دعاة على أبواب جهنم: سعد زغلول والحرب على الحجاب

- لم يحظ طاغوت مصري بشعبية كالتي حظي بها سعد زغلول، حتى لقب بزعيم الأمة، وأطلق على بيته "بيت الأمة" وعلى زوجته صفية أم المصريين.

- ولد سعد في (ذي الحجة 1274هـ = يوليو 1859م) في قرية إبيانة التابعة لمديرية الغربية، وكان والده رئيس مشيخة القرية، وتوفي وعمر سعد خمس سنوات فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد فتحي زغلول.
- كان له نشاط بارز في الحياة السياسية المصرية، وربطته بعض العلاقات بزعماء مصر، واللورد كرومر -المعتمد السامي البريطاني في مصر-.
- اختير سعد ناظرا (وزيرا) للمعارف في (شوال 1324هـ = نوفمبر 1906م).
- وفي (صفر 1328هـ = فبراير 1910م) عين ناظرا للحقانية (أي وزيرا للعدل).
- برز سعد زغلول كزعيم للأمة المصرية مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، إذ طالب بتشكيل وفد من المصريين لحضور مؤتمر الصلح، فرفضت سلطات الاحتلال البريطاني ذلك واعتقلته ونفته إلى خارج البلاد وكان ذلك سببا في إشعال ثورة 1919 في (جمادى الآخرة 1337هـ= مارس 1919م) التي تعد أول ثورة شعبية بعد الحرب العالمية الأولى.
وفاته: تُوفى سعد زغلول في 23 أغسطس 1927، ودفن في ضريح سعد الذي شيد عام 1931 ليدفن فيه طاغوت الأمة وقائد ثورة 1919. فضلت حكومة عبد الخالق ثروت وأعضاء حزب الوفد الطراز الفرعوني حتى لا يصطبغ الضريح بصبغة دينية ولأن المسلمين لم يتذوقوا الفن الفرعوني فأهملوا ضريحه!

جريمة الزعيم

صحبت "صفية زغلول" زوجها "سعد زغلول" في باريس لحضور مؤتمر الصلح سنة 1920 لعرض القضية المصرية، وقد مكثت صفية ترتدي الحجاب إلى أن عادت مع سعد زغلول إلى مصر بعد عودته من منفاه، وعلى ظهر الباخرة التي نقلتهما إلى الإسكندرية وجد سعد البحر وقد امتلئ بألوف المخدوعين يستقبلونه بالقوارب وقال سعد لصفية: "ارفعي الحجاب" وتدخل "على الشمسي" و "واصف بطرس"!! - من أعضاء الوفد -وعارضا في ذلك فقال سعد زغلول: "المرأة خرجت إلى الثورة بالبرقع ومن حقها أن ترفع الحجاب اليوم"!!، ورفعت صفية زغلول الحجاب (ويبدو أن الأمر استقر أخيراً على أن لا تخلع صفية الحجاب نزولاً على رغبة (واصف بطرس غالي)!!، فقد حكت هدى شعراوي في مذكراتها قصة عودتها على نفس الباخرة التي عاد عليها سعد فقالت: "وقد بدأ – أي سعد – يهنئ على توفيقي في الوصول إلى رفع الحجاب وكيفية عمل الحجاب الشرعي (!) الذي أرتديه وقال: "إنه قد سَرَّ عندما رأى صورتي بهذا الزي الجديد في منفاه"، ثم طلب من السيدة حرمه أن تقلدني فوعدت بذلك.. صعدت إلى ظهر الباخرة للنزول وإذا بصفية هانم تقابلني ببرقعها وملاءتها فقلت لها: "أين وعدك لسعد باشا بارتداء الإزار الشرعي؟"، فقالت :"أنا ليس لي زوج واحد.. واصف باشا غالي استحسن ألا أغير زيي حتى لا أحدث تأثيراً سيئاً في المستقبلين"!!!، فعجبت من ذلك وصافحتها ونزلت إلى اللنش الذي كان في انتظاري" اهـ من (حواء) العدد (1237) 7 يونيو 1980 م.) ثم وقفت إحدى صنائع الاستعمار تخطب في القاهرة في احتفال الشعب المخدوع بقدوم "الزعيم" وطلب منها رفع الحجاب وعندئذ رفعت الحاضرات الحجاب" اهـ (الأخوات المسلمات) ص (255).).
وجاء في جريدة الجمهورية الصادرة في 20 / 4 / 1978 في الذكرى السبعين لموت قاسم أمين تحت عنوان: (تحليل شخصية قاسم أمين):
"ولما تولى سعد زغلول زعامة الشعب في عام 1919 اشترط على السيدات اللواتي يحضرن سماع خطبه أن يزحن النقاب عما سمح الله به من وجوههن وكانت هذه أول مرحلة عملية للسفور" اهـ.
وفي رواية: "نفت بريطانيا "صديقها" سعد زغلول وجماعته إلى جزيرة سيسل فترة ثم أعادته إلى مصر لتوليه رئاسة الوزارة وتوقع معه معاهدة فيكون احتلال بريطانيا لمصر شيئاً رسمياً متفقاً عليه!!"
هيئ الجو في الإسكندرية لاستقبال سعد وأعد سرادق كبير للرجال وآخر للنساء المحجبات وأقيمت الزينات في كل مكان ونزل "سعد" من الباخرة وعلى استقبال حافل وهتافات أخذ طريقه إلى سرادق النساء -دون سرادق الرجال -فلما دخل على النساء المحجبات استقبلته "هدى شعراوي" بحجابها...
فمد يده -يا ويله -فنزع الحجاب عن وجهها تبعاً لخطة معينة وهو يضحك.
فصفقت هدى ... وصفقت النساء لهذا الهتك المشين... ونزعن الحجاب!!
ومن ذلك اليوم أسفرت المرأة المصرية استجابة لـ "رجل الوطنية" سعد، وأصبح الحجاب نشازاً في حياة المسلمة المصرية...


لقد فعل "سعد" بيده ما دعا إليه اليهودي القديم بلسانه فكلفه دمه (لعله يشير إلى ما رواه بن هشام عن محمد بن إسحاق "وذكر عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة عن أبي عون ، قال: كان من أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته في سوق بني قينقاع وجلست إلى صائغ بها فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها، فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهودياً، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فغضبت المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع" اهـ من (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) للسهيلي (3/ 137). واسناده مرسل معلق، انظر: (دفاع عن الحديث النبوي والسيرة) للشيخ ناصر الدين الألباني ص (26 – 27).)، أما سعد ...؟! فقد طغت شعبيته بين الناس على تعديه على حُرمات الله فسكت غالبية الناس احتراماً لسعد ونسوا قول الله تعالى: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ [الحج: 30]
  ((المرأة المسلمة) للشيخ وهبي سليمان غوجي الألباني ص (188).)

ويستنكر الشيخ "مصطفى صبري" رحمه الله هذه الجريمة التاريخية البشعة قائلاً: "وكأني بعلماء الدين سكتوا عند وقوع تلك الحادثة احتراماً لسعد أو انتقده عليه قليل منهم من غير تصريح باسمه كما هو المعتاد عند علماء مصر في النقد، ولكن النهي عن المنكر ليس بجهاد مع الهواء وإن الحق وخاطر الإسلام أكبر من سعد وألف سعد وإني تذكرت هنا سعداً الصحابي رضي الله عنه وقول النبي صلى الله عليه وسلم" فيه (متفق عليه من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال سعد بن عبادة رضي الله عنه: "لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح"، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "تعجبون من غيرة سعد؟، والله لانا أغير منه والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن "الحديث" جامع الأصول – في أحاديث الرسول" "بتحقيق الأرناؤوط (8 /432 .): «أتعجبون من غيرة سعد؟، والله لأنا أغير منه والله أغير مني» ((قولي في المرأة) للشيخ مصطفى صبري رحمه الله (ص 74 – 75).) اهـ.

وإلى يومنا هذا يُقدس العلمانيون سعد زغلول تقديساً ولا عجب في ذلك فقد نجح في إخراج المرأة المسلمة من خدرها لتكون سلعة تُعرض في كل مكان في أرض مصر وأصبح مفهوم الحجاب لدى المسلمات مُشوهاً مصبوغاً بصبغة غربية.

ولك أن تتصور حجم الصفقة الخاسرة التى عقدها سعد زغلول وأمثاله فإن كل امرأة تخرج من بيتها فتمر على الرجال فهى زانية وكل عين تنظر إليها زانية ويحمل سعد زغلول كفلاً من أوزار كل من تبع سنته التى سنها فى المسلمين إلى يوم القيامة.
عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة استعطرت ثم خرجت، فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية (السيوطي - الجامع الصغير رقم: 2971 وهو صحيح).


وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المرأة عورةٌ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقربُ ما تكونُ من وجهِ ربها وهى في قعر بيتها. (صحيح أخرجه أبن خزيمة صفحة 40 الجزء الأول)
لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ [النحل : 25]
 قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ: مَن سنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حَسنةً، فلَه أجرُها، و[مثلُ] أجرِ مَن عمِلَ بِها بعدَهُ، مِن غيرِ أن ينقُصَ مِن أجورِهم شيءٌ، ومَن سنَّ في الإسلامِ سَيِّئةً، كانَ علَيهِ وزرُها ، و [ مِثلُ ] وِزرِ مَن عمِلَ بِها من بعدِه، من غيرِ أن ينقُصَ مِن أوزارِهم شيءٌ ، [ ثمَّ تلى هذِه الآيةَ : وَنَكتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ] أخرجه مسلم وابن أبي حاتم والزيادة التي قبل الأخيرة له، وإسنادها صحيح، وللترمذي وصححه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

AddThis