الإخوان والفقه

يوسف القرضاوى

      أكبر أعلام الاخوان المسلمين فى الفقه الدكتور يوسف القرضاوى وهو خليفة الشيخ محمد الغزالى المعتزلى وقد سار القرضاوى على نفس درب  سلفه محمد الغزالى .   
ويثير الدكتور/ يوسف القرضاوي حوله الكثير من الجدل فبعض آرائه الفقهية  لا تلقى ترحيبا عند كثير من العلماء لأنه في نظرهم يقدم الرأي على الدليل الشرعي ( تقديم العقل على النقل وهو مذهب المعتزلة ) خضوعًا لضغوط العصر الحديث وينكرون عليه احتجاجه بأحاديث ضعيفة ورده لأحاديث صحيحة أخرجها البخاري ومسلم  وينتقدون عليه مخالفته للإجماع القطعي في عدة قضايا (وهذا الانتقاد يشارك فيه بعض فقهاء الأزهر) وإحداثه قواعد جديدة في أصول الفقه  و مما يأخذون عليه فتواه بجواز قتال المسلمين الأمريكيين مع الجيش الأمريكي ضد المسلمين في أفغانستان  (نشرتها صحيفة الشرق الأوسط  فتعالوا نتعرف على الدكتور يوسف القرضاوى من لسانه ولسان بعض العلماء :
هو :
   1 -  يوسف عبد الله القرضاوي مواليد (9 سبتمبر 1926)

   2 -  ولد في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر.

   3 -  رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين .


أمثلة من رده للسنة

1 -  حديث الوائدة والموؤدة فى النار

« الوائدة والموءودة في النار»[هذا الحديث صحيحٌ لا مطعن فيه وقد ألزم الدارقطني البخاري ومسلم بإخراجه في صحيحيهما كما في كتابه الإلزامات والتّتبّع (ص99) والحديث أخرجه أبو داود في سننه (4\230) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح» وقد ذكر البخاري بعضاً من طرق الحديث في تاريخه (4\72)  والحديث صحّحه ابن حبان (16\522)  والألباني في صحيح أبي داود (3948) وفي المشكاة (112)]  قال القرضاوي في كتابه "كيف نتعامل مع السنة" ص 96 حين ذكر هذا الحديث  قال ما نصه :
 
«حين قرأت الحديث انقبض صدري (!!!) وقلت : لعل الحديث ضعيف فليس كل ما رواه أبو داود في سننه صحيحاً كما يعلم أهل هذا الشأن ولكن وجدت من نصّ على صِحته»
 
و كتاب "كيف نتعامل مع السنة النبوية" ألفه فضيلة الشيخ القرضاوي مُسانداَ لكتاب رفيقه المعتزلي الغزالي المسمى "السنة النبوية بين أهل الفقه و أهل الحديث" [والصواب في إسم كتابه هو "السنة النبوية بين أهل الهوى وأهل السنة" كما سنوضح في كلامنا عن الغزالي نفسه] حيث أن الغزالي ألف ذاك الكتاب استجابة لطلب "معهد الفكر الإسلامي" لصاحبه المعتزلي الخبيث "طه جابر علواني" من أجل محاربة السنة قال العلواني في مقدمة كتاب القرضاوي (ص9): «و حين رأى المعهد الغَبش الذي أحاط برسالة كتاب الشيخ الغزالي
 
وشغل معظم الأذهان عن رسالته الأساسية و شكلياته توجّه برجائه إلى صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله تعالى و نفع به ليُعِدّ كتاباً ضانياً في منهاج فهم السنة» قلت والصواب: منهاج رد السنة .

ولعل السؤال الذي نطرحه هنا ومنذ متى أصبح الشيخ القرضاوي محدّثاً حتى يكتب في الحديث؟ ولكنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «المتشبع بما لم يعط  كلابس ثوبي زور» [أخرجه مسلم (2130)] .

والحديث بقصته كاملاً أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" عن سلمة بن يزيد الجعفي رضى الله عنه قال: انطلقتُ أنا وأخي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  قلنا: «يا رسول الله إن أُمَّنا مُلَيْكَةَ كانت تَصِلُ الرَّحِمَ وتَقْري الضّيفَ وتفعلُ وتفعل هَلَكَتْ في الجاهلية فهل ذلك نافِعُها شيئاً؟» قال: «لا» قلنا: «فإنها كانت وَأَدَتْ أُختاً لنا في الجاهلية فهل ذلك نافِعُها شيئاً؟» قال: «الوائِدَةُ والموْءُودَةُ في النار إلا أن تُدرِكَ الوائِدَةُ الإسلام فيعفو الله عنها».

أما عما أشكل عليه فلو رجع لشرح الحديث لوجد جواب الحديث فالوائدة تستحق النار لقيامها بهذا العمل الشنيع وهو دفن الطفلة الوليدة حَيّة والموءودة هي الموءودة لها وهي أم الطفلة التي دفنوا ابنها برضاها وبعضهم حمل الحديث على أنه في المرأة التي يسألون عليها وليس على سبيل العموم ولم يَرُدَّ أحدٌ من العلماء الأثبات هذا الحديث الصحيح لأنه لم يوافق أهوائهم ومزاجهم!!

وأما قول القرضاوي "انقبض صدري…"، فنقول: روى اللالكائي في كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3\430) عن بقية قال: قال لي الأوزاعي (إمام الشام): «يا أبا محمد  ما تقول في قوم يبغضون حديث نبيهم؟!». قلت: «قوم سوء» قال: «ليس من صاحب بدعة تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف بدعته إلا أبغض الحديث»  قلت: «صدقت وربّ الكعبة»  وقال الإمام الأوزاعي كذلك : « إذا بلغك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث فلا تظنـّنّ غيره فإن محمداً صلى الله عليه وسلم كان مبلِّغاً عن ربه».

2 -  حديث إن أبى وأباك فى النار

قال فضيلة الشيخ القرضاوي في الكتاب المشؤوم نفسه (ص97) : «ومثل ذلك الحديث الذي رواه مسلم عن أنس مرفوعاً: "إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ" قاله جواباً لمن سأله عن أبيه أين هو؟ وقلت (الكلام للشيخ القرضاوي): ما ذنب عبد الله بن عبد المطلب حتى يكون في النار وهو من أهل الفترة ؟ والصحيح أنهم ناجون !! ومن ناحية أخرى: ما ذنب أبي الرجل السائل ؟ والظاهر أن أباه مات قبل الإسلام  لهذا توقفت في الحديث حتى يظهر لي شيء يشفي الصدر  أما شيخنا الغزالي فقد رفض الحديث صراحة لأنه ينافي قوله تعالى : ]وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً[ ولكني أوثر في الأحاديث الصحاح التوقف فيها دون ردها بإطلاق !»  انتهى  .

أقول: ما أجرأ القرضاوي على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم – بأبي وأمي هو–  فكلمة والصحيح : تعني أن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم  ليس بصحيح ثم استشهد بكلام شيخه العقلاني الغزالي بأنه رد الحديث صراحة.. أقول : قاتل الله أهل الأهواء الذين يقدمون عقولهم الناقصة على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم  قال الإمام النووي –رحمه الله– معلقاً على الحديث في شرحه لصحيح مسلم (3\79) : « فيه أن من مات على الكفر فهو من أهل النار ولا تنفعه قرابة المقربين وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار  وليس هذا مؤاخذه قبل بلوغ الدعوة فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء  صلوات الله تعالى وسلامه عليهم» وما ذهب إليه الإمام النووي هو ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة المستفيضة منها :

1 - قوله صلى الله عليه وسلم : ( رأيت عمرو بن عامر الخزاعى يجر قصبة فى النار .. كان أول من سيب السوائب ) (أخرجه الشيخان )

2 -  سألته أمنا عائشة رضى الله عنها : ( يا رسول الله ابن جدعان كان فى الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه ؟ ) فقال : ( لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لى خطيئتى يوم الدين )  أخرجه مسلم .

3 -  رؤيته صلى الله عليه وسلم فى صلاة الكسوف صاحب المحجن يجر قصبة فى النار لأنه كان يسرق الحاج بمحجنه )  أخرجه مسلم  .

قال القرافي في شرح تنقيح الفصول (ص297): «حكاية الخلاف في أنه عليه الصلاة والسلام كان متعبدا قبل نبوته بشرع من قبله يجب أن يكون مخصوصا بالفروع دون الأصول فإن قواعد العقائد كان الناس في الجاهلية مكلفين بها إجماعا ولذلك انعقد الإجماع على أن موتاهم في النار يعذبون على كفرهم  ولولا التكليف لما عذبوا  فهو عليه الصلاة والسلام متعبد بشرع من قبله - بفتح الباء - بمعنى مكلف لامرية فيه إنما الخلاف في الفروع خاصة  فعموم إطلاق العلماء مخصوص بالإجماع» .

وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين العلامة إبراهيم الحلبي في رسالة مستقلة وكذلك العلامة الحنفي الملاّ علي بن سلطان القارئ (ت1014هـ) في "شرح الفقه الأكبر"وفي رسالة مستقلة أسماها: "أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام". وقد أثبت بذلك الكتاب تواتر الأدلة والأحاديث على صِحّة معنى هذا الحديث وعدم نجاة والدي الرسول – عليه أتمّ الصلاة والتسليم– وقد نقل الإجماع على تلك القضية فقال في ص84: «وأما الإجماع فقد اتفق السلف والخلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين على ذلك من غير إظهار خلافٍ لما هُنالك والخلاف من اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق سواء يكون من جنس المخالف أو صنف الموافق».

ومن الواضح أن الشيخ القرضاوي قد تأثر شديد التأثر بالغزالي في كثير من أقواله حيث يقول الغزالي الهالك: «أما الذي أرفضه وقد حاربته بضراوة فهو سفاهة بعض الأولاد الذين يتنقلون في العالم الإسلامي وينشئون عقيدة جديدة (!!) أن أبا الرسول وأمه في النار». وهكذا يصبح جميع علماء المسلمين من السلف الصالح مجرد أولاد سفهاء يحاربهم الغزالي بضراوة  هذا الغزالي هو الذي يقول في الحديث الصحيح المتواتر الذي أخرجه الإمام مسلم "إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ": « هذا حديث يخالف القرآن حطّه تحت رجليك (!!)». فلا حول و لا قوة إلا بالله ..

 و هذا في شريط مسجل في تاريخ 5/4/1988م  و في مناقشة رسالة العبد الشريفي في جامعة الجزائر المركزية. فتأمّل قلة أدب هذا المعتزلي الغزالي مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم – بأبي وأمي هو –  وقوله « حطه تحت رجليك » . فهذا من الإيذاء المتعمد لرسول الله صلى الله عليه وسلم  والله تعالى يقول: ]إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً[ (الأحزاب:57). وهي أشد بمراتٍ من قول أحد المنافقين: «ما أرى قراءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطوناً وأكذبنا ألسنةً وأجبننا عند اللقاء» .

ومن الملاحظ أن الشيخ القرضاوي قد فاق شيخه تدليساً وتلبيساً فالغزالي كان يُصرِّح بردِّ السُّنة ويُقِرُّ الضلال علانيةًً ومن هنا وقف علماء السنة بوجه كتابه بقوةٍ وحزم، حتى تركه الناس وأفل نجمه ولكن الشيخ القرضاوي يميل إلى المكر والمراوغة لإقرار وتثبيت باطله نسأل الله السلامة والعافية. وقوله أنه لا يفضّل رد الحديث الصحيح بإطلاق هو تلبيسٌ واضحٌ لأنه قد ردّ الحديث فعلاً! فرسول الله الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم  – الذي لا ينطق عن هوى إن هو إلا وحيٌ يوحى –  يقول بصراحة للرجل : «إن أبي وأباك في النار» والقرضاوي ينكر ذلك ويقول: « والصحيح أنهم ناجون » . فمن الصادق ومن الكذّاب ؟

3 - حديث : لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة

ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: « لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً ». قال الشيخ القرضاوي: «هذا مقيد بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان الحكم فيه للرجال استبداديا أما الآن فلا!» [برنامج في قناة art بتاريخ 4/7/1418 هـ و هو ندوة عقدت للقرضاوي مع جمع من المتبرجات ليحاكم لهم النصوص النبوية. و قد رد عليه عبد الرحمن عبد الخالق في "ردود و مناقشات حول تولي المرأة الولايات العامة"].

قلت: أولاً: من يا تُرى يقصد القرضاوي في قوله "الرجال" الذين كان حكمهم استبداديا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ أتراهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام؟ أم الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم؟ أترك الجواب لك يا فضيلة الشيخ .

ثانياً: يا فضيلة الشيخ، إن كان هذا الأمر مقيد بزمن النبي صلى الله عليه وسلم كما تدعي فأين التقييد؟ وأين البرهان؟ ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) أم أنه مجرد استحسانٌ بالرأي الشخصي؟ قال الإمام ابن حزم (وهو الإمام الذي تكثر الاستشهاد بك) في الأحكام (1\134): «فمن حَكَمَ في دينِ الله –عز وجل– بما استَحسَنَ وطابت نَفْسُه عليه دُون برهانٍ من نصِّ ثابتٍ أو إجماع فلا أحَدَ أضَلُّ منه وبالله تعالى نعوذ من الخِذلان».

ثالثاً: إذا كان هذا مقيدا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم و مسلمات ذلك الزمان خير نساء العالمين ومع ذلك لم تتولى المرأة أي ولاية كانت فهل معنى هذا أن النساء اليوم خيرٌ و أفقه و أعلم من نساء ذلك الزمان حتى نوليهن الولايات؟ عسى أن يكون عند فضيلة الشيخ جوابٌ على هذا السؤال .

4 -  حديث : لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام

ثبت في صحيح مسلم (2167) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه». أما فضيلة الشيخ القرضاوي فيرفضه بشدة لأنه يسيء إلى "إخوانه" النصارى واستمع لحوار بين الشيخ المربي وتلميذه المريد في "قناة الجزيرة":

المقدم : لكن كيف يا فضيلة الشيخ نحقق هذا الأمر في وجود الفتاوى (!!!!) التي تدعو إلى أن نضطرهم إلى أضيق السبل وإلى عدم جواز بدأهم بالسلام وإلى عدم جواز تهنئتهم في المناسبات والأعياد يعني الأمور التي تؤلف القلوب؟ هناك من الناس ومن العلماء الذين يعيشون في الغرب يحرِّمون مثل هذه الأمور .

القرضاوي: أنا والله أخالف هذا في الحقيقة!!! وأرى أن الدستور الذي حدده القرآن في التعامل مع غير المسلمين نجده في آيتين من كتاب الله في سورة الممتحنة يقول الله تعالى ]لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم[. فالذين لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا ولم يظاهروا على إخراجنا مطلوب منا أن نقسط إليهم وأن نبرهم القسط هو العدل والبر هو الإحسان يعني القسط هو أنك تعطيهم الحق البر أنك تعطيهم فوق الحق العدل أو القسط أنك تأخذ مالك تماماً البر أن تتنازل عن بعض مالك يعني أعلى من القسط والعدل فهذا هو المطلوب يعني ربنا اختار للتعامل مع هؤلاء الكلمة التي اختارها للتعامل مع الوالدين بر الوالدين حين قال "أن تبروهم". فهذا البر ليس معناه أن تُضمر لهم العداوة وتبتعد عنهم الأحاديث التي جاءت هذه جاءت في مناسبات معينة إنما الآن لكي تنشر الإسلام وتؤلف القلوب عليه وتحببه إلى الناس لابد أن تفعل هكذا [أي لا بد أن تخالف الحديث الصحيح حتى تنشر الإسلام!] يعني إذا أنت عشت عدة سنوات في بريطانيا وكان لك جيران من هؤلاء وزملاء يدرسون معك طيب هم يأتون في عيد الفطر ويقولوا لك عيدك مبارك أو نحو ذلك أو في عيد الأضحى المفروض أنت تقول لهم في عيدهم هذا (!). الله تعالى يقول {وإذا حُييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} سيدنا عبد الله بن عباس جاء واحد مجوسي وقال له: السلام عليكم فقال: وعليكم السلام ورحمة الله فقال أصحابه: تقول له "ورحمة الله"؟ قال: أليس في رحمة الله يعيش؟ هو عايش في رحمة الله. هم استكثروا أن يقول لمجوسي "ورحمة الله" (وإذا حُييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) إذا كنا نريد أن نحقق عالمية الإسلام ونحبِّب هؤلاء الناس في الإسلام فلابد أن نقترب منهم وأن نريهم حسن أخلاق المسلمين وهذا ما صنعه المسلمون قديماً الإسلام لم ينتشر في العالم بالسيف كما يقول المبشِّرون والمستشرقون وأمثالهم الإسلام انتشر بأخلاق المسلمين [المرجع: قناة الجزيرة: برنامج الشريعة والحياة، (فقه الجاليات الإسلامية في الغرب الحلقة 1) 2/5/1999].

قلت تأمل تعمّد مخالفة الحديث وتحريف الكَلم عن مواضعه فليس من أدنى تعارض بين الآية والحديث وهل الآية تأمرنا بالبدء بالسلام؟! قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري في تفسير الآية (5\189): «تقدم في الحديث من أن المراد أن يرد بأحسن مما حياه به فإن بلغ المسلم غاية ما شرع في السلام رد عليه مثل ما قال فأما أهل الذمة فلا يبدأون بالسلام ولا يُزادون بل يرد عليهم بما ثبت في الصحيحين: عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم السام عليكم فقل وعليك". وفي صحيح مسلم: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه"» .

وعلى أية حال فالمقولة المنسوبة لإبن عباس – والتي استشهد بها الشيخ القرضاوي – موضوعة ضعيفة وإسنادها مظلمٌ لا تقوم بها حجة [ذلك أن في إسناده سماك بن حرب عن عكرمة وسماك هذا: قال الذهبي: ساء حفظه وقال محمد بن عبد الله بن عمار:«يقولون أنه كان يغلط ويختلفون في حديثه» كذا في الكواكب النيرات (1\45) وقال يعقوب: «روايته عن عكرمة مضطربة» (كما هي الحال هنا) قال النسائي: «كان ربما لُقِّن فإذا انفرد بأصل لم يكن حجة لأنه كان يُلَقَّن فيَتَلقّن» كما في التهذيب وقال أحمد: «مضطرب الحديث وكان شُعبة يضعّفه خاصّةً في التفسير عن عكرمة عن ابن عباس» وقال ابن المديني عن روايته عن عكرمة: مضطربة! وسماك نفسه ضعّفه جماعة مثل ابن المبارك فهذه رواية باطلةٌ منكرة إضافة للنكارة في متنها] فكيف لو عارضها الحديث الصحيح المرفوع ؟

5 -  حديث : ما رأيت من ناقصات عقل ودين أسلب

للب الرجل الحازم من إحداكن

ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ» .

قال القرضاوي في نفس الندوة: «إن ذلك كان من الرسول على وجه المزاح».

قلت: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .


ردود ومناقشات حول تولي المرأة للولايات العامة

فيما يلي رد لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق على إنكار الشيخ القرضاوي لبعض الأحاديث الصحيحة وخرقه الإجماع حول عدم صحة تولي المرأة للولايات العامة .

ويمكن الاطلاع على هذا المقال كاملا من موقعه :
 http://www.salafi.net/articles/article2.html 
في مجلس خلا ..  جلس الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي والدكتورة آنا صوفيا الأستاذة بجامعة السويد وامرأة أخرى وعميد كلية الدراسات الإسلامية في السودان وحولهم جمهور مختلط من المتبرجات والشباب وعبر المحطة الفضائية A.R.T تلفزيون وراديو العرب وبإدارة عريف للندوة مشعان ثائر الرأس يقف على قدميه وذلك ليلة الثلاثاء 4 من رجب الحرام سنة 1418هـ الموافق 3 من شهر نوفمبر سنة 1997م جلس الجميع يحاكمون نصوص القرآن والسنة بخصوص ولاية المرأة وشهادتها .

وكان مما حكموا به على هذه النصوص ما يلي :
أولاً : ما ادعاه الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي أن حديث أبي بكرة رضى الله عنه  في الصحيح ولفظه : قال أبو بكرة : لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم  أيام الجمل -  بعد ما كدت ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم قال أبو بكرة :  لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال : « لن يفلح قوم ولوا أمرهم امـــرأة » البخاري .

قال الشيخ القرضاوي بعد ذكره لهذا الحديث ما معناه ومؤداه : إن هذا الحديث لا يؤخذ منه بمفرده حكم وأن نصوص القرآن والسنة قد جاءت على خلافه وأنه مقيد بزمان الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان الحكم فيه للرجال استبدادياً وأما الآن فلا وأنه قال بخلافه ابن حزم ورأى أنه تولى المرأة كل الولايات إلا الولاية العظمى وأنه لا يقال هنا إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب لأن هذه القاعدة مختلف فيها!! وأنه لا بأس أن تتولى المرأة ولاية أية دولة من دول المسلمين لأن هذه ليست هي الولاية العظمـى وإنما الولاية العظمى هي الخلافة التي ينضوي المسلمون جميعاً تحتها وأضافت د. صوفيا إلى كلام الشيخ القرضاوي أن هذا الحديث حديث أبي بكرة لم يروه إلا أبو بكرة فقط من الصحابة .

ثم تطرق الشيخ القرضاوي إلى حديث أبي سعيد الخدري رضى الله عنه في الصحيح والذي جاء فيه «ما رأيت من ناقصات عقل ودين أسلب للب الرجل الحازم من إحداكن» فقال الشيخ القرضاوي إن ذلك كان من الرسول على وجه المزاح كما يقول القائل: يا بنات الـ والـ ثم أردفت الدكتورة مؤيدة كلام القرضاوي أن الأمر كان مزاحاً للنساء لأنه كان يوم عيد ثم أخذ الكلمة عميد كلية الدراسات الإسلامية بالسودان فأدعى أن الواقع عنده في الكلية أن النساء أعظم حفظاً وأعلى فهماً من الرجال وأن آية الدين لا تدل على أن عقل الرجل أرجح من عقل المرأة بل إن هناك أمور لا تشهد فيها إلا النساء وكان المشهد يتخلله التصفيق من النساء والرجال كلما ذكر أحد المتحدثين ما يرد به الآية والحديث وعقبت المتحدثة الرابعة في المجموعة قائلة بلهجة التحدي: أريد أن أعرف لماذا كان تصويت المرأة في الانتخابات مساوياً لصوت الرجل وفي الشهادة على النصف وضربت بيدها على فخذها تحدياً وغروراً وللأسف فقد أقرها الجميع على هذا التناقض الذي ادعت أنه لا مبرر له .

وقد رأيت وأنا أشاهد هذا المشهد البائس كيف وضع فيه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم  في قفص الاتهام؟! وجعلت آيات القرآن محلاً للتندر لا للتذكير والاعتبار رأيت أن من واجبي وقد شاهدت ذلك أن أقول ما أعلم أنه الحق مخافة الكتمان وأن من واجبي أن أرد عن كتاب الله وحديث رسوله هذه الشبهات والله المستعان فأقول :

أولاً:

1- حديث أبي بكرة رضى الله عنه حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه وقد مضى نصه وفيه أن أبا بكرة رضى الله عنه رجع من الطريق وقد كان ذاهباً للقتال مع الزبير بن العوام وطلحة بن عبد الله الذين خرجوا من المدينة مطالبين بقتل قتلة عثمان وقد كان سبب رجوع أبي بكرة من الطريق أن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها الصديقة بنت الصديق كانت مع الجيش علماً أنهم لم يؤمروها عليهم ولم تكن هي التي تقود الجيش ولا إليها يرجع الأمر إلا أن أبا بكرة تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم في بنت كسرى: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» وقد فهم أبو بكرة أن هذا الحديث على عمومه في كل قوم وفي كل امرأة ولو كانت هي أم المؤمنين عائشة معلمة الرجال الصديقة بنت الصديق رضي الله تعالى عنها وعن ابيها .

وقد استدل بهذا الحديث جميع علماء الأمة وسادتها ممن يرون أنه لا تولى المرأة الولاية العامة وسواء كان ذلك على المسلمين جميعاً في كل الأرض أو على فريق منهم وهذا إجماع بين علماء المسلمين في جميع عصورهم ولم يشذ عن ذلك إلا من لا يؤبه بخلافة كبعض فرق الخوارج .

2- لم يأت نص في القرآن والسنة يعارض عموم هذا الحديث بل جميع النصوص مؤيدة لذلك كقوله تعالى ]الرجال قوامون على النساء[ وقوله تعالى: ]يا أيها الدين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً[ وقوله تعالى: ]فاستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء[ ولذلك فقول الشيخ القرضاوي إن حكمولاية المرأة لا يؤخذ من حديث أبي بكرة بمفرده موهماً آن نصوص القرآن والسنة قد جاءت بخلاف ذلك قول غير صحيح فإن النصوص جاءت بتأييد هذا المعنى وأما ما استدل به الشيخ القرضاوي أن القرآن قد جاء بخلاف ذلك كقوله تعالى: ]والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض[ وقوله سبحانه: ]إن المسلمين والمسلمات...[ الآية فإن هذه النصوص لا تخالف حديث أبي بكرة فكون المرأة مكلفة كالرجل بالإيمان والعمل الصالح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يعني تساويها مع الرجل في كل وجه ولا أن لها حق الولاية العامة وإمامة المسلمين! ولا أن من ولوا أمرهم امرأة كانوا من الفالحين الفائزين فأين النصوص من القرآن والسنة التي جاءت مخصصة عموم هذا الحديث أو مقيدة مطلقة ؟

3- هذا عمل أهل الإسلام في كل عصورهم هل كان هناك عمل بخلاف ذلك ؟!

4- وأما قول الشيخ القرضاوي –عفا الله عنا وعنه– إن حديث الرسول: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» كان مختصاً بزمان النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان فيه الحكم استبدادياً وكان للرجال وحدهم وأما الآن فالحكم ديمقراطي شوري مؤسسي فهو كلام خطيرٌ وكبير فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أطلق حكماً عاماً بلفظ عام لا يختص بزمانه ولا بقوم دون قوم فقال: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» وجعل مثل هذا النص مقيداً بالزمان الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم اتهام للنبي بالعي عن البيان ثم أن هذه شبهة كبيرة يمكن أن يبطل بها كل الأحكام بدعوى أن زمانها قد ولى وفات ونحن في زمان غير ذلك الزمان وهذه حجة من يعترض الآن على جميع التشريعات الإلهية في المواريث والزواج والطلاق والعقوبات بل والمال والسياسة والحكم فما هو رد الشيخ القرضاوي على من أخذ بهذه الشبهة وقال إن قطع يد السارق ورجم الزاني وقتل القاتل إنما كان لعلاج أقوام غلاظ  قساة فجاء الحكم قاسياً من أجل تأديبهم وأما في عصر التنوير والرحمة والإحسان فإن العقوبة المخففة أولى؟! ومن يعترض بمثل هذه الاعتراضات على سائر ما شرع الله لعباده ؟!

5- قول الشيخ القرضاوي – عفا الله عنا وعنه – أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم : «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» إنما كان مختصاً بوقت كان الحكم فيه للرجال استبداداً وأما الآن فلا .. قول يخالفه الواقع بل لو عكس هذا القول فقيل إن الاستبداد في هذه الأزمان أكثر شيوعاً وأشد مما كان في العصور السابقة لكان أقرب إلى الصواب ثم إنه في الأمم السابقة عرباً وعجماً كانت المرأة تتولى الولايات العامة أحياناً فقد عرف الفرس والروم والقبط وغيرهم ولاية المرأة فقد عرف العرب ملكة سبأ والزباء بل كان في العرب من ادعت النبوة وقادت الجيوش كسجاح وقد أخبرنا الرب – سبحانه وتعالى – عن ملكة سبأ وأن ملكها كان في غاية الأبهة والفخامة وشدة الأركان وأن أمرها كان قائماً على الشورى: ]قالت ياأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون[ فالملأ هو علية القوم وأهل الرأي وقولها: ]ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون[ هو أعظم مبادئ الشورى وأن الملك لا يقطع بأمر ما حتى يشهد الجميع ويدلوا برأيهم فيه فكيف يقال بعد ذلك إن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» إنما صدر في زمن لا حكم فيه إلا الرجال الذين يحكمون استبداداً وأن الحكم الآن حكم المؤسسات ؟ وكأن الشيخ القرضاوي – رعاه الله –  لا يعيش الواقع .

6- وأما قول الشيخ القرضاوي بأنه يمكن أن يقال إن الممنوع هو الإمامة الكبرى لجميع المسلمين وأما إمامة قطر من أقطار المسلمين فلا يعتبر إمامة كبرى وبالتالي يمكن للمرأة أن تحكم أي دولة من دول الإسلام المعاصرة فهذا قول لا وجه له لأن الإمامة الكبرى أو الولاية العامة لا يعني بالضرورة انضواء المسلمين جميعاً في كل مكان في الأرض تحتها بل كان من تولى شأن جماعة من المسلمين وكان ممكناً كان هو إمامهم الأعلى وكل إمام ليس هناك إمام ورئيس فوقه فهو إمام عام سواء كان ذلك في شرق الأرض أو غربها وقد كان علي بن أبي طالب إماماً عاماً في وقته ومعاوية إماماً على من يطيعونه ويأتمرون بأمره ثم كانت خلافة بني أمية فى الأندلس مع بني العباس في العراق والشام وعدد من الأمصار وتلك في الأندلس ثم كان للمسلمين أكثر من ولي أمر عام ثم آل الحال إلى ما نحن فيه .

7- وأما قول د. صوفيا إن الحديث لم يروه إلا صحابي واحد وهو أبو بكرة. فهذا لا يقدح في الحديث ولا يرد بذلك فمن حيث الصحة فلا شك في عدالة الصحابة والحديث ثابت صحيح ومن حيث المعنى فلا يخالف نصاً في القرآن والسنة بل نصوص القرآن والسنة مؤيدة لمعنى هذا الحديث وكم من حديث لم يروه إلا صحابي واحد ولا يكون هذا قدحاً في الحديث فإننا متعبدون بخبر الواحد الثقة وقد عمل الصحابة ومن بعدهم من التابعين وأهل السنة جميعاً بخبر الواحد الثقة وقد أفرد الإمام الشافعي – رحمه الله – فصلاً مطولاً في كتابه الرسالة يرد به من قال إن خبر الواحد لا يؤخذ به في العمل والاعتقاد وإن كان هناك من يفرق بين العمل والاعتقاد فإن هذا الحديث في العمل فلا يبقى مجال لرد الحديث بأنه من أخبار الآحاد .

ثانياً :
 وأما حديث أبي سعيد فهذا لفظه قال أبو سعيد: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو في فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال : « يا معشر النساء تصدقن فإنى أريتكن أكثر أهل النار» فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: «تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن» قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟» قلن: بلى قال: « فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟» قلن: بلى قال: « فذلك من نقصان دينها» وهذا الحديث كما نرى إنما جاء في موطن وعظ وتذكير بالآخرة وتحذير مما يؤول بالمسلمة إلى النار وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هنا ثلاثاً من الكبائر التي تنتشر في النساء وهي :

الاولى : كثرة اللعن  ومعلوم أن اللعن إذا لم يجد مكانه ارتد إلى قائله ولعن المسلم كقتله .

والثانية : كفران العشرة وجحد النعمة وهي من الكبائر كذلك  وجحد المرأة لعشرة زوجها من الكبائر وقولها له : « ما رأيت منك خيراً قط » وقد أحسن إليها دهره وعمره أو زماناً طويلاً من الكبائر .

والثالثة :  هو فتنة المرأة اللعوب الداعية إلى الزنا  وقد صور النبي هذه الفتنة بأن المرأة مع نقصان عقلها عن الرجل في أساس الخلق وكون ما كلفت به من أعمال الطاعة أقل من الرجل وذلك للنقص الخلقي أيضاً عندها وهو كون الحيض مانعاً لها من الصلاة والصوم والرجل ليس فيه هذا النقص في أساس خلقته أي مع كون أن الله قد خلق المرأة دون الرجل عقلاً وديناً وتكليفاً إلا أن المرأة تغلب الرجل وتسلب لبه بل تستطيع امرأة لعوب أن تذهب بعقل رجل حازم وتجعله خاتماً في إصبعها كما يقولون وربما فتنته في دينه وأذهبت لبه وفؤاده قال ابن حجر –رحمه الله– في شرح هذه اللفظة من الحديث : « ويظهر لي أن ذلك من جملة أسباب كونهن أكثر أهل النار لأنهن إذا كن سبباً لإذهاب عقل الرجل الحازم حتى يفعل أو يقول ما لا ينبغي فقد شاركنه في الإثم وزدن عليه» أ.هـ.

والخلاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم  قد كان في موطن الوعظ والإشفاق على النساء وقد أخبر النساء بأمر من أمور الآخرة وهو أنهن أكثر من يدخل النار كما جاء في الحديث الآخر:  (وقفت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء) .

ومن أجل ذلك وعظ النبي صلى الله عليه وسلم النساء هنا في موعظة عيد  فدلهن على أفضل ما يكفر الله به الذنوب وهو الصدقة فقال لهن صلى الله عليه وسلم : « يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار دخولاً النار » .

ولو كان شيء أفضل من الصدقة في تكفير الذنب لقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم  ومما يدل على ذلك أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم:« والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ».) فحثُّ النبي صلى الله عليه وسلم النساء على الصدقة هنا إنما هو من باب الإشفاق على نساء أمته والدلالة لهن على الخير وأن يفعلن ما عساه أن يُكفِّر الله به ما يقع منهن من الذنوب التي تكثر فيهن وتشيع بينهن وقد ذكر النبي ثلاث ذنوب تشيع في النساء وهي : كثرة اللعن وجحد النعمة وسلب عقل الحازم فضلاً عن السفيه الجاهل من الرجال وعلى هذا فالمقام كله مقام وعظ وإرشاد وبيان وإشفاق وليس فيه ما يدل من قريب أو بعيد على أن النبي صلى الله عليه وسلم  كان مازحاً .

وقول الشيخ القرضاوي – عفا الله عنه – إن النبي صلى الله عليه وسلم كان مازحاً هنا وأنه كقول القائل يا بنات كذا وكذا قولُ ساقطُ بعيدٌ عن الحق فإن المقام لم يكن مقام مزاح بل مقام موعظة تقطع القلوب وتبكي العيون ثم إن مزاح النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا حقاً وصِدقاً وهو صلى الله عليه وسلم منزه ومبرأ عن الكذب مازحاً وجاداً بل تجويز الكذب عليه –ولو في المزاح– طعن في أصل رسالته لأنه يمكن أن يحتج بذلك على إسقاط كلامه كله صلى الله عليه وسلم ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً كما رُوِيَ عنه صلى الله عليه وسلم في قوله لبعض أصحابه مداعباً: « نحملك على ولد الناقة » فلما حزن منها المخاطب قال له صلى الله عليه وسلم : « أليس الجمل ولد الناقة ؟ » . وكما قال لبنية صغيرة مداعباً : « كبرت لا كبر سنك » وكان النبي يعني السن لا العمر  وقوله لامرأة من الأنصار: « إن في عيني زوجك بياض » وكل عين فيها سواد وبياض فهذا ونحوه مزاحٌ وكله حق وليس فيه كذب .

قال ابن حجر – رحمه الله – في بيان فوائد هذا الحديث وأنه كان موعظة بليغة : وفيه جواز عظة الإمام النساء على حدة وقد تقدم في العلم وفيه أن جحد النعم حرام وكذا استعمال الكلام القبيح كاللعن والشتم واستدل النووي على أنهما من الكبائر بالتوعد عليها بالنار وفيه ذم اللعن وهو الدعاء بالإبعاد من رحمة الله تعالى ومحمول على ما إذا كان في معين وفيه إطلاق الكفر على الذنوب التي لا تخرج عن الملة تغليظاً على فاعلها لقوله في بعض طرقه: ]بكفرهن[كما تقدم في الإيمان وهو كإطلاق نفي الإيمان وفيه الإغلاظ في النصح بما يكون سبباً لإزالة الصفة التي تعاب وأن لا يواجه بذلك الشخص المعين لأن في التعميم تسهيلاً على السامع وفيه أن الصدقة تدفع العذاب وأنها قد تكفر الذنوب التي بين المخلوقين وأن العقل يقبل الزيادة والنقصان وكذلك الإيمان كما تقدم وليس المقصود بذكر النقص في النساء لومهن على ذلك لأنه من أصل الخلقة لكن التنبيه على ذلك تحذيراً من الافتتان بهن ولهذا رتب العذاب على ما ذكر من الكفران وغيره لا على النقص وليس نقص الدين منحصراً فيما يحصل الإثم به بل في أعم من ذلك – قاله النووي – لأنه أمر نسبي فالكامل مثلاً ناقص عن الأكمل ومن ذلك الحائض لا تأثم بترك الصلاة زمن الحيض لكنها ناقصة عن المصلي وهل تثاب على هذا الترك لكونها مكلفة به كما يثاب المريض على النوافل التي كان يعملها في صحته وشغل بالمرض عنها؟ قال النووي: « الظاهر أنها لا تثاب والفرق بينها وبين المريض أنه كان يفعلها بنية الدوام عليها مع أهليته والحائض ليست كذلك » وعندي – في كون هذا الفرق مستلزماً لكونها لا تثاب– وقفة وفي الحديث أيضاً مراجعة المتعلم لمعلمه والتابع لمتبوعه فيما لا يظهر له معناه وفيه ما كان عليه من الخلق العظيم والصفح الجميل والرفق والرأفة زاده الله تشريفاً وتكريماً وتعظيماً

    والهجوم على هذا الحديث طويلٌ ومتواصلٌ من الذين يكذبون بالدين كله ويأخذون من هذا الحديث وآيات القرآن التي فرقت بين الرجال والنساء في القوامة والميراث والتكليف سبباً للطعن في الدين وأنه منحاز للرجال ومعاد للنساء وأن المرأة مساوية للرجل خلقاً وعقلاً وأنها يجب أن تكون مساوية له حقاً وواجباً وتكليفاً وللأسف أن يوافقهم بعض المسلمين متأثرين بهذا الهجوم على حقائق الإسلام ومن أجل ذلك يريدون تطويع النصوص لتوافق ما يقوله الكفار الجاهلون والحق أن الله – سبحانه وتعالى – خلق الزوجين الذكر والأنثى وجعل النساء شقائق الرجال وفارق سبحانه في خلق كل من الذكر والأنثى لتتم عمارة الحياة ومن أجل ذلك جاءت المساواة بين الرجل والمرأة في بعض الأحكام وجاءت المخالفة بين الرجال والنساء في أحكام أخرى مما يقتضيه العدل والحكمة والإحسان وهذه هي الأمور التي قامت عليها الشريعة الحكيمة المطهرة وليس هذا مجال تفصيل ذلك وإنما المقصود هنا أن محاولة رد هذا الحديث : « ما رأيت من ناقصات عقل ودين…» الحديث بشبهات لا معنى لها محاولةً ساقطةً لأن الحديث ثابتٌ صحيحٌ وهو مطابق للآية: ]فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى[. وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم نقصان العقل بجعل الله شهادة الرجل بشهادة امرأتين ونقصان الدين يكون للمرأة تمكث الأيام لا تصلي ولا تصوم والرجل لا يقع له ذلك ولا شك أن المرأة غير ملومة في ذلك لأن هذا من فعل الخالق – سبحانه وتعالى –  لحكمته العظيمة ونعمته السابغة ورحمته الواسعة وله الحمد والفضل والمنة .

فكل خلق الله حسن وكل شرائعه عدل وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً فخلق المرأة على ما هي عليه ليتم أمن البيت وسلامته واستقراره وإلا فكيف يتصور حياة بين رجال ونساء يكافئن الرجال في القوى البدنية والقوى العقلية ؟! إن هذا أمر متعذر أو مستحيل .

    وأما اعتراض المتحدثة المشاركة للدكتور القرضاوي في هذه الندوة المشار إليها بقولها : كيف يا علماء الشريعة تسوون بين الرجل والمرأة في الصوت الانتخابي وتفارقون بين الرجل والمرأة في الشهادة ؟! ثم تصفيقها بيدها وتصفيق الحاضرين وسكوت الجميع على هذا الإشكال والاعتراض والشبهة .

    فنقول : أولاً : الذي جعل شهادة الرجل بشهادة امرأتين هو الله – سبحانه وتعالى – في كتابة المحكم وتشريعه القويم وأما جعل المرأة كالرجل في الصوت الانتخابي فهذا أمر حادث والعملية الانتخابية بكليتها من الأمور المستحدثة اقتباساً مما عند الغرب في نظامهم الديمقراطي وعندهم التسوية بين صوت وصوت سواء كان لعالم أو جاهل خبير بالأمر الذي يصوت عليه أو جاهل به كل الجهل صادق فيما قصده بصوته الانتخابي أو متبع لهواه قد باع صوته بعرض من الدنيا ... الخ .. ولا شك أن هذا ليس من العدل والحكمة وعلى كل حال فإن التصويت لانتخاب مرشح إنما هو من باب الوكالة ويجوز في الوكالة التسوية بين المرأة والرجل فإنه كما يصح للرجل أن يوكل غيره رجلاً كان أو امرأة فإن المرأة كذلك يجوز لها أن توكل غيرها رجلاً كان أو امرأة ..

    وباب الشهادة غير باب الوكالة! فلو قال بعض العلماء المسلمين إن صوت المرأة كصوت الرجل في الانتخابات فإنما يحمله على أنه من باب الوكالات وباب الوكالة غير باب الشهادة

ثم إن باب الشهادة كذلك باب واسع فإنه ليس في كل أبواب الشهادة تكون شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل فإن شهادة المرأة وحدها مقبولة في إثبات الرضاع وإثبات الحمل والولادة وإثبات العيوب الخاصة بالنكاح وإنما جعلت شهادة الرجل بشهادة امرأتين في عقود الدين وما جرى مجراها من المعاملات المالية وقد تـُرَدُّ شهادتها مطلقاً في بعض العقود كعقود النكاح والطلاق والرجعة كما ترَدّ شهادة بعض الرجال في حالات كالقاذف والأعمى وبعض الأقارب لأقربائهم ...الخ .. والشاهد أن باب الشهادة باب واسع ولا يجوز أخذ فرعية منه وتعميمها على كل فروع الشهادة فإن قبول شهادة المرأة بمفردها في بعض الحالات لا يعني أن تكون شهادتها مثل شهادة الرجل في كل الحالات .

كما أن هناك فارقاً بين الرواية والشهادة فإن المرأة تقبل روايتها للحديث النبوي وغيره وهي مثل الرجل في ذلك ولا يلزم من كون شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل ألا تقبل إلا رواية امرأتان وكذلك لا يلزم من تماثل الرجل والمرأة في الرواية والإخبار أن يتماثلا في الشهادة والشريعة الحكيمة جاءت بالتفريق بين هذا وهذا .

    لا مجال للمقارنة بين شريعة الله المطهرة وأحكامه المبنية على العدل والإحسان والحكمة وبين شرائع الشيطان فأين ما شرعه الله لعباده في عقد الزواج الإسلامي المطهر من إباحة الزواج خارج دائرة المحرمات من النساء وهن الأم والبنت والأخت والعمة والخالة وبنت الأخ وبنت الأخت وأم الزوجة وبنت الزوجة وما شرع في الخطبة وأركان عقد النكاح وشرائطه وآثاره وكيفيات إنهائه وما شرعه الشيطان لاتباعه الكافرين من العقد على المحارم والتسوية المطلقة بين حقوق الرجل والمرأة وتقسيم أموال الزوجين بعد الطلاق والفراق وتقسيم الأولاد وإباحة العشرة بلا زواج وعقد عقود الزواج بين المتعاشرين بعد عشرة طالت أو قصرت وإباحة عقد الزواج بين رجلين وبين امرأتين وإيجاب النفقة على المرأة وجعلها مساوية للرجل في عقد النكاح من كل وجه ... الخ هذه الظلمات الدامسة والفسق والعهر والعمي والضلالة .

أين تشريع الله النظيف الطيب من هذا الذي شرعته الشياطين لأوليائها فجعلت حياتهم رجساً ضنكاً ؟

    والعجب أن هؤلاء الذين يعيشون في هذه الظلمات والنجاسات هم الذين يعترضون على تشريع الله وحكمته وعدله وإحسانه فيا الله العجب .

وكان بودي وتلك الندوة التي جلس فيها المتكلمون يحاكمون آيات الله وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ويدعون فيما يدعون أن الإسلام لا يمنع المرأة من الولاية العامة ورئاسة الدول وأن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : « لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة » مردود وأنه صلى الله عليه وسلم كان يمزح عندما قال: « ما رأيت من ناقصات عقل ودين ... الحديث ». كان بودي أن يبصروا حكمة الإسلام وطهارة الشريعة وكمالها وعصمة الرسول ونزاهته ويبصروا الواقع القائم ويشاهدوا الظلام والنجاسة الذي يريد الغرب جر أمة الإسلام إليها ولكن قد كان ما كان والله المستعان .
مواقف وفتاوى

   بالطبع لا يخفى عن المُشتغلين بالعلوم الشرعية تمييع القرضاوى  لعقيدة الولاء والبراء وهو من رؤوس الإخوان المسلمين وكذلك تميزه بالفتاوى الشاذة حتى صارت طابعه وفيما يلى بعض أمثلة على ذلك :
أولا موقفه من الكفار :
قد ميع القرضاوي وأمات عقيدة الولاء والبراء من الكفار وإليك بعض أقواله:
1 - قال عن النصارى: ( فكل القضايا بيننا مشتركة فنحن أبناء وطن واحد مصيرنا واحد أمتنا واحدة أنا أقول عنهم إخواننا المسيحيين البعض ينكر علي هذا كيف أقول إخواننا المسيحيين؟ {إنما المؤمنون أخوة} نعم نحن مؤمنون وهم مؤمنون بوجه آخر ... ذكر ذلك فى  ( غير المسلمين في المجتمع الإسلامي: ص 68، ط4، 1405 وقال في نفس البرنامج عن الأقباط إنهم قدموا الآف "الشهداء" لاختلاف المذاهب  وقرر هذه المسألة في البرنامج السابق وفي عدد  من كتبه الأخرى وقال: (إن مودة المسلم لغير المسلم لا حرج فيها .. ( الأمة الإسلامية حقيقة لا وهم: ص 70 - ط1، 1407 وقرر هذا أيضا فى برنامج الصراع بين المسلمين واليهود الآتي) وقال إن العداوة بيننا وبين اليهود من أجل الأرض فقط لا من أجل الدين (- الأمة الإسلامية حقيقة لا وهم: ص 70 - ط1، 1407 وقرر هذا أيضا فى برنامج الصراع بين المسلمين واليهود) وقرر أن قوله تعالى: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا} أن هذا بالنسبة للوضع الذي كان أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وليس الآن (برنامج الشريعة والحياة حلقة بعنوان الصراع بين المسلمين واليهود بتاريخ 7/12/97) مع العلم بأنه يستدل بآخر الآية على قرب النصارى الآن من المسلمين! [- حلقة بعنوان غير المسلمين في ظل الشريعة الإسلامية في برنامج الشريعة والحياة مثلا] ويقول: (إذا عز المسلمون عز إخوانهم المسيحيون من غير شك وإذا ذل المسلمون ذل المسيحيون) (- حلقة الإسلام دين البشائر والمبشرات من برنامج الشريعة والحياة بتاريخ 24/1/99م)

وقرر في مواضع أن الإسلام - بزعمه - يحترم أديانهم المحرفة [ الإسلام والعلمانية : 101 شريعة الإسلام خلودها وصلاحها للتطبيق: 52 وذكر هذا في عدد من برامجه في القنوات] وقرر أنهم كالمسلمين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم [ ذكره في مواضع منها الحلال والحرام وغير المسلمين في المجتمع الإسلامي وغيرها من الكتب وذكرها في برنامج الشريعة والحياة في حلقة غير المسلمين في ظل الشريعة الإسلامية وحلقة الصراع بين المسلمين واليهود وغيرها] وأن الأرضيات مشتركة بين المسلمين وبين النصارى وأن الإسلام ركز على نقاط الاشتراك بيننا وبينهم لا على نقاط الاختلاف [- فتاوى معاصرة: 2/671 الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم: 147] وأنه لا بد من أن يقف المسلمون والنصارى جميعا في صف واحد على هذه الأرضيات المشتركة بينهم ضد الإلحاد والظلم والاستبداد ( برنامج المنتدى حلقة بعنوان مستقبل الأمة بين التفاؤل والتشاؤم بتاريخ 7/3/98 فـي قناة أبو ظبي - عافانا الله وإخواننا المسلمين منها - وبرنامج الشريعة والحياة حلقة بعنوان غير المسلمين في ظل الشريعة الإسلامية)  ويذكر أن الجهاد إنما هو للدفاع عن كل الأديان لا عن الإسلام فقط (برنامج الشريعة والحياة حلقة بعنوان العلاقات الدولية بتاريخ 8/3/98) وجوز تهنأتهم بأعيادهم [برنامج الشريعة والحياة حلقة غير المسلمين في ظل الشريعة الإسلامية وحلقة فضل العشر الأواخر من رمضان بتاريخ26/12/99م وكتاب فتاوى معاصرة: 2/617.] وتوليهم للمناصب والوزارات كما قرر أن الجزية إنما تؤخذ من أهل الذمة مقابل تركهم الدفاع عن الوطن وأما الآن فتسقط عنهم لأن التجنيد إجباري يستوي فيه المسلم والكافر ونسى أو تناسى أن مشاركتهم فى جيش المسلمين غير جائز أصلا فجيش الاسلام يرفع راية بعيدة تماما عن الراية النصرانية ودخولهم جيش المسلمين ليس إلا سفه وقد أدى إلى هزائم مهينة بسبب خيانة إخوانه الاقباط .

ومن أشهر فتاواه الفتوى التي أصدرها القرضاوي بصفته رئيسا لمجلس الافتاء الأوروبي والتي أجاز فيها بقاء الزوجة التي اعتنقت الاسلام حديثاً مع زوجها غير المسلم والتى أثارت ردود فعل غاضبة ومناقشات بين علماء الأزهر وغيرهم من العلماء ..
سألت سائلة : هل النصارى كفار ؟
   فأجاب الدكتور القرضاوي على هذا السؤال في حلقة يوم الأحد؛ 22/جمادى الأولى 1419 موافق: 13/9/1998 من برنامج "الشريعة والحياة" التي تبثه قناة الجزيرة بما يمكن أن نجد له وجهاً من الحق وإن كان في كلامه ما يتعب المسلم الموحد .

إلا أنه بعد ذلك تدخل مقدم البرنامج أحمد منصور بشبهة أفسدت على الشيخ كل شيء : (يعني هنا... هم كفار بديننا وليسوا كفاراً بالله... هذه القضية ينبغي أن توضح لأن هناك فهماً لدى كثير من الناس... بأنهم كفار بالله  .

وهنا استأنف الشيخ القرضاوي كلامه متأثراً بتوجيه أحمد منصور قائلاً: (  ليسوا كفاراً بالله ... ويؤمنون بالله ويؤمنون باليوم الآخر ويؤمنون بعبادة الله سبحانه وتعالى ويؤمنون بالقيم الأخلاقية ولذلك نحن دعونا إلى الحوار الإسلامي المسيحي لأن هناك أرضية مشتركة بيننا وبينهم {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [ (...) وقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (العنكبوت : ( 46 - وقد أسقط من الآية قوله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} ومكانه بين القوسين ولعله مجرد سهو  – ثم أردف قائلاً: (فنحن نؤمن بالله ونؤمن بالفضائل ونؤمن بالعبادات ونؤمن بالآخرة. هذه قواسم مشتركة بيننا وبينهم إنما ليسوا مسلمين يقيناً هم يعتبروننا كفاراً ونحن نعتبرهم كفاراً  هذا أمر طبيعي... نحن كفار بدينهم لا نؤمن بالمسيحية الموجودة وهم كفار بديننا لا يؤمنون برسالة محمد وأن القرآن كلام الله هذا أمر طبيعي يجب أن [...] ومع هذا... الإسلام يدعو إلى التسامح مع هؤلاء الناس وأباح مؤاكلتهم ومصاهرتهم والتزوج منهم ... رابطة اجتماعية نسباً وصهراً [...] المصاهرة إحدى الروابط الأساسية هذا هو الذي..

أضف إلى ذلك أنه خاطب نصرانياً من لبنان بعد أن علم بنصرانيته خاطبه: (يا أخي... يا أخي...) في لين بليغ وعبارات ودودة .

وقبل تحليل كلام القرضاوي وفسخه وبيان ما فيه من التدليس والتلبيس على المسلمين أحب أن أنبه أن الشيخ القرضاوي مجرح في فتاواه عند أهل العلم ونظرة شرعية خاطفة على كتاباته وفتواه تكفي لمعرفة مدى التسيب والتلاعب بالدين عند الرجل. حيث إنه يتتبع رخص الأولين والآخرين ويمطّ دائرة الضرورة من غير ضرورة شرعية حتى أحل بذلك كثيراً مما حرم الله ... جرياً خلف ما يسميه التيسير على المسلمين والتبشير بالإسلام فنسج على منوال التمييع أثواباً قذرة تعكس طعوناً بليغة في ثوابت الدين المحكمة .

ونحن مع التيسير والتبشير ولسنا مع التعسير والتنفير لكن دون أن يكون هذا ذريعة للاجتهاد في ما لا يجوز فيه الاجتهاد كما يفعل القرضاوي وهو الذي أولَ كثيراً من النصوص بالهوى مداهنة لمن طغى وغوى فصار علماً في التأويل الفاسد ... وها هو اليوم يشكك المسلمين في دينهم ويشوه عقيدتهم عبر الفضائيات حتى أصبح محط المدح المفرط من طرف النصارى والفساق والمتسيبين فضلاً عن الطوائف والفرق الدينية المبتدعة التي اتخذته مُنَظِّراً وإماماً وهادياً إلى صراط معوج ... فما عاد ينفع حوار والقرضاوي عندهم أعلم من يهدي وأهدى من يعلم .

والرجل ليس في حاجة إلى نصح أو موعظة إنما هو في حاجة إلى استتابة والمطلوب أن يصدر فيه العلماء الأحرار تحذيرهم ونذيرهم حتى لا يستفحل الأمر أكثر ولا سيما وقد بدأت ترخيصاته  وتيسيراته المزعومة تتحول إلى دين وسلوك للمسلمين ... فوجب البيان .

ورداً عليه حول ما سبق ذكره أبدأ في هذه العجالة بمخاطبته للنصراني اللبناني في تودد مكشوف : ( يا أخي... ! يا أخي .. :

فأقول : لإن كانت هذه الأخوة المعلنة دينية فهي ردة واضحة ولا أبا بكر لها والله تعالى يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] بالحصر ويقول: { فإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ } [التوبة: 11]  واليهود والنصارى وغيرهم من الكفار ليسوا إخوة للمسلمين ولم يصبحوا  وإيانا بنعمة الله إخواناً  .

أما إن كانت هذه الأخوة في جانبها الإنساني باعتبارنا جميعاً أبناء آدم وحواء عليهما السلام على نحو ما ورد في قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [الأعراف: 65 وفي قوله سبحانه: { وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا } [الأعراف: 73] وقوله عز ثناؤه: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} [هود: 84] وما أشبه ذلك فبعيد بكل تأكيد ومعلوم أن هذه الأخوة المشار إليها في الآيات بين أولئك الأنبياء وأقوامهم الكفرة أخوة على نحو ما ذكر المفسرون .

قال الإمام القرطبي رحمه الله في آية الأعراف (65) : (أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا  قال ابن عباس أي ابن أبيهم وقيل : أخاهم في القبيلة وقيل: أي بشراً من بني أبيهم آدم وفي مصنف أبي داود أن أخاهم هودا أي صاحبهم...) [الجامع لأحكام القرآن للقرطبي] .

وبالتأكيد  ليس في هذا للقرضاوي يعض ولا مستمسك فليس ذلك النصراني اللبناني ابن أبيه أو ابن أبي المصريين جميعهم وليس أخاً لهم في القبيلة وليس صاحبهم إلا أن يكون بشراً من بني آدم  فنعود إلى الأخوة الإنسانية وهو ما لا يشي به سياق الحوار في البرنامج  ذلك الحوار المطبوع بالذلة وخفض الجناح للنصارى في حين كانت عباراته في حقي أنا المسلم تنبعث منها رائحة الكراهية والسخط  كأني أفوت عليهم فرصة للتقارب أكيدة يقوم على أساسها جلاء الجيوش النصرانية من بلاد الإسلام شرقاً وغرباً .

ونقطة أخرى قبل التحول إلى غيرها وهي أن الآيات السالفة الذكر فيها الإخبار من الله تعالى على تلك الأخوة وفق ما فسر أهل التفسير وليس فيها أن نبياً من الأنبياء عليهم السلام قال لكافر من الكفار : "يا أخي يا أخي..." أو "يا إخواني..."، بل يقول : { يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ } [هود: 65] ومثيلاتها  فبطل القياس لهذا الفارق .

زد على هذا أن القرضاوي وأمثاله لا يقولون للشيوعيين والبوذيين والهندوس... مثلاً  يا إخوان مع أن الإنسانية جامعة فهل هي إلا أخوة المحبة مع النصارى ؟

من هنا كانت إثارة هذه الأخوة مع النصراني اللبناني الحربي بمفهوم الشرع تلبيساً خسيساً لا يشي إلا بالأخوة المحرمة والتي هي ثمرة العقيدة اللجلجة في جانب الولاء والبراء  قال الله تعالى: { لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } [المجادلة: 22]

وأقرب الأمرين في مخاطبة النصراني: "يا أخي... يا أخي..." أنه إلقاء المودة المحرمة إليه ضداً على الإسلام الذي ينهى المؤمنين عن ذلك . فيقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ } إلى قوله تعالى: {تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [الممتحنة: 1]
النصارى كفار بالله واليوم الآخر
إن ما نؤاخذه على القرضاوي في ما نقلناه عنه بأمانة هو الإطلاقات التي أطلقها في النصارى من حيث وصفهم بأنهم مؤمنون و... إلى آخره وهذه الإطلاقات من شأنها أن تُفهَم فهماً يكتنفه كثير من الخلط وكثير من التيه والضياع وبالتالي تتسبب في التشويش على المؤمنين حيال هؤلاء النصارى واليهود المشركين بالله لا سيما وأن هناك كتماناً من طرف الشيخ من حيث ضرورة التفصيل في أنواع الكفار محاربين ومعاهدين وذميين ومستأمنين... وكيف هي الأحكام الشرعية مختلفة باختلاف هذه الأنواع من الكافرين .
فالتسامح الإسلامي الذي يدندن حوله القرضاوي ليس على إطلاقه ولكنه مقيد ومحدود في حق أهل الذمة والعهود بالشروط العمرية وليس لأهل الحرب فيه نصيب كما أن دعوته إلى ما أسماه "الحوار الإسلامي" بناء على الأرضية المشتركة المزعومة ليست دعوة سليمة ولا مستقيمة وخاصة وهي محكومة من طرف حكومات لا علاقة لها بالإسلام البتة - حكومة إيطاليا مثلاُ - وتضم عناصر من الفقهاء هم أقرب للقوانين الوضعية الوضيعة منهم للشريعة الإسلامية.
لذا أحببت هنا تفنيد هذه الدعاوى التي أسماها القرضاوي "قواسم مشتركة بيننا وبين النصارى"، وأنها مجرد حيلة ابتدعها الكفار أنفسهم للحيلولة دون انتشار الوعي الإسلامي بضرورة إحياء فريضة الجهاد في سبيل الله حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ذلك لأن الجهاد وحده هو الذي يحرر بلاد المسلمين من قبضة الكافرين ... حيلة سيق إليها المخدوعون واعتمدها المنافقون .

1 -   قال الله عز ثناؤه: { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ } [المائدة: 17] وهذه الآية قرأها القرضاوي خلال جوابه إلا أنه استشهد بها على كون النصارى كفاراً بديننا وليسوا كفاراً بالله وهذا تحريف للقرآن وتخريف في معانيه .

فقولهم عن الله تعالى: {هُوَ الْمَسِيحُ} يفيد أنهم كفار بالله ولا سيما باستعمال ضمير الفصل الذي يفيد الحصر حيث وجب أن يكون الله تعالى عندهم هو المسيح ابن مريم لا غيره وبالتالي فقوله سبحانه: { لَقَدْ كَفَرَ...} هو الكفر بالله لا بأي شيء آخر وقوم بلغ بهم الكفر هذا المبلغ لا نتأدب معهم على نحو ما يهذي به القرضاوي والمهزومون من ضرورة الأدب والأخلاق وما إلى ذلك .

وانظر إلى أدب الأئمة الجهابذة أمثال الحافظ ابن كثير رحمه الله الذي قال في أثناء تفسير هذه الآية نفسها: (وهذا ردّ على النصارى عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة) [تفسير القرآن العظيم: ج: 2/ص: 34].

وذكر الإمام ابن كثير في تفسيره للآية (116) من سورة البقرة: {وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه} حديثاً قدسياً أخرجه البخاري رحمه الله بسنده قال: عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فيزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان وأما شتمه إياي فقوله إن لي ولدا فسبحاني أن اتخذ صاحبة أو ولدا ) .

أرأيت يا شيخ يوسف أدب العلماء مع من يسبون الله تعالى؟ وفي المقابل أرأيت كيف تتأدب أنت مع من يشتم ربك ورب الناس أجمعين؟ والآن ما حكم من يشتم الله عز وجل؟ هل هو مؤمن بالله أم كافر به؟

أترك الجواب للمفتي الكبير القرضاوي.

2 -  وقال الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ} [المائدة: 73].

   قال ابن جرير الطبري رحمه الله: (قالوا كفراً بربهم وشركاً: "الله ثالث ثلاثة" وهذا قول كان عليه جمهور النصارى...) [جامع البيان للطبري].

أرأيت مرة أخرى يا شيخ... "قالوا كفراً بربهم وشركاً" فالكفر بالرب تعالى والشرك بالرب تعالى ومعنى "ثالث ثلاثة": (الله سبحانه وعيسى ومريم) [فتح القدير للشوكاني] فهل الإيمان بالتثليث والقول بأن الله متعدد إيمان بالله تعالى

قلت :  وهذه الآية ذكرها القرضاوي في معرض جوابه عن السؤال :  هل النصارى كفار؟ لكن ذكرها مع تأكيده أنهم ليسوا كفاراً بالله في حين هي نص في كونهم كفاراً به جل وعلا  ثم جاء بالقول ونقيضه حيث اعترف أنهم كفار بديننا  وأننا كفار بدينهم وفاته أنه ذكر بالحرف: (إن النصارى لهم عقائد معينة القرآن اعتبرها كفراً بالتوحيد ) [ نفس الحلقة ] فهل الكفر بالتوحيد إيمان بالله ؟

3 -  يقول القرضاوي بالحرف: (وهم - أي النصارى - كفار بديننا  لا يؤمنون برسالة محمد وأن القرآن كلام الله).

فالنصارى إذن لا يؤمنون برسالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويسمون النبي الكريم الكذاب وفي هذا لا يغضب القرضاوي وأتباعه لوجه الله وغيرة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى القرآن الكريم بل يقولون عن هؤلاء الملاعين "إخواننا".

وأنصح مقدم البرنامج "أحمد منصور" أن يتقي الله في هذا وقد ذكرهم بهذه الأخوة غير مرة .

قلت : وإنكار ما أنزل الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إنكار لكل الرسالات وطعن في ذات الله جل جلاله وهم بهذا ما قدروا الله حق قدره : {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِن شَيْءٍ} [الأنعام: 91] .

قال ابن أبي العز في كتابه "شرح العقيدة الطحاوية" : (بل إنكار رسالته صلى الله عليه وآله وسلم طعن في الرب تبارك وتعالى ونسبته إلى الظلم والسفه تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً بل جحد للرب بالكلية وإنكار) [ص: 153] ثم بين ذلك بالأدلة والبراهين رحمه الله .

ومن المعلوم أن القرضاوي لبّس على المسلمين في كون النصارى أهل كتاب وقال: (ونناديهم بأهل الكتاب) كأنه يستثقل نعتهم بالكفر وبأن الإسلام : (يدعو إلى التسامح مع هؤلاء الناس وأباح مؤاكلتهم ومصاهرتهم والتزوج منهم...)، على حد قوله.

ومن المعلوم لدى صغار طلبة العلم أن كون اليهود والنصارى أهل كتاب لا يعني بحال من الأحوال الشرعية أنهم مؤمنون بالله بل قد صرح القرآن بأن من أهل الكتاب من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر مع كونهم من أهل الكتاب وذلك في قوله سبحانه: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29] وهذا صريح جداً خاصة إذا علمنا أن الآية نزلت في محاربة الروم فغزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد نزولها غزوة تبوك [تفسير الطبري للآية] .

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية: (فهم في نفس الأمر لما كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم لم يبق لهم إيمان صحيح بأحد الرسل ولا بما جاءوا به وإنما يتبعون آراءهم وأهواءهم وآباءهم فيما هم فيه لا  لأنه شرع الله ودينه لأنهم لو كانوا مؤمنين بما بأيديهم إيمانا صحيحاً لقادهم ذلك إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم لأن جميع الأنبياء بشروا به وأمروا باتباعه فلما جاء كفروا به وهو أشرف الرسل عُلم أنهم ليسوا متمسكين بشرع الأنبياء الأقدمين لأنه من الله بل لحظوظهم وأهوائهم فلهذا لا ينفعهم إيمانهم ببقية الأنبياء وقد كفروا بسيدهم وأفضلهم وخاتمهم وأكملهم ولهذا قال : {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}).

قلتُ : ولئن ادعى أهل الكتاب أنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر فليس هو الإيمان المعتبر شرعاً هم مؤمنون بزعمهم لكنهم كافرون في شرعنا والعبرة بما عندنا لا بما يأفكون .

وطبعاً القرضاوي لا يحب الكلام في الجزية وأحكامها ولا في مشروعيتها إبقاءً على مودته للنصارى وخصوصاً أقباط مصر الذين تربطه بهم مودة المواطنة وعذوبة النيل .

وقد يقول المفتونون به: ليس الوقت وقته!

ونقول: بل وقته والإسلام كله صالح للزمان كله والمكان كله إلى قيام الساعة وإلا هل الوقت وقت المرأة القاضية في الإسلام ؟ فأين الإسلام ؟ ولماذا الدندنة حول الملكة بلقيس يوم أن كانت كافرة وقبل أن تسلم وجهها لله مع سليمان عليه السلام؟ بل لماذا ولاية المرأة بما كان في شريعة من قبلنا المنسوخة بشريعتنا ؟

وفي كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى [جاء في الصفحة 215 منه] قوله: (وإذا كانت المشابهة في القليل ذريعة ووسيلة إلى بعض هذه القبائح كانت محرمة فكيف إذا أفضت إلى ما هو كفر بالله؟ من التبرك بالصليب - قلت: فالتبرك بالصليب إيمان بهذا الصليب وهو تكذيب مباشر لرب العالمين فهل هو إلا الكفر بالله كما قال شيخ الإسلام؟ -... والتعميد في المعمودية أو قول القائل "المعبود واحد وإن كانت الطرق مختلفة" ونحو ذلك من الأقوال والأفعال التي تتضمن: إما كون الشريعة النصرانية واليهودية المبدّلتين المنسوختين موصلة إلى الله وإما استحسان بعض ما فيها مما يخالف دين الله والتدين بذلك أو غير ذلك مما هو كفر بالله وبرسوله وبالقرآن وبالإسلام بلا خلاف بين الأمة الوسط في ذلك ؟ ) .

أجل بلا خلاف بين الأمة الوسط في ذلك فما هي تلك الوسطية وذاك الاعتدال الذي يرفع القرضاوي رايته وقد خالف الأمة الوسط بلا خلاف ؟

وبخصوص المناكحة والمصاهرة والمؤاكلة فهذه من الأمور التي ينبغي إمعان النظر فيها اليوم ذلك لأن النصارى واليهود في هذا الزمان حربيون وليس منهم ذمي واحد وأن أغلبيتهم اليوم لا علاقة لهم لا بالتوراة ولا بالإنجيل على ما فيهما من تحريف وكل ما لدى النصارى اليوم مثلاً هو إنجيل متّى وإنجيل ماركوس وإنجيل يوحنا وإنجيل لوقا وليس عندهم إنجيل عيسى عليه السلام ولو كان عندهم إنجيل عيسى عليه السلام وهم مؤمنون به لآمنوا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم .

ونستحضر هنا أن من الصحابة رضي الله عنهم من كان لا يرى الزواج والمصاهرة ... إلا من حرائر وعفائف الذميين وليس من الحربيين هذه واحدة

ومنهم من كان يرى أن امرأة تقول "عيسى ابن الله" هي مشركة لا تحل.

قال ابن كثير في التفسير: (وقيل المراد بذلك الذميات دون الحربيات لقوله { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر... الآية} وقد كان عبد الله بن عمر لا يرى التزويج بالنصرانية ويقول لا أعلم شركا أعظم من أن تقول إن ربها عيسى وقد قال الله تعالى: {  ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن... الآية}).

صحيح خالفه الصحابة رضي الله عنهم للاعتبارات التي ذكرها ابن كثير رحمه الله وهو ما نعيبه على القرضاوي الذي يفتي في أمور كثيرة وخطيرة دون أن يشير إلى ما هنالك من أقوال للسلف ودون ما وضعه أولئك السلف من قيود وشروط ... لذا جاءت فتاوى القرضاوي في كثير من القضايا متسيبة سقيمة .

أما أهل الكتاب الحقيقيون فهم أهل الكتاب الحقيقي الكتاب الذي أنزله الله تعالى من توراة وإنجيل قبل التحريف.

أما بعد التحريف فلم يعد أحدهما الكتاب الذي أنزله الله ولا أتباع المحرف منهما أهل الكتاب الذين يؤمنون بالله إلا وفق ما تعارف عليه الكفار وزعموه لأنفسهم من أنهم أهل دين وإيمان والعبرة بما في ديننا لا بما في أفواههم كما علمت .

ومما ينبغي أن يعلمه المسلمون  أن التسامح المطلوب شرعاً مع غيرهم مقيد وليس مطلقاً كما قلت آنفاً والقرضاوي ذكر قول الله تعالى : {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت: 46] وعامة المسلمين لا يفهمون ما هي هذه التي هي أحسن ولا ما هي طبيعة تلك المجادلة وعلى أي أساس وبأية شروط إلا من كان دارساً واستغلال جهل المسلمين من طرف أصحاب راية الاعتدال المزيفة استغلال خبيث خال من تقوى الله تعالى  فهل ذكر القرضاوي للناس بأن ما استشهد به هنا منسوخ على حد قول التابعي الجليل قتادة وغيره رضي الله عنهم ؟ أو أنها محكمة لكن في حق طلاب الحق من أهل الكتاب ؟

وهذا كما قال المفسر الكبير ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية: (قال قتادة وغير واحد: هذه الآية منسوخة بآية السيف ولم يبق معهم مجادلة وإنما هو الإسلام أو الجزية أو السيف وقال آخرون: بل هي باقية محكمة لمن أراد الاستبصار منهم في الدين فيجادَل بالتي هي أحسن ليكون أنجع فيه كما قال تعالى {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ...الآية}).

إلى قوله: قال مجاهد: {إلا الذين ظلموا منهم} يعني أهل الحرب ومن امتنع منهم من أداء الجزية  اهـ .

وهذا هو القيد في التسامح الإسلامي فهل نتبع سلفنا الصالح أهل العلم والعمل أم نتبع الدكتور وصاحبه أحمد منصور؟!

ولا شك أن الفهم الصحيح للقرآن الكريم هو فهم السلف لا فهم الخلف المخالف، والذين يتجاوزون أقوال الأئمة وحفاظ الأمة ويذهبون إلى مزبلة الأفكار البشرية قوم لا يعقلون.

ثم إن القرضاوي كتم على المسلمين الاستثناء القرآني في الآية، فأوردها ناقصة في المبنى والمعنى، وهو عبث بعقيدة المسلمين لا يخدم إلا مراد الكافرين والمنافقين، والمستثنى من الجدال بالتي هي أحسن، وفق ما تم بيانه، هو قوله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} ولئن كان إسقاطها عن سهو، كما رجحنا، فإسقاط معناها كان عن عمد، وهذا هو الخطر على الشيخ، ونقول عن عمد، لأن كل ما بنى عليه من اجتهادات كان على هذا الخرم الفاضح للقرآن الكريم، أم نقول جاهل؟

وهؤلاء الذين ظلموا منهم، هم أهل الحرب ومن امتنع منهم من أداء الجزية؛ كما قال مجاهد رضي الله عنه، وهم اليوم الذين يصولون ويجولون ويسرحون ويمرحون في بلاد المسلمين، بل يقتلون ويغتصبون ويرهبون وينهبون ويحاصرون... كما فعل الأمريكان - ولا يزالون –

ويعصرني الألم وأنا أسمع إدانة القرضاوي لليهود باعتبارهم يفعلون في فلسطين المسلمة ما يفعلون، ويبرئ ساحة النصارى على ما هم عليه من عدوان وإجرام في حق أمتنا، وكأني به يجهل أن النصارى هم وراء زرع الكيان اليهودي في قلب أمتنا، وهم الذين يحمون اليهود وينصرونهم بالرجال والأموال والعتاد والتكنلوجيا والدعاية والإعلام والفيتو... وغير ذلك، ويتجاهل أن النصارى محاربون بكل معاني الكلمة، كما يدل على ذلك الوضع في جنوب السودان وفي احتلال المدينتين المسلمتين سبتة ومليلية، بل واحتلال بلاد الجزيرة العربية الآن احتلالاً مسلحاً، وإن كان مقنّعاً.

بل إن النصارى في مصر والأردن وسوريا ولبنان وغيرها محاربون بكل المعاني الشرعية، وأنهم حقيقة هم وأمثالهم الذين استثناهم الله تعالى بقوله: {إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}، فهؤلاء ليسوا معنيين بالجدال بالتي هي أحسن، ولو على فهم المهزومين .

ونأتي الآن إلى الأمور المشتركة المزعومة بيننا وبين أهل الكتاب:

فقد ذكر القرضاوي أن هناك أموراً مشتركة بيننا وبين النصارى، ينبغي أن تشكل قاعدة التسامح والتعايش؛ وهي الإيمان بالله واليوم الآخر ... إلخ.

وقد سبق أن بينا بالنصوص القاطعة أن النصارى واليهود لا يؤمنون بالله تعالى، وأن كل من لا يؤمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو بالإسلام، أو بشيء منه؛ فهو لا يؤمن بالله تعالى.

والقول بأنهم مؤمنون بالله ولكنهم كفار بديننا - كما قال القرضاوي - قول سقيم لا يمت إلى العلم بأدنى صلة، ذلك لأن الله الذي يؤمن به اليهود له ابن اسمه عزير، والله الذي يؤمن به النصارى له ابن اسمه المسيح، والله الذي نؤمن به - نحن المسلمين - لم يلد ولم يولد، فهل الله هو هو في عقيدة هؤلاء وهؤلاء؟ اللهم ألف لا.

فإن قالوا : إنهم يؤمنون بالله !

ليس الله الذي يؤمنون به هو الله الذي نعلم نحن أسماءه وصفاته وأفعاله التي هي في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن إبراهيم عليه السلام الذي نجتمع فيه - نحن الثلاثة - مسلمين ويهوداً ونصارى، والذي هو أيضاً من القواسم المشتركة بيننا وبينهم كما يقول الجاهلون، كان مسلماً ولم يكن مشركاً: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [آل عمران: 67]، وفي قوله تعالى: {وما كان من المشركين} إشارة إلى أن اليهود والنصارى مشركون. كيف لا وهم الذين {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31]، أجل: {سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}، وكذلك الأمر في قوله تعالى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [البقرة: 135].

وأختم بما بدأ القرضاوي به، قال : (كلمة كفار، يعني إيه؟ ملحدون؟ ليسوا ملحدين)، قالها بنبرة غاضبة .

وأقول: بل هم ملحدون بلغة الشرع، وأعلم أنه يقصد ما تعارف الناس عليه اليوم من أن الملحدين هم الدهريون والشيوعيون وأمثالهم الذين ينكرون اليوم الآخر، إلا أن تغليب لغة الشرع في فتاوانا ينبغي أن يكون سائداً، لأنه هو الصواب، ونفي الإلحاد عن أهل الكتاب بهذا الإطلاق لا ينم إلا عن الهشاشة العلمية، أو الكتمان لشهادة الحق عياذاً بالله، فما هو الإلحاد ؟

(الإلحاد: الميل وترك القصد : يُقال: ألحد الرجل في الدين، وألحد إذا مال، ومنه اللحد في القبر؛ لأنه في ناحيته) [تفسير القرطبي].

(وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين : الإلحاد التكذيب، وأصل الإلحاد في كلام العرب العدول عن القصد والميل والجور والانحراف... ) [تفسير القرآن العظيم].

قلتُ: واليهود والنصارى مالوا ميلاً عظيماً، وتركوا القصد المطلوب، وكذبوا بدين الله تعالى جملة وتفصيلاً، وطعنوا في أسماء الله جل وعلا طعناً بليغاً، وجاروا وانحرفوا وانجرفوا، {فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [البقرة: 89].

فيا شيخ يوسف القرضاوي، اتق الله تعالى، فقد بلغت من الكبر عتياً، ولم يعد أمامك عمر مديد، وانظر كيف تلقى ربك. وعد إلى ذلك الماضي المشرق في حياتك يوم كنت طليقاً في سجن أعدائك، وقبل أن تصبح أسيراً في عالم ساداتك وكبرائك اليوم، حيث كنت يومها تنشدنا من وراء القضبان:

النور في قلبي، وقلبي بين يدي ربي وربي ناصري ومعيني ...

سأظل معتصماً بحبل عقيدتي وأموت مبتسماً ليحيى ديني ...

فلا تمت عبوساً ليحيى دين شنودة .

ثانيا : موقفه مع المبتدعة :

تجد القرضاوي إذا تكلم ضد بدعة فإنه يتكلم ضد خصم لا وجود له فهو يتكلم على المعتزلة والخوارج الأوائل ولكنه في المقابل يثني على وارثيهم اليوم .

أما الرافضة الذين ورثوا عقيدة المعتزلة وأضافوا إليها من الموبقات والعظائم ما يكفي عُشرُ مِعشارِه لإلحاقهم بأبي جهل فتجده مدافعا عنهم ومؤاخيا لهم بل ويعتبر إثارة الخلاف معهم خيانة للأمة ويعتبر لعنهم للصحابة وتحريفهم القرآن وقولهم بعصمة الأئمة وحجهم للمشاهد وغيرها (خلافات على هامش العقيدة) [هذا مذكور في مقال بعنوان زيارة القرضاوي لإيران وهو موجود في موقعه على شبكة الإنترنت وانظر المرجعية العليا للإسلام: ص 14 وحلقة مستقبل الأمة بين التفاؤل والتشاؤم في برنامج الشريعة والحياة وكتاب الغزالي كما عرفته 242 .

 وكذلك يقول في وارثي الخوارج اليوم وهم الإباضية. (حلقة الإسلام وشبكة الإنترنت من برنامج الشريعة والحياة، بتاريخ 28/6/98) وأما الأشاعرة والماتريدية فهم من أهل السنة عنده ولا مجال للنقاش في ذلك

 ومن آوخر ما قال  القرضاوي كما في مقابلته الأخيرة مع " بي بي سي " في برنامج " في الصميم " والذي نُشر على الملأ للملايين وكان ذلك بتاريخ 8/2/2010 قوله:" أنا لست سياسياً ـ يا أخي ! ـ أنا رجل شرعي .. أنا لست ضد اليهود ولا اليهودية .. نحن ضد الصهاينة اليهود الذين يقفون ضد إسرائيل أرحب بهم .. أنا مع كل الحريات أنا أقدس الحرية الحرية مقدمة على تطبيق الشريعة .. من حق الإنسان ـ المسلم ـ إذا كان هو حراً حقيقياً أن يغير دينه .. لا مانع ولا مشكلة من ترشّح قبطي نصراني لرئاسة مصر والناس ستختار من هو أحق أو لا .. لا أمانع من محاكمة أي حزب أو جماعة وفق القوانين المصرية الجارية ( القوانين المصرية الجارية ليست إلا شريعة الطاغوت )

تفريغ محاضرة رد الشيخ ابو اسحاق الحوينى
على يوسف القرضاوى فى رثاءه لبابا الفاتيكان

فيه شاب سألني عن فتوى للدكتور يوسف القرضاوي فأنا طبعاً لما استهولت ما قال لي وما كدت أصدق أن يجري هذا الكلام على لسان الشيخ يوسف القرضاوي قلت لأ لابد أن تأتيني بالفتوى عشان ميجيش واحد يقولي لأ إنتا ما أخدتش الفتوى من منابعها .

الفتوى هذه كانت متعلقة برثاء الشيخ يوسف القرضاوي للبابا يوحنا بولس الثاني  فقال فيه كلاماً يعني يقال مثله في الألباني وابن باز مثلاً رحمة الله عليهما !!
وأنا سأتلو عليكم حتى تعلموا أنني عندما أرد – لأن في بعض الناس كانوا يلومنني أنني أرد على الشيخ يوسف القرضاوي – الشيخ يوسف القرضاوي فتاواه المنحرفة بالذات في العشر سنوات الأخيرة كأنه إنسان أخر ليس هو الذي كنا نظن به العلم قديماً  لأنه حاد عن سبيل العلم يقيناً ولا أعتقد أن يعتذر عنه معتذر واللقاء كان بتاريخ 3 – 4 - 2005 برنامج ( الشريعة و الحياة )
شوفوا يا إخواني شوف الكلام بتاع الشيخ يوسف القرضاوي وهو يرثي البابا -  طبعاً إنتوا عارفين البابا ده ملته إيه ولا محتاجة أقول ؟! - يرثي الباب يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان يقول - وطبعاً البرنامج معروف برنامج الشريعة والحياة وكان بيتكلم عن أفضلية الرجل والمرأة ومش عارف إيه فقبل أن يبدأ البرنامج - قال :
(( الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأزكى صلوات الله وتسليماته على من بعثه الله رحمة للعالمين وحجة على الناس أجمعين سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمد وعلى أهله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بسُنته إلى يوم الدين أما بعد فقد جرت عاداتنا في هذا البرنامج أن نتحدث عن أعلام العلماء من المسلمين حينما ينتقلون من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة ونحن اليوم على غير هذه العادة نتحدث عن عَلم ولكن ليس من أعلام المسلمين ولكنه عَلم أعلام المسيحية وهو الحَبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية وأعظم رجل يُشار إليه بالبنان في الديانة المسيحية .
لقد توفي بالأمس وتناقلت الدنيا خبر هذه الوفاة ومن حقنا أو من واجبنا أن نقدم العزاء إلى الأمة المسيحية وإلى أحبار المسيحية في الفاتيكان وغير الفاتيكان من أنحاء العالم وبعضهم أصدقاء لنا لاقيناهم في أكثر من مؤتمر وأكثر من ندوة وأكثر من حوار نقدم لهؤلاء العزاء في وفاة هذا الحَبر الأعظم الذي يختاره المسيحيون عادة اختيارا حرا  نحن المسلمين نحلم بمثل هذا أن يستطيع علماء الأمة أن يختاروا يعني شيخهم الأكبر أو إمامهم الأكبر اختيارا حرا وليس بتعيين من دولة من الدول أو حكومة من الحكومات نقدم عزاءنا في هذا البابا الذي كان له مواقف تذكر وتشكر له ربما يعني بعض المسلمين يقول أنه لم يعتذر عن الحروب الصليبية وما جرى فيها من مآسي للمسلمين كما اعتذر لليهود وبعضهم يأخذ عليه بعض أشياء ولكن مواقف الرجل العامة وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه فقد طاف العالم كله وزار بلاد ومنها بلاد المسلمين نفسها فكان مخلصا لدينه وناشطا من أعظم النشطاء في نشر دعوته والإيمان برسالته وكان له مواقف سياسية يعني تُسجل له في حسناته مثل موقفه ضد الحروب بصفة عامة .
فكان الرجل رجل سلام وداعية سلام ووقف ضد الحرب على العراق ووقف أيضا ضد إقامة الجدار العازل في الأرض الفلسطينية وأدان اليهود في ذلك وله مواقف مثل هذه يعني تُذكر فتشكر .. لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية وما خلف من عمل صالح أو أثر طيب ونقدم عزاءنا للمسيحيين في أنحاء العالم ولأصدقائنا في روما وأصدقائنا في جمعية سانت تيديو في روما ونسأل الله أن يعوِّض الأمة المسيحية فيه خيرا نعود إلى سؤالك يا أخت خديجة ))        ضحكات مدوية من الحاضرين 
الله المستعان  هل يمكن أن يقول هذا طفل تعلم أبجديات التوحيد ؟!
هذا الرجل ( بابا الفاتيكان )  كافر ولا إشكال أنه كافر عند الشيخ يوسف القرضاوي  يبقى الرجل يشكر لأنه كان مخلصاً في نشر دينه ؟! يشكر إن هذا الرجل قائم على نشر الكفر في العالم ؟!
وكمان يقول نسأل الله أن يرحمه !! إيه التدني والتردي إللي الحاصل للمسلمين ده
أنا بحذر من الدكتور يوسف القرضاوي بقالي سنوات طويلة وأنا عندي كثير أقوله سواءً من كتبه المطبوعة أو من برامجه التي تملأ الأفاق وتملأ الدنيا ويسمعها الملايين  .
نحن نعلم أن النصراني كافر والذي يشك في كفره كافر مثله تماماً لا إشكال في ذلك عند كل علماء المسلمين  نتبع القاعدة المعروفة : ( من لم يكفر الكافر فهو كافر )  طبعاً تعني : الكافر المقطوع بكفره إنما المختلف في كفره لا  لا تدخل تحت هذه القاعدة  رجل مسلم مثلاً إحنا بنقول كافر مش كافر تتحقق الشروط تنتفي الموانع مش عارف إيه ... إلخ  .. لا يدخل تحت هذه القاعدة طالما أننا نكفره بالإجتهاد لا يدخل  أما الكافر المقطوع بكفره فهو مثله يلتحق به  .
أنا النهارده أذكر الدكتور يوسف القرضاوي لعله يرجع ويتوب عن هذا الكلام أذكره بـالمحاكمة التي عُقدت يوم القيامة قال الله عز وجل لعيسى بن مريم : 
{ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ } [المائدة : 116] في أخر هذه المحاكمة قال عيسى : { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [المائدة : 118] مقالش الغفور الرحيم قال العزيز الحكيم وهذا نبيهم  لأن هذا النبي الكريم صلوات الله عليه قال لهم : { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } [المائدة : 72] فما كان لمثله وقد أبان عن هذا الإعتقاد وهو حي وقد ثبت كفرهم وثبت شركهم أن يقول لربه عز وجل بعد هذا البيان الذي قاله في الدنيا يقول له : إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم  أبداً ما يقولها وإنما قال : العزيز الحكيم  .
إشارة إلى أنه لا يغفر لهم ولا يحل لأحد أن يترحم على كافر لاسيما إذا مات إنما في الدنيا لا يترحم إنما يسأل الله الهداية له وفي سنن أبي داوود << أن اليهود كانوا يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم يرحمكم الله فكان يقول يهديكم الله ويصلح بالكم >> [ رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه ]  الدعاء بالهداية للكافر لا إشكال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ياما دعا  فدعا لعمر بن الخطاب وهو كافر فأسلم ودعا لأم أبي هريرة فأسلمت وقد كانت كافرة في الوقت الذي دعا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لها أو لغيرها من الرجال أو النساء الذين أسلموا بعد ذلك فالدعاء للكافر بالهداية ماشي الحال لكن الدعاء بالرحمة لا  لاسيما إذا مات  .
فهل يمكن أن يصير هذا الرجل الحبر الأعظم !! و تذكر من حسناته من حسناته أنه كان ناشطاً في الدعوة إلى دينه !! أو يمكن إنسان يعرف ما يقول أن يمدح رجلاً ينشر الكفر في العالم !! أدي فتوى من فتاوى الدكتور يوسف القرضاوي وبعدين في نفس البرنامج وهو بيتكلم عن مسألة الرجولة والإناث والكلام ده يقول عن دية المرأة ودية الرجل : (( تعرفين إن إحنا أنتِ – يعني الأخت خديجة طبعاً !! - أدرتِ الندوة حول هذا الموضوع وأقمنا الأدلة على أن الرجل في هذا مساوٍ ولا يوجد دليل لا من القرآن ولا من السُنة على أن ديَّة المرأة نصف ديَّة الرجل ولا يوجد دليل في القرآن ولا السُنة يقول أن الرجل خير من المرأة أو الرجال أفضل من النساء .. لا يوجد هذا بالعكس   .
إزاي الكلام ده ؟! إزاي ؟! وقد استدل العلماء جميعاً على تفضيل الذكر إذا استوى مع الذكر في التقوى يعني  لأننا مش هنفضل رجل لمجرد إنه ذكر على إمراة مؤمنة  لكن الأصل في المفاضلة أن يستويا في العمل الصالح خلاص  فإن استووا في العمل الصالح فقطعاً الرجال مقدمون على النساء  .
قال تعالى  :
(... وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ... )  ( آل عمران : 36  )
وقال تعالى  :
{ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } [البقرة : 228]
وقال تعالى :
{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء } [النساء : 34]
يطلع إيه !! النصوص دي تروح فين ؟! بعد ما نسوي بين الرجل والمرأة في العمل الصالح  .
أما دية المرأة على النصف من دية الرجل هذا إجماع !!!  
أنا والله مستغرب هذا رجل فقيه يعني ؟!
أما قرأ كلام ابن عبد البر في التمهيد قال : (( وأجمع أهل العلم على أن دية المرأة على النصف من دية الرجل إلا الأصم من المعتزلة وابن عُليه ))   !!
الإتنين دول فقط هما اللذين خالفا أمة النبي صلى الله عليه وسلم وفيها من العلماء بالملايين ففيه إجماع منعقد !! المرأة على النصف من الرجل في الشهادة وفي العقيقة وفي الميراث ودي نصوص ثابتة وأقرها العلماء والفقهاء  .
لكن هو طلعوا في دماغوا إنه هو مجتهد فالمجتهد يبقاله إختيارات أي واحد عشان يبقى مجتهد مطلق يبقاله إختيارت كدة  زي ما عمل ابن تيمية مثلاً رحمه الله في الإختيارات الفقهية بتاعته التي خالف فيها العلماء أو طائفة من العلماء أو خالف فيها المذهب الحنبلي وأقام الدليل على صحة قوله  والسيوطي لما ادعى الإجتهاد وقال أنا أناظر طوب الأرض فكل ما واحد يجي يناظره يقوله أنت مقلد أنا عايز عالم يناقشني كل ما يجيله واحد يقوله أنت مقلد وأنا لا أناقش المقلدين وأبى أن يناظر والأرض كانت مليانة بالعلماء آنذاك وتبجح غاية التبجح بمسألة إن أنا المجتهد المطلق في هذا الزمان وصنف في ذلك كتباً منها :        ( التحدث بنعمة الله )  منها ( الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الإجتهاد في كل عصر فرض)
فعشان يتم له دعوى الإجتهاد عمل لنفسه إختيارات برضه فقهية  طيب العلماء دول لما كان بيعمل إختيار فقهي كان يقيم عليه الدليل  الشيخ يوسف القرضاوي الإختيارات الفقهية بتاعته عبارة عن إيه بقا ؟ !!!
أدي من ضمن الإختيارات إللي انا قريته عليكم .. وأقولكم كمان شوية إختيارات من بتوعه ... منها  :
1 -
يقول انه يجوز للمسلم أن ينفر من عرفة العصر  :
     
مع أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما نفر من عرفة بعد غروب الشمس ليخالف سنة الجاهلية  إيه المتمسك بتاعه ؟! حديث  هذا الحديث هو حديث عروة بن مضرس  ..
وهو عروة تأخر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحج فراح يقف على كل جبل يقف ويدعو وصل المزدلفة على الفجر كدة  فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : أنني أمضيت راحلتي وأمضيت نفسي وما مررت بجبل إلا وقفت عليه وأدعو  أنا ليا بقا حج على كدة ؟! فقال صلى الله عليه وسلم – بعد أن صلى الفجر في المشعر الحرام  المشعر الحرام في مزدلفة مسجد المشعر الحرام  كان صلى الفجر – فقال : من صلى صلاتنا هذه – التي في مزدلفة يعني صلاة الفجر – وكان وقف بعرفة قبل ذلك ساعة من ليل أو نهار فقد تم حجه  .
فقالك أهو قالك ساعة من نهار !! يروح يقف على عرفة ساعة زمن ويقوم واخد بعضه ونازل !!! قالك بدل محنا بنعمل زحام وبتاع  وبعض الناس لا يصل إلى مزدلفة إلا الفجر وساعات بعد الفجر كمان من الزحام  خلاص إحنا هنعنّي نفسنا ليه ؟! طالما المسألة كذلك يبقى نقسم نفسنا جماعة ينزلوا من عرفة الضهر وجماعة ينزلوا العصر وجماعة ينزلوا المغرب  !!
طيب أنا عايز يعني أفهم هل هناك أحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فهم هذا القول ؟ أبداً  !!
يبقى ده إختيار فقهي  !!
2 - إمرأة فرنسية أسلمت بعتت سؤال للبرنامج إننا أسيب 
        زوجي ولا لأ ؟
قال لها : لا تتركي زوجك  !!
 
برغم أن جميع العلماء يحرمون على المرأة التي أسلمت أن تبقى مع زوجها الكافر ليه بقا تبقى المرأة المسلمة دي مع زوجها الكافر ؟!
قالك : عشان لا يقال إن المرأة لما تسلم بتخرب البيت وتفترق وتعمل وتخلي !! 
لأ يبقى تخليها مع الكافر كافر يطأ إمرأة مسلمة  !! جابها منين دي مش فاهم جابها منين ؟ !!!
3 - البيبسي لا يجوز أن تشربه عشان المقاطعة  وفي نفس الوقت أجاز للمسلم الأمريكي إذا جائته الأوامر أن يركب الطائرة ويملأها بأطنان القنابل ويروح يضرب بها المسلمين في أفغانستان  قال إن هذا جائز إذا كان هذا المسلم سيتهم بعدم ولائه لبلده !!! يبقى أنا أحرم البيبسي !! وأُجيز قتل مئات وألوف المسلمين عشان ميتهمش الرجل بأنه معندوش وطنية  !!
دي تطلع إيه دي ؟!
خد بقا من الفتاوى إللي زي دي يعني فتاوى كثيرة جداً وعايزنا منتكلمش وعايزنا منردش إزاي الكلام ده  لقد أخذ الله عز وجل الميثاق على أهل العلم ومن عنده علم أنه لا يجوز له أن يكتم هذا العلم  ده رجل بيخاطب الملايين على شاشات الفضائيات فيعني إشكال به كثير والزلل به كثير فكيف لا يُرد على الشيخ يوسف القرضاوي  !!
أنا من هذا المكان أقول له تُبّ إلى الله من هذه الفتاوى لا دليل عليها  ! وبعدين خرق إجماعات الأمة ليس شجاعة وليس علماً  إنه يطوح !! هذه المرأة يعني تقوله إنتا بتخالف الفقهاء ... إلخ  أفهم أنا من كلام المرأة ومن رده عليها إن الفقهاء دول ناس تقليدين وهو الذي سيأتي بما لا تستطعه الهوائلُ !! هذا زخم كثير جداً  !!
وأطم من هذا الذي ذكرته موقفه من الشيعة  الشيعة الذين يسبون أبا بكر وعمر ويكفرون الصحابة جميعاً لا يستثنون من الصحابة إلا ستة فقط ويقولون أن الباقيين ماتوا على النفاق  وأنا سمعتُ رجلاً من آياتهم – يعني من الشيعة - يقول : إن الصحابة جميعاً كفروا – أنا سمعته بنفسي – ليه ؟!! قال : لأنهم خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم لما قال أأتوني بكتاب لا تضلوا بعدي أبداً فحصل بقا هرج ومرج عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قوموا  فقاليعني هذا الشيعي المتحدث - : أهو قال هاتولي كتاب طالما مجابوش وخالفوا يبقى كفروا  وقد ذكرت هذا الكلام في عدة مجالس قبل ذلك إذا كنت إنتا هتكفر الصحابة علشان خالفوا الأمر طب ما علي بن أبي طالب مهو خالف الأمر فليلتحق علي بن أبي طالب بهم !! وهم بالطبع هم لا يكفرون علي بل يكادون يؤلهون علي بن أبي طالب  وفي صلح الحديبية لما النبي صلى الله عليه وسلم بيكتب الكتاب مع سهيل بن عمرو قال اكتب من محمد رسول الله  قال والله لو علمنا أنك رسول الله ما قاتلناك ولكن انسب نفسك إلى أبيك اكتب من محمد بن عبد الله  وكان علي بن أبي طالب هو الذي يكتب الكتاب فقال له سيدنا محمد يا علي اُمح رسول الله – امسحها يعني – واكتب بن عبد الله قال والله لا أمحوك أبداً وأبى عليّ بن أبي طالب أنه يمسح كلمة رسول الله ده خالف ولا مخالفش !! فأخذ الرسول منه الكتاب وخدش كلمة رسول الله وكتب – وما يحُسن يكتب – بن عبد الله ، والحديث في الصحيحين << أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة فقال إلا تصلون قلت يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثها بعثها فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت له ذلك ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ويقول وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) >> قال الشيخ الألباني : صحيح ) طيب ما علي بن أبي طالب أهو !! إذا كنا هنتلكك للصحابة والله علي بن أبي طالب داخل فيهم !! لكنّ الله عز وجل برأ هؤلاء السادة ونزههم من وصمة عدم المروءة فضلاً عن الكفر  !!
لما يكون واحد بيكفر الجيل الذي نقل إليّ الإسلام مهو أنا عشان أكفره سأُهدر كل كلام نقله في الإسلام إذ لا يحل أن أخذ نقل كافر ولا فاسق ولا كذاب طلعوهم بقا كفرة يعني ألعن من الفسقة وألعن من الكذابين  فأطلع أقول دول أخوتنا مش عارف مين !! ونعمل تقارب بين هؤلاء وأقعد أمدح فيهم !! وأقول إن أنا لما رحت هناك استقبلوني وقدموني للإمامة أنا مش عارف الناس إللي بتقول التقية إللي عند الشيعة دي جابوها منين !! طيب مهو قدموني للإمامة أهو هما خايفين مني بيتقوني يعني فقدموني عشان خايفين مني  !!
لا والله إنما قدموك عشان تقول الكلام ده وتحسن صورة الشيعة عند المجتمع السني  لما يكونلك قدم ورأي مكانة والكلام ده ويسمعوا هذا الكلام وجمهور من العوام الذين لا يعرفون حقيقة الشيعة يقولوا والله ده الشيخ يوسف القرضاوي بيمدح في الشيعة والكلام ده  الجماعة إللي عمالين يقولولك تحريف القرآن والروافض والبتاع ناس غلاة وعايزين يفرقوا في الصف والعصاة الشعارات إللي عمالين نهتف مية سنة ومبتجيبش رغيف عيش حتى  !!!
هو مكسب الشيعة الأعظم إنه وقف رجل من أهل السنة يدافع عنهم ويُحسن صورتهم عند المجتمع السني عشان يبنجهم يعيشوا في هذا التخدير طول عمرهم
فتاواه الشاذة تأتي في مجلدين في ثلاثة مجلدات ، فتاواه من عشر سنين ستين بالمية من فتاواه الجديدة الإختيارات بتاعته شاذة كلها  فكيف لا نرد وكيف لا نحصن الجماهير  !!
الحق أغلى من أنفسنا وأغلى من أولادنا وأغلى من أعراضنا فأنا عايز إخوانا المتصورين إني بهاجم لمجرد الهجوم أنا رجل حريص جداً ألا أهاجم إلا إذا كان المسألة خطيرة في ناس أنا لهم مشاكل لكن أنا لا أتكلم عنهم لأن إعتقادي أن المسائل فيها أخذ ورد وأن الدليل قد يحتمل طالما أن الدليل يحتمل حتى لوكانت وجهة النظر ضعيفة فالأمر قريب  لكن بهذا الشذوذ فكيف نسكت يا أخوة  !!
ليس بيني وبين الشيخ يوسف القرضاوي شيء أنا راجل بيني وبينه فارق كبير في العمر ولكن كما قال إياس بن معاوية (( لما اختصم هو وشيخ – رجل كبير - فراحوا الإتنين تحاكموا إلى قاضي وكان هذا القاضي صديقاً لهذا الرجل الكبير فأول ما دخل إياس بن معاوية وكان صغيراً في السن شاب فالقاضي يقول له يا فتى ألا تستحي أن تقاضي هذا الرجل وهو أكبر منك قال الحق أكبر منه  فقال له ما أظنك تقول حقاً حتى تقول فقال له لا إله إلا الله  هيقول إيه ؟ أول ما قال الكلمتين دول راح القاضي طالع للمأمون –أمير المؤمنين - قال واحد صفته كذا وكذا قاله إديله طلباته ومشيه طلعه من البلد شوفه عايز إيه وطلعه من البلد قال أخشى أن يفسد عليّ الناس ))  نحن نقول أن الحق أكبر منه والحق هذا هو الذي أخذ الله عز وجل الميثاق عليه فيعني إخوانّا الجماعة اللي بيحبوا الشيخ يوسف القرضاوي وموجودين اللي قرأت عليهم هذه الفتوى الصلعاء وما كان أغناه أن يقول معرفش عايز إيه من وراها ؟ طيب مهو بوش والجماعة دول هو دول إيه ؟!! مهم دول إللي مبهدلين الدنيا وقتلوا المسلمين شر قتلة ولا يزالون يقتلون المسلمين في العراق وفي أفغانستان وهياكلوا سوريا أهو والدور علينا لأنهم قالوا هذا الكلام ونشر هذا الكلام أيام ضرب العراق وتُرجم من مجلة واشنطن بوست تُرجم عندنا في الجرائد المستقلة أن العراق هدف تكتيكي والسعودية هدف إستراتيجي ومصر هي الجائزة الكبرى ده العنوان  القصة كلها معروفة إنه بيبنجنا إحنا وبيدينا إللي إحنا عايزينه لحد ما يجي الدور علينا .
فمعرفش التنويم وهذا التخدير إلى متى أن الجماهير كلها تنام وتتصور أنه طالما لقمة العيش موجودة يبقى خلاص وإن على الدنيا العفاء  فأنا أرجو من إخوانّا اللي هما كانوا زعلانين لما تكلمت عن موقف الشيخ يوسف القرضاوي من الشيعة وعملوا معايا مراجعات وقالوا مستحيل الشيخ يوسف القرضاوي يقول هذا الكلام.
الكلام ده كان في رمضان اللي فات – لما تكلمت هذا الكلام - وقالوا مستحيل أن يقول هذا الكلام قلتلهم يا إخوانا أنا لا أكذب وأنا قلت أني سمعت هذا من الشريط وأنا سأسجل هذا الشريط للجماعة دول انا عارفهم كويس سجلت الشريط بس اشترطت لو ثبت إنه قال هذا الكلام هتعملوا إيه ؟! طالما أنكم مستنكرين أنه قد قاله ؟!  أرسلت الشريط وثبتوا على ما هم عليه !!!! هما لسة زي ما هما على نفس هذا الإعتقاد والمنهج والكلام ده  !!!
فنسأل الله تعالى أن يستعملنا في طاعته  أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم


تفريغ رد الشيخ أبو إسحق الحوينى
                 على القرضاوى بخصوص حديث المعازف                          

في بعض أسئلة متعلقة بدرس اليوم  سؤالان عن حديث المعازف إللي في البخاري  واحد بيقول يعني : هل البخاري فيه أحاديث ضعيفة ؟! وذكر حديث المعازف إللي هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف )  وبيقول برضه إن الشيخ يوسف القرضاوي ضعف هذا الحديث !! فإحنا بنقول لأخوانا إحنا في درس حديث  وعلم الحديث لا يؤخذ إلا عن أهله !! إذا كان عايز ياخد عن الدكتور يوسف القرضاوي في الفقه مثلاً ماشي مع إن إنت لو قلت لي أخد عنده في الفقه أقولك لا تأخذ منه شيئاً لا فقه ولا حديث خلاص لكن يعني لو إنت هتقول هو ألصق بأي علم من العلمين دول مثلاً أقولك ألصق بالفقه مثلاً وفقهه فيه نظر وفيه كلام .

يعني أنا ما رأيت فقيهاً يمكن أن يفتي فيقول : قاطعوا المنتجات الأمريكية وهو متبني هذا الكلام ودايماً يقول قاطعوا المنتجات الأمريكية وإحنا لا نعارض إحنا بنقولك قاطع لا بأس قاطع المنتجات الأمريكية واليهودية مفيش كلام  ومتشدد في المسألة دي وليل نهار يقولك قاطع قاطع  ولما سُئل عن الجندي الأمريكي المسلم إذا تلقى الأوامر بضرب إخوانه في أفغانستان قال يضرب !! فأنا والله منا فاهم الحدوتة دي  يقولك قاطع متشربش بيبسي ولو شربت تبقى آثم وبعدين يُحل دم المسلم .. المسلم إللي في أفغانستان يُحل دمه للمسلم الأمريكي على أساس إنه مُجبر  القتل مافيهوش إجبار !! لا يجوز أبداً لواحد أن يقتل ( كن كخيري ولد آدم كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل ) فضلاً عن إنه بيقول كلمة منكرة لو أن تركه ضرب المسلمين في البلاد الإسلامية هيخدش في ولائه لبلده لأ يبقى ولائه لبلده مقدم مين يقول هذا الكلام يا أخوانا ؟ عنده أ – ب فهم مش فقه  لأ أ - ب فهم عنده أ - ب حديث عنده أ - ب أدلة ممكن يقول هذا الكلام  فهو لما ييجي يقولك الحديث ضعيف خد كلامه وإرميه في الحُش  ليه ؟! لأنه ليس لكلامه قيمة مطلقاً .

هما كل إللي اتكلموا في حديث المعازف ده أخدوا كلام ابن حزم  وابن حزم على جلالته لكنه كان ظاهرياً في كل شيء حتى في الحديث  وله مشاكل في الحديث كثيرة  ابن حزم لا يُؤخذ منه الحديث وزلاته في الحديث كثيرة مع سَعة فهمه وسَعة مَحفوظه  ويقولك الحديث ده البخاري رواه معلقاً  ماشي يا أخي هو المعلق ده لا يوجد موصولاً في مكان أخر  ده البخاري يرويه عن شيخٍ من شيوخه لكنه لم يصرح بسماعه من شيخه يرويه عن هشام بن عمار وهشام بن عمار من شيوخ البخاري الذين لَقِيَهم وحدَّث عنهم ، لكن البخاري قال وقال هشام بن عمار  كلمة وقال عند البخاري دي بيعتبروها من جملة المعلقات  طالما البخاري لم يُصرح بتحديث كأن يقول حدثني بفروعها  حدثني حدثنا  أنبئني أنبئنا  أخبرني أخبرنا  أو يقول قال لي سماع البخاري لما يقول قال لي تساوي حدثني فالبخاري قال : وقال هشام بن عمار  فقال كده معلق خلاص إيه المشكلة وُجد موصولاً وصله البيهقي وغيره انتهت المسألة دي  فابن حزم يقول منقطع نقوله لأ مش منقطع معلق في البخاري ماشي موصول في غير البخاري ومعلقات البخاري موصوله كلها إنما الذي حدى بالبخاري أن يعلق الحديث الإختصار الحديث المعلق هو أن تحذف راوي أو اتنين أو تلاتة أو أربعه أو السند كله من بدء السند على التوالي ده اسمه الحديث المعلق  يعني إنتا  لما تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ده اسمه حديث إيه ؟! اسمه معلق ليه ؟! حذفت الإسناد من أوله وما أبقيت إلا طرفه الأعلى زي كدة الإسناد المعلق زي كدة  ده إسناد هذه المسافة هنعتبرها إسناداً الإسناد له طرفين طرف دنيوي وطرف علوي الطرف الدنيوي هنا والطرف العلوي هنا  فإحنا لو الإسناد ده هنقسمه مثلاً أربع طبقات كل مسافة طبقة  البخاري مثلاً يقولك إيه ؟!

يقولك حدثنا أبو عاصم النبيل أهو ابو عاصم لحد هنا عن حريز بن عثمان عن عبد الله بن بسر  يبقى السند ده كام طبقة ثلاثة مش كدة  كدة متصل ولا لأ ؟ كدة متصل أهو  لما نحذف أبا عاصم النبيل إللي هو لحد هنا ونقدر الحذف ده بكدة بقا منقطع من أوله ولا لأ ؟! وبقا معلق ولا لأ ؟! بقا معلق أهو  فمعلق موصول من فوق ولكنه مقطوع من تحت من الجهة الدنيا  ده اسمه إيه ؟! اسمه الحديث المعلق إنك تحذف راوي من أول السند أو تحذف اتنين بس يكونوا على التوالي مش تحذف واحد وتثبت واحد وتحذف إللي بعديه لا  تحذف واحد والتاني والتالت والرابع كله على التوالي ده اسمه الإسناد الإيه ؟ المعلق .

طب البخاري كان بيعلق ليه ؟ إختصاراً  قالك الحديث معروف باسناده عند أهل العلم وأنا مش عايز أطول الكتاب فيقوم الأحاديث التي يُمهد بها لفقه الباب كان يحذف إسنادها أو الآثار كان يحذف إسنادها من باب التخفيف لا أكثر  فمعلقات البخاري كلها موصولة فلما ابن حزم يقولك ده منقطع بنقول لابن حزم لأ مش منقطع هذا معلق ووُجد موصولاً  خلاص يبقى انتهت المسألة.

فمسألة إن البخاري فيه أحاديث ضعيفة ولا لأ ؟! الكلام ده لا يقدره حق قدره إلا أهل العلم بالحديث  لأن الحكم على الحديث فرع على الرواة ... على الكلام في الرواة  يعني في واحد أنا وإنت ممكن نختلف فيه إنت تقولي الرجل ده صدوق وأنا أقولك كذاب بيحصل ولا لأ ؟ أنا بعتقد إنه كذاب لو روى لي حديثاً  أقبله ؟ طبعاً مش هقبله !! لو روى لك حديثاً إنتا هتقبله  طيب قبول الأخبار من هذا الإنسان مبني على إيه ؟ مبني على حكم العلماء عليه ده يُقبل منه ولا يرد عليه ماشي  .

طب أنا هقولك على واقعة أكبر من كدة تخيل مثلاً ابن حزم لما سُئل عن الترمذي صاحب السنن تعرف يقول فيه إيه ؟ مجهول !!! بقى الترمذي مجهول !!  محمد بن اسماعيل الصائغ مجهول !! الصفار مجهول !! ابن حزم أطلق لفظ التجهيل ده على رواه مشاهير ولذلك في ترجمة الترمذي من التهذيب شن عليه ابن حجر الغارة بسبب المسألة دي .

فابن حزم لما ييجي حديث من طريق الترمذي بيرده مثلاً على أساس إن الترمذي مجهول  لكن إحنا عارفين مين الترمذي وعارفين إن هو ثقة فأنا عرفت فإذا روى الترمذي حديثاً  أنا أقبله  فالعلماء لما بيختلفوا  بقا في حكم على راوي بيختلفوا في قبول خبره ورده .

كذلك الأمر بالنسبة للبخاري رحمه الله يأتي راوي مثلاً مُتَكلم فيه  البخاري من أعلم الناس بحديثه إنت لم تذكر أحاديث الراوي ده فإنت متوقف في حديثه لكن أنا كرجل عالم بالراوي وعارف كويس صحيح أحاديثه من سقيمه خدت من أحاديثه وانتقيت  تيجي ترد عليا وتقولي الحديث ده ضعيف  ضعيف عندك أنت !! ولكن ليس ضعيفا عندي أنا هو صحيح عندى وما من حديث اختلف فيه نظر البخاري مع غيره إلا وترجح نظر البخاري على نظر غيره  رجل بهذه المثابة وهذه الذروة في الفهم في الحديث والفقه والحفظ  شيء طبيعي أن يُرجح على غيره في الإختلاف  فلا يوجد في البخاري حديث ضعيف بالمعنى المنطبع في أذهان الجماهير إن حديث ضعيف يبقى ترميه لأ في أحاديث بعض أحاديث مش كلها طبعاً مختلف فيها بين البخاري وغير البخاري إحنا إذا حققنا وحققنا ونظرنا وجدنا أن نظر البخاري أرجح من نظر غيره في هذا الأمر .

عشان كدة لا يصلح أبداً أن يصرح إنسان كدة بهذا العنوان أن البخاري فيه أحاديث ضعيفة بل اتفق العلماء على صحة أحاديث الكتابين في الجملة  .


 حول فتوى القرضاوي بجواز القتال مع الصليبين 
http://www.tawhed.ws/r?i=iydjvsxg

تم توجيه السؤال إلى الشيخ أبو بصير الطرطوسي من علماء سوريا الأفاضل

لعلكم ـ شيخنا ـ قد سمعتم بفتوى القرضاوي بجواز قتال المسلمين الأمريكيين مع الجيش الأمريكي ضد المسلمين في أفغانستان (1) .. فما قولكم في ذلك .. وبماذا تنصحون المسلمين تجاه إخوانهم في أفغانستان .. وجزاكم الله خيراً ؟

الجواب:

الحمد لله رب العالمين. ليس غريباً أن يصدر عن هذا الضال المُضل مثل هذه الفتاوى الشاذة المعلوم من الدين بالضرورة بطلانها .. ولكن الغريب أنه إلى الساعة ـ ورغم ضلالات الرجل الكثيرة التي يصعب حصرها ـ لا يزال عدد من المسلمين من يستمعون إليه .. ويعتدون بفتواه .. ويُجادلون عنه!

أما أن فتوى الرجل الآنفة الذكر باطلة .. فهذا لا خفاء فيه وذلك من أوجه :

منها: أنه آثر ـ في فتواه المذكورة أعلاه ـ الولاء الوطني .. والولاء للجنسية على الولاء للعقيدة والدين .. وقدم الأولى على الأخرى .. وهذا كفر لمصادمته عشرات النصوص التي توجب عقد الولاء والبراء بين المسلمين على أساس الانتماء للعقيدة والدين .. وأن المسلمين يد واحدة على من سواهم مهما باعدت أو فرقت بينهم الأقطار .. أو تعددت جنسياتهم ولغاتهم وأعراقهم ..!

وهو كفر لكونه عقد الولاء والبراء في الوطن أو الدار .. ولذات الوطن من دون الله عز وجل

ومنها: أنه ـ في فتواه ـ قد أحل وأجاز ما حرم الله تعالى مما هو معلوم من الدين بالضرورة .. حيث أنه أجاز مظاهرة المشركين المجرمين المعتدين والقتال معهم ضد المسلمين لاعتبارات واهية جاهلية لا اعتبار لها في ديننا الحنيف .. وهي اعتبارات الانتماء للوطن والجنسية !

فهو لم يُظاهر وحسب .. بل أحل مظاهرة المشركين على المسلمين ..وهذا أغلظ كفراً وجرماً .. لحصول الكفر من جهتين: جهة مظاهرة المشركين .. ومن جهة استحلال مظاهرة المشركين على المسلمين ..!

ومنها: تذبذبه وتقلبه فيما يخص هذه المسألة .. فهو من جهة طالب المسلمين بمد يد العون للمسلمين في أفغانستان .. وناشدهم عدم مساعدة الأمريكان في عدوانهم على أفغانستان .. ومن جهة أخرى أجاز للمسلمين الأمريكان ـ وتعدادهم بالآلاف، بحكم انتمائهم الوطني! ـ القتال بجوار ومع الجيش الأمريكي الغازي والمعتدي على حرمات المسلمين وأطفالهم في أفغانستان ..!

وهو بذلك ضمِن جانب ونقمة من يعارضون أو يُحرمون الغزو والاعتداء الأمريكي .. وجانب ونقمة من يُؤيدون الاعتداء الأمريكي .. فهو لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء .. وهذا أقل ما يُقال فيه بأنه زندقة ونفاق .. وتذبذب كما قال تعالى: { مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } [النساء:143]

أما ما يجب على المسلمين نحو إخوانهم في أفغانستان .. فأقول:

نزولاً عند العمل بجميع النصوص الشرعية ذات العلاقة بالمسألة يجب على جميع المسلمين في الأرض ـ كل بحسب ظروفه وطاقته وإمكانياته ـ أن يقدموا يد العون والغوث والنصرة لإخوانهم المسلمين في أفغانستان .. كما يجب عليهم أن يردوا عنهم ظلم العدوان الأمريكي وحلفائها بجميع الوسائل المشروعة .. كل بحسب طاقته وقدرته وموقعه .. وهذا واجب لا منَّة فيه لأحد .. وهو مما لا خفاء فيه .. ولا يختلف عليه اثنان من ذوي العلم المعتبرين.

(1) اضافة من منبر التوحيد والجهاد : فتوى القرضاوي ، التي تحمل توقيعه وتوقيع كل من طارق البشري وهيثم الخياط ومحمد سليم العوا وفهمي هويدي ، ونشرها فهمي هويدي في رأيه الأسبوعي في جريدة "الشرق الأوسط" بتاريخ 8 أكتوبر - تشرين الأول - عام 2001 ونصها :

( السؤال يعرض قضية شديدة التعقيد وموقفاً بالغ الحساسية يواجهه اخواننا العسكريون المسلمون في الجيش الاميركي وفي غيره من الجيوش التي قد يوضعون فيها في ظروف مشابهة .

والواجب على المسلمين كافة ان يكونوا يداً واحدة ضد الذين يروعون الآمنين ويستحلون دماء غير المقاتلين بغير سبب شرعي لان الاسلام حرم الدماء والأموال حرمة قطعية الثبوت الى يوم القيامة إذ قال تعالى: «من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم ان كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون» (المائدة 32) فمن خالف النصوص الاسلامية الدالة على ذلك فهو عاص مستحق للعقوبة المناسبة لنوع معصيته وقدر ما يترتب عليها من فساد أو إفساد .

يجب على اخواننا العسكريين المسلمين في الجيش الاميركي ان يجعلوا موقفهم هذا ـ وأساسه الديني ـ معروفيْن لجميع زملائهم ورؤسائهم وأن يجهروا به ولا يكتموه لأن في ذلك إبلاغاً لجزء مهم من حقيقة التعاليم الاسلامية طالما شوهت وسائل الاعلام صورته أو أظهرته على غير حقيقته .

ولو ان الاحداث الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة عُوملت بمقتضى نصوص الشريعة وقواعد الفقه الاسلامي لكان الذي ينطبق عليها هو حكم جريمة الحرابة الوارد في سورة «المائدة» (الآيتان 33 و34) .

لذلك فاننا نرى ضرورة البحث عن الفاعلين الحقيقيين لهذه الجرائم وعن المشاركين فيها بالتحريض والتمويل والمساعدة وتقديمهم لمحاكمة منصفة تنزل بهم العقاب المناسب الرادع لهم ولأمثالهم من المستهينين بحياة الابرياء وأموالهم والمروعين لأمنهم .

وهذا كله من واجب المسلمين المشاركة فيه بكل سبل ممكنة تحقيقاً لقوله تعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» (المائدة 5) .

ولكن الحرج الذي يصيب العسكريين المسلمين في مقاتلة المسلمين الآخرين مصدره ان القتال يصعب ـ أو يستحيل ـ التمييز فيه بين الجناة الحقيقيين المستهدفين به وبين الأبرياء الذين لا ذنب لهم في ما حدث وان الحديث النبوي الصحيح يقول: «اذا تواجه المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار قيل هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: قد أراد قتل صاحبه» (رواه البخاري ومسلم) .

والواقع ان الحديث الشريف المذكور يتناول الحالة التي يملك فيها المسلم أمر نفسه فيستطيع ان ينهض للقتال ويستطيع أن يمتنع عنه وهو لا يتناول الحالة التي يكون المسلم فيها مواطناً وجندياً في جيش نظامي لدولة يلتزم بطاعة الأوامر الصادرة إليه وإلا كان ولاؤه لدولته محل شك مع ما يترتب على ذلك من أضرار عديدة .

يتبين من ذلك ان الحرج الذي يسببه نص هذا الحديث الصحيح إما انه مرفوع وإما انه مغتفر بجانب الأضرار العامة التي تلحق مجموع المسلمين في الجيش الاميركي بل وفي الولايات المتحدة بوجه عام اذا اصبحوا مشكوكاً في ولائهم لبلدهم الذي يحملون جنسيته ويتمتعون فيه بحقوق المواطنة وعليهم ان يؤدوا واجباته .

وأما الحرج الذي يسببه كون القتال لا تمييز فيه فان المسلم يجب عليه أن ينوي مساهمته في هذا القتال وأن يحق الحق ويبطل الباطل وان عمله يستهدف منع العدوان على الأبرياء أو الوصول الى مرتكبيه لتقديمهم للعدالة وليس له شأن بما سوى ذلك من أغراض للقتال قد تنشئ لديه حرجاً شخصياً لأنه لا يستطيع وحده منعها ولا تحقيقها والله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها والمقرر عند الفقهاء ان ما لا يستطيعه المسلم وغير ساقط عنه لا يكلف به وإنما المسلم هنا جزء من كل لو خرج عليه لترتب على خروجه ضرر له ولجماعة المسلمين في بلده أكبر كثيراً من الضرر الذي يترتب على مشاركته في القتال .

والقواعد الشرعية المرعية تقرر أنه «اذا اجتمع ضرران ارتكب أخفهما» فاذا كان يترتب على امتناع المسلمين عن القتال في صفوف جيوشهم ضرر على جميع المسلمين في بلادهم ـ وهم ملايين عديدة ـ وكان قتالهم سوف يسبب لهم حرجاً أو أذى روحياً ونفسياً فان «الضرر الخاص يتحمل لدفع الضرر العام» كما تقرر القاعدة الفقهية الأخرى .

واذا كان العسكريون المسلمون في الجيش الاميركي يستطيعون طلب الخدمة ـ مؤقتاً أثناء هذه المعارك الوشيكة ـ في الصفوف الخلفية للعمل في خدمات الاعاشة وما شابهها ـ كما ورد في السؤال ـ من دون ان يسبب لهم ذلك ولا لغيرهم من المسلمين الاميركيين حرجاً ولا ضرراً فانه لا بأس عليهم من هذا الطلب. أما اذا كان هذا الطلب يسبب ضرراً أو حرجاً يتمثل في الشك في ولائهم أو تعريضهم لسوء ظن أو لاتهام باطل أو لايذائهم في مستقبلهم الوظيفي او للتشكيك في وطنيتهم وأشباه ذلك فانه لا يجوز عندئذ هذا الطلب .

والخلاصة انه لا بأس ـ ان شاء الله ـ على العسكريين المسلمين من المشاركة في القتال في المعارك المتوقعة ضد من «يُظَنُّ» انهم يمارسون الإرهاب أو يؤوون الممارسين له ويتيحون لهم فرص التدريب والانطلاق من بلادهم مع استصحاب النية الصحيحة على النحو الذي أوضحناه دفعاً لأي شبهة قد تلحق بهم في ولائهم لأوطانهم ومنعاً للضرر الغالب على الظن وقوعه وإعمالا للقواعد الشرعية التي تنص على ان الضرورات تبيح المحظورات وتوجب تحمل الضرر الأخف لدفع الضرر الأشد والله تعالى أعلم وأحكم ) اهـ



محمد مرسى الحد لا يقام على المرتد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

AddThis