .
ونوجه رسالة مباشرة إلى مرشد الاخوان
وإلى محمد مرسى الذى تولى أمر المسلمين فى مصر ونقول : عليك بكتاب الله وسنة رسوله
وعليك أن تبرأ من المخالفات الشرعية الصوفية الأشعرية التى كان عليها حسن البنا ..
تبرأ من عقيدة التفويض .. تبرأ من عقيدة
الأشعرية الذين يحرفون الكلم عن مواضعه تحت مسمى التأويل .. ولتدع الناس إلى كتاب
الله تعالى وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. ولتقم شرع الله ولا تأخذ البيعة
لحسن البنا ولجماعة الاخوان المسلمين فبيعتنا لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم :( يا أيها النبى إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله
شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن
وأرجلهن ولا يعصينك فى معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم ... الآية
12 من سورة الممتحنة ) .. فمن فعل ذلك فنحن خلفه جنودا نبايع على الموت وله السمع
والطاعة .. ولو لم يفعل فالسمع والطاعة فى غير معصية الله ... وسنظل إلى أن نلقى
الله نقول كلمة الحق ونفرغ الوسع لتبصير الناس بها ولو أدى ذلك إلى قتلنا .. وهذا
وارد وليس فيه أى مبالغة فانظروا إلى حماس فى غزة وهى تصفى مخالفيها .. ليس من
اليساريين أو العلمانيين ولكن من السلفيين .. والسلفيين فقط ... وما رأيناه ايام حكم مبارك ومن قبله من
انتهاك للحرمات والتعذيب والقتل والاعدام .. قد نرى اسوأ منه على أيدى الاخوان
المسلمين .. فنقول اتقوا الله فى الناس ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من
الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ونسأل الله أن يهدينا ويهديهم إلى صالح البلاد
والعباد وأن يهديهم إلى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يقدموا عليه أى شخص
حتى ولو كان حسن البنا رحمه الله تعالى ورحم موتى المسلمين اجمعين .. وأصلى واسلم وابارك على سيد الاولين
والأخرين وعلى أله وصحبه أجمعين وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
القاهرة فى 14 اكتوبر2012 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق