أصيب المصريون بالدهشة والذهول والألم من الحكم الصادر عن محكمة جنايات القاهرة، والذى قضت فيه ببراءة جميع المتهمين في قضية الاعتداء على المتظاهرين يومَي 2 و3 فبراير 2011 بميدان التحرير، والتي عُرفت إعلاميًّا بـ"موقعة الجمل".
إن أجهزة التقصي وجمع المعلومات وأجهزة النيابة بكافة تشكيلاتها مطالبة أمام الله والشعب بأن تعيد التقصي عن الأدلة والقرائن وتمحص وتدقق فيها بما يكشف عن المجرم الحقيقي والفاعل الرئيس لتلك الجريمة ومن عاونه وسانده ودعمه وارتضى بأفعاله. إن كافة الأجهزة المسئولة أمام مهمة وطنية وأخلاقية وتاريخية لن يغفر لها الشعب والتاريخ أي تهاون أو تراخ أو الرضا والاكتفاء بالسهل والقريب من المعلومات والأدلة تجنبًا وإيثارًا للراحة. إن جريمةً بهذا الحجم لن يجدي معها أسلوب تقفيل الخانات وتستيف الأوراق ووضعها في ركن قصي ليعلوها التراب ويسكنها العنكبوت!! إن دماء القتلى وأراوحهم وأنين المصابين وشقاءهم في رقبة تلك الأجهزة المعنية إلى أن ينهضوا بواجبهم على الوجه الأكمل والأمثل بمهنية واحترافية ووفقاً لمعايير العدل والشفافية والنزاهة، إن المسئولين عن التقصي وجمع الأدلة والمعلومات والتدقيق والتحقيق فيها عليهم أن يعلموا علم اليقين أن مرتباتهم وحوافزهم ومكافآتهم الضخمة التي يدفعها الشعب المصري عن غير طيب خاطر لن تكون حلالاً إلا إذا نهضوا بمهمتهم بمهنية واحترافية عالية، عليهم أن يعلموا أنهم بأيديهم هم وحدهم وليس أحدًا سواهم أن يجعلوا من محاكمة طغمة النظام الفاسد "محكمة القرن" بدلاً من أن يصفها التاريخ فيما بعد بأنها كانت "مهزلة القرن" لأن ساعتها سيكتب التاريخ أنهم هم وليس أحدًا سواهم صنّاع تلك المهزلة المخزية
د. سيد عبد الجليل الإثنين, 15 أكتوير 2012 18:50
ومما زاد من ذهول المصريين وأوجاعهم خروج بعض المتهمين فاتحين حناجرهم الصدئة أمام أبواق إعلامية متفاخرين ببراءتهم "المضروبة" وغير النهائية وكأنهم يخرجون ألسنتهم الطويلة للشعب المصري قائلين: ها نحن براءة وأنتم المجرمون! لن ينسى ابدًا المصريون موقعة الجمل بمشاهدها الهزلية من حيث استخدام وسائل بدائية ومتخلفة في الهجوم على المتظاهرين السلميين المتواجدين بميدان التحرير، إذ أن الوسائل التي استُخدمت في ذلك الهجوم كانت جمالاً وبغالاً جرباء وكرابيج وطوبًا مما ساهم في رسم صورة متخلفة وبدائية للقاهرة عاصمة الدولة المصرية، وهذه تهمة أخرى يتعين توجيهها للمجرمين، كما كانت مشاهد الهجوم كاشفة عن مدى السوءات الذهنية والأخلاقية المتفشية في عقلية ووجدان النظام البائد، اَية ذلك طريقة تفكيرهم المريضة التي قادتهم لوضع خطة خائبة تصوروا لخيبتهم أنها ستقضي على ثورة شعب في مهدها، ويبدو للأسف الشديد أن الروح الهزلية المتخلفة التي سادت أجواء الجريمة قد امتدت في أواصر عملية التقصي وجمع المعلومات عن مرتكبي هذا العمل الإجرامي في حق المتظاهرين السلميين. وإذا كانت ثورة يناير قد أسفرت عن وضع طغمة النظام البائد خلف القضبان ليلقوا جزاءً وفاقًا على ما اقترفوا من جرائم في حق شعبهم ووطنهم؛ الأمر الذي جعل وسائل الإعلام ـ محلية ودولية ـ تصف مشاهد محاكمة مبارك ورموز نظامه الفاسد على أيدي القضاء الطبيعي بأنها محكمة القرن، فإن محاكمة المجرمين في موقعة الجمل على هذا النحو الأعور الذى يقودهم إلى براءتهم مما اقترفوه ويصنع منهم أبطالاً أمام كاميرات القنوات الفضائية، المحاكمة على هذا النحو الأعور تستحق أن توصف بكل جدارة بأنها "مهزلة القرن!". إذًا كيف يستقيم عقليًّا ومنطقيًّا وجود فعل بدون فاعل، وكيف يستقيم وجود قتلى ومصابين بدون مجرم.
إن أجهزة التقصي وجمع المعلومات وأجهزة النيابة بكافة تشكيلاتها مطالبة أمام الله والشعب بأن تعيد التقصي عن الأدلة والقرائن وتمحص وتدقق فيها بما يكشف عن المجرم الحقيقي والفاعل الرئيس لتلك الجريمة ومن عاونه وسانده ودعمه وارتضى بأفعاله. إن كافة الأجهزة المسئولة أمام مهمة وطنية وأخلاقية وتاريخية لن يغفر لها الشعب والتاريخ أي تهاون أو تراخ أو الرضا والاكتفاء بالسهل والقريب من المعلومات والأدلة تجنبًا وإيثارًا للراحة. إن جريمةً بهذا الحجم لن يجدي معها أسلوب تقفيل الخانات وتستيف الأوراق ووضعها في ركن قصي ليعلوها التراب ويسكنها العنكبوت!! إن دماء القتلى وأراوحهم وأنين المصابين وشقاءهم في رقبة تلك الأجهزة المعنية إلى أن ينهضوا بواجبهم على الوجه الأكمل والأمثل بمهنية واحترافية ووفقاً لمعايير العدل والشفافية والنزاهة، إن المسئولين عن التقصي وجمع الأدلة والمعلومات والتدقيق والتحقيق فيها عليهم أن يعلموا علم اليقين أن مرتباتهم وحوافزهم ومكافآتهم الضخمة التي يدفعها الشعب المصري عن غير طيب خاطر لن تكون حلالاً إلا إذا نهضوا بمهمتهم بمهنية واحترافية عالية، عليهم أن يعلموا أنهم بأيديهم هم وحدهم وليس أحدًا سواهم أن يجعلوا من محاكمة طغمة النظام الفاسد "محكمة القرن" بدلاً من أن يصفها التاريخ فيما بعد بأنها كانت "مهزلة القرن" لأن ساعتها سيكتب التاريخ أنهم هم وليس أحدًا سواهم صنّاع تلك المهزلة المخزية
د. سيد عبد الجليل الإثنين, 15 أكتوير 2012 18:50
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق