تيار الكراهية!


دعوة للتطهير العرقى للمسلمين فى مصر


  ما تكاد تفتح قناة تليفزيونية أو صحيفة يومية، أو إذاعة محلية حتى تسمع هجاءً مقذعًا للمنتمين إلى الإسلام وتخطئتهم دائمًا، والتركيز على الحوادث الفردية أو الأخطاء الاستثنائية لتشويه صورة الإسلاميين وتقبيحهم، وشيطنتهم وتصويرهم في أبشع هيئة، والحكم عليهم مقدمًا بالفشل الذريع في أي عمل يسند إليهم قبل أن يمارسوه، والتفتيش في نواياهم التي لا يعلمها إلا الله، وإدانتهم وفقًا لهذه النوايا المفترضة.. 

والسؤال هو: لماذا ؟ تيار الكراهية صنعته أجهزة الأمن على مدى ستين عامًا وغذته السلطة الفاشية المستبدة التي ترى في الإسلام خطرًا عليها وعلى طغيانها وتسلطها وإجرامها واستعبادها للناس. هذا التيار وجد نفسه عاريًا من الحماية بعد سقوط السلطة التي كانت ترعاه وتمده بأسباب الحياة، وقد رأينا سعارًا محمومًا من السباب والهجاء ضد الإسلام والمسلمين؛ لا ينطفئ في شتى أجهزة الدعاية التي يسيطرون على مفاصلها، ويتملكونها بوضع اليد، مع أنها ملك للشعب المسلم الذي يدفع ميزانيتها من عرقه وكده.. 

هذه عينة لمقولات بعض عناصر تيار الكراهية عقب صلاة عيد الفطر المبارك تعتمد الكذب والبهتان، وكلها تركز على الإسلام وعلمائه وأنصاره، دون أن تهتم أدنى اهتمام بقضايا الوطن الحقيقية، ومشكلات الناس اليومية، وأشواق الشعب إلى الاستقرار والأمن ووقف الانهيار الاقتصادي والتعليمي.. يقول أحدهم ساخرًا من بعض المتدينين: "ما تغير في نظام المخلوع مبارك" طلع له زبيبة ودقن". ويضيف: "نحن الآن نتعرض لهجوم منظم من قوى الظلام، وعلى رأس هذه القوى جماعة الإخوان المسلمين، فى الحكم، وهم الذين بدءوا حملة ممنهجة على الفكر والثقافة، من إلغاء القنوات الفضائية والصحف وحبس الصحفيين، ويُتهم المثقفون بأنهم كفرة، وتهدر دماؤهم، فهذا الوضع خطر جدًا، وهو عكس ما نادينا به فى ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة". 

وأصدرت ورشة (...) الثقافية بيانًا تستنكر فيه ارتفاع نبرة بعض شيوخ المساجد لإدانة الرأي الآخر الذي يعارض السلطة السياسية الحالية، والتي يقودها حزب الحرية والعدالة، حيث وصلت هذه الإدانة إلى حد التكفير ورمى الخصوم بكل ما هو منكر وحقير. وأوضح البيان أن هؤلاء الشيوخ يستقوون بالسلطة، حتى لو لم يكن انتماءهم ( كذا ؟ ) السياسي لها، للدرجة التي اعتبر فيها بعض هؤلاء الشيوخ أن دم المعارضين والمتظاهرين ضد السلطة لا قيمة له ومباح(؟) 
 واعتبر البيان أن هذه التصريحات هي تحريض مباشر على القتل والتصفية البدنية. 

وجاء فى نص البيان: "الأمر الأكثر إدهاشًا أن المساجد والزوايا التي يفترض أنها دور لعبادة الله، تحولت لدور دعاية سياسية مباشرة وواضحة وصريحة لرئيس الجمهورية، والدعاية للسلطة الحاكمة وللحاكم الفرد، واعتبار أن سلطته مقدسة، وبناء عليه لا تجوز معارضتها أو انتقادها أو التظاهر ضدها، ونحذر أن هذا النهج يصنع ديكتاتورًا آخر، هذا الديكتاتور الذي تأتى سلطته مكرسة من المساجد والزوايا، وكأنها سلطة مؤيدة من الله سبحانه وتعالى عن كل هذه الأفعال، وبالتالي فهي سلطة لا تمس، ولا يعترض عليها ولا تناقش، وإزاء ذلك النهج الغريب الذي يدخل المجتمع فى صراع دموي مخيف ولا هوادة فيه". 

وأكد عدد من المثقفين رفضهم التام لاستغلال التيارات الدينية للمنابر فى المساجد من أجل الدعاء للرئيس والتحذير من الخروج عليه أو انتقاده والدعاء بأن ينصر الله على من ينتقده، والتي ترسخ لدكتاتورية دينية تخضع الناس تحت السمع والطاعة دون أي انتقاد، مشيرين إلى أن ما قد فعله نظام المخلوع "مبارك" خلال ثلاثين عامًا فعلته التيارات الدينية فى ثلاث ( كذا ؟) أسابيع، وهو ما بدا واضحًا من خلال خطب العيد من المشايخ التي دعت فى خطبة العيد إلى الدعاء للرئيس بالنصر على أعدائه (كذا ؟) والتحذير من الخروج عليه. 

قال الكاتب (...) لـ"اليوم السابع" إنه لم يكن مفاجئًا من كل هذا التسييس للدين لاستخدامه للحشد ليوم 24 أغسطس القادم ( الماضي)، الذي أصبح من الواضح رعبهم منه فمن يتابع كلامهم سوف يكتشف هذا الرعب بكل سهولة، لافتًا إلى أن هذا يهدف إلى حشد أكبر عدد من المواطنين للخضوع للحكم الديني. وأضاف (....) أن الخطر الأكبر يكمن فى استخدام المنابر والمساجد من الحاكم الذي هو يعد ظل الله على الأرض فمن يخرج عن هذا الظل فقد ارتكب ذنبًا أعظم كذنب الكفر، لافتًا إلى أن هذا ما يدفعنا إلى ضرورة عدم التفريق بين أحد ( كذا ؟) من هؤلاء الذين يرسخون للدكتاتورية الدينية أو الدولة الدينية الفاشية. ويرى (....) أن الحل لمواجهة هذه الحملة الشرسة على الدولة المدنية المستنيرة بكل مفاهيمها هو مواجهة تطرف الدولة الدينية بتوحيد صف التيار المدني تحت شعار واحد، وعدم العمل بشكل منفرد لكل هذه التيارات المدنية، مشيرًا إلى أنه لو توحدت التيارات المدنية فى مصر بشكل صحيح فلن يكون هناك وجود لمثل هذا النوع من التطرف الفكري والعقائدي، وكذلك لن يكون هناك أيضًا وجود لحكم العسكر فقد زال حكم العسكر ولن يعود. 

بينما قال الشاعر ( .....) إن الخطب الدينية التي فجرها (؟) الكثير من الشخصيات الشيوخ المحسوبين على التيار الديني فى مصر عقب صلاة العيد والتي تكرس لدكتاتورية دينية، أننا نستطيع أن نحسب هذا الموقف بناءً على مرجعية ثورية حيث إن الثورة هي التي سمحت لهؤلاء جميعًا بذلك، مؤكدًا أننا لم نر هؤلاء أثناء الثورة (؟) بل أنهم انتظروا فى الجحور حتى لحظة تنحي مبارك وزبانيته عن الحكم، فخرجوا ليركبوا على الثورة التي لم يكن من شعاراتها أي شعار ديني. 

وقال الشاعر (.....) إن هذا الشكل من الشيوخ يستمد قوته من هيمنة الجماعة على مقدرات المجتمع، وطالب من السلطات المختصة بأن تمنع هؤلاء وتبعدهم عن المنابر والمساجد أو أي تجمع ديني، لافتًا إلى أن هذه الأماكن ذات القدسية الدينية لها تأثير ضخم فى المجتمع. وأدلى بالآراء نفسها مدرس فلسفة في الجامعة ومدرس بلاغة في إحدى الكليات وعامل نسيج تسلق ليكون كاتبًا واستدعى المتنبي ليبكي أعياده المزيفة. تمنيت أن يطرح كل منهم قضية حقيقية ويعارض سلوك الحكومة مثلما نفعل، ويقدم البديل العلمي والعملي، ولكن هيهات أن تسمح لهم الكراهية بذلك!

أ. د. حلمى محمد القاعود الاثنين, 15 أكتوير 2012 - 18:52

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

AddThis