هل نرسل أبنائنا للقتال فى سوريا ؟


 تعالتصيحات تدعو إلى إعلان الجهاد بالمال والنفس فى سوريا الشقيقة والجهاد والقتال بجانب إخواننا فى سوريا 

ولا شك أن الجهاد فرض عين على كل مسلم فى وقتنا هذا .. ولكن فرضية الجهاد ليس معناها أن يقودنا الحماس معصوبين العيون إلى مصير – لا أقول أنه مجهول – بل هو معلوم تماماً لكل أصحاب البصائر الذين يحسنون قراءة الصورة .. فسوريا محاطة بقوى عدوة كإحاطة السوار بالمعصم ولن يدخل شخص إلا تحت سمع وبصر أجهزة مخابرات اسرائيل والغرب وإيران ومن أهداف الحرب فى سوريا أن تجذب أكبر عدد من عناصر شباب المسلمين المؤمنين بفكرة الجهاد حتى تتم تصفيتهم بعد تنصيب حكومة توافقية فى سوريا كما تم فى تونس ومصر وليبيا وغيرها .. فلكى نتمكن من الحكم على الأمور الإستراتيجية الهامة من أمثال هذا الأمر لابد أن تتوفر لنا  الإحاطة والمعرفة التامة الدقيقة بأشياء عدة :

 أولا     : معرفة الأعداء ثم اتخاذهم أعداءً .

ثانيا    : معرفة الأصدقاء .

ثالثا    : حسن قراءة التاريخ .

رابعا    : الإحاطة والإطلاع على الأطماع والمخططات الإجرامية فى منطقتنا وفى العالم من حولنا فإن أطماع الغرب الصليبى فى ديارنا لم تتغير أبدا .. والتعامل معنا بأقصى درجات المكر والخُبث والخديعة لم يتوقف أبدا .. ونحن أيضا لم نتوقف عن الثقة بأعدائنا لحظة واحدة .

خامسا  : استحضار مجموعة هائلة من النصوص الشرعية من الكتاب والسنة الطاهرة والتى تلقى الضوء على الغيب فى مستقبل أمتنا وسائر الأمم الأخرى فيما يتعلق بالساعة وأشراط الساعة وما يتقدمها من العلامات والأمارات .

 فسوريا هذا الجزء الغالى من جسد أمتنا الإسلامية بل من أغلاها ، فهى ديار الشام وموطن الخير وأهلها من خير أجناد الأرض وقد جاءت الروايات والآثار فى مدحها والثناء على أهلها فأهل الشام مع أهل مصر يشكلون الدرع الواقى لأُمة الإسلام والملاذ ساعة المحن والنوازل ، وإننا لنشاهد جليا الارتباط بين مصير الشام ومصير مصر ، وقد ظلت مصر والشام بلدا واحدا حتى تفسخت أمتنا وانفصلت الشام عن مصر منذ ما يزيد قليلا عن المائة عام .



وسوريا كميدان صراع ملتهب حاليا تتصارع عليه عدة قوى إقليمية ودولية : تلك القوى هى إسرائيل مدعومة بأمريكا التى تجر خلفها أكثر من ثلثى العالم ، والقوة الثانية هى قوة الرافضة بقيادة إيران .

فقد تم التخطيط لزرع الصهاينة الملعونين فى أرض فلسطين وقامت روسيا ودول الغرب بالدفاع عن الكيان الصهيونى وأمنه ومكونات دولته عن طريق توفير ملاذ آمن كبير لاستيعاب كل من أراد الهجرة من يهود العالم وفق تصور توراتى بأن فلسطين هى أرض الميعاد كما فى عقيدة اليهود وكما فى عقيدة البرتوستانت التى اخترعها اليهود للنصارى على يد مارتن لوثر كنج .

ومن أجل زرع وحماية هذا الكيان الصهيونى البغيض قامت فرنسا باحتلال بلاد الشام ( سوريا ولبنان ) وقام الانجليز باحتلال مصر والأردن وفلسطين وصار على كل من يحكم دولة من دول الجوار الفلسطينى أن يقوم على رعاية الأجندات الغربية وإلا يتم قهره واستئصاله .. فخضع كل حكام المنطقة للرؤية الغربية بشأن القضية الفلسطينية وحينما انتفض الفلسطينيون بقيادة الحسينى قامت قوات الحماية البريطانية بالقضاء عليهم مستخدمة أقصى درجات العنف والبطش ، وحينما حاولت بعض الدول العربية قتال العصابات الصهيونية تمت هزيمة هذه الجيوش الهزيلة هزيمة مهينة فى سنة 1948 م .


وعندما تولت أمريكا الميراث الاستعمارى الغربى لمنطقتنا بعد الحرب العالمية الثانية كان أمن إسرائيل هو محور السياسة الأمريكية ، وأمن إسرائيل هو المطلب الأول والأهم لأمريكا فى كل مباحثاتها ومفاوضاتها أو تسوياتها وصفقاتها فى المنطقة , ولا يمكن أن تقبل أمريكا بغير ذلك أبداً , وأمريكا تجر خلفها دول أوربا وأمريكا الجنوبية واليابان والكثير من الدول الإفريقية والآسيوية فأمريكا تجر خلفها ما يزيد عن ثلثى دول العالم ومن يحرك أمريكا فى الواقع هى إسرائيل وطبقا للتصور العقدى التوراتى الذى يتحكم فى أمريكا نظريا منذ نشأتها ويتحكم فيها عمليا منذ سبعينيات القرن العشرين بدءاً من زمن نيكسون ولا يزال يتحكم فيها حتى يومنا هذا وكان أوضح ما يكون فى زمن كارتر وريجان وبوش الأب وبوش الابن .


واستكمالًا للمشهد المحيط بسوريا الحبيبة لابد لنا من التعرض لتركيا والقوى الرافضية الشيعية فوجودهم فى المشهد السورى لا يخفى على ذى عينين , فأما تركيا مركز الخلافة العثمانية فمنذ سقوط الخلافة تقوقعت تركيا على نفسها راضية بتلك الجمهورية العلمانية الرئاسية ولتكون مركزا لتدريب الكوادر العلمانية بعد أن أتم كمال أتاتورك ترسيخ المفاهيم العلمانية فى البلاد عن طريق القهر والبطش بصورة لم تعرفها الإنسانية إلا فى محاكم التفتيش وكانت تركيا تطمح إلى عمولة ضخمة مقابل هذا الدور القذر الذى لعبته فى القضاء على الإسلام , وهذه العمولة هى الانضمام للسوق الأوربية المشتركة والحصول على عضوية كاملة فى حلف الناتو ولكن لم تجن تركيا سوى الفتات رغم خدماتها الجليلة للمشروع الصهيوأمريكى فى ضرب العراق وسحق قوته العسكرية ولم تحصل تركيا على أى من مطالبها الإستراتيجية الحيوية سوى أنها تخلصت من قوة العراق العسكرية وتحكمت وحدها فى نهرى دجلة والفرات وصار بإمكانها إقامة السدود مثل سد أتاتورك دون أى معارضة من جيرانها , كما تخلصت تركيا من القلاقل التى كان يسببها لها البشمرجة وقوات الأكراد بعد إقامة الدولة الكردية الهزيلة فى شمال العراق ولكن لا تزال تركيا تطمع فى الفوز بعضوية كاملة فى السوق الأوربية وفى حلف الناتو ومن هنا كان على تركيا أن تظهر ولائها أكثر وأكثر للمشروع الأمريكى الصهيونى فتقوم بدور المحلل لأمريكا أيا كانت الرغبات الأمريكية .. فأصبحت تركيا القائمة بنشر الديمقراطية الأمريكية بالطرق السلمية بعد أن فشلت أمريكا فى نشرها بالطرق العسكرية .. فالتحالف بين تركيا والغرب وعلى رأسه أمريكا تحالفا استراتيجيا قويا وبالنسبة لمواقف تركيا الإعلامية تجاه إسرائيل فليست إلا خداعا استراتيجيا للعرب والمسلمين حتى لا يبصروا الحقائق الواضحات وحتى تجعل تركيا من نفسها زعيمة بين الدول الإسلامية الضعيفة فلا ننظر لها كمنفذ للمخطط الأمريكى فتصبح تركيا نموذجا ديمقراطيا تقتدى به بقية الدول الإسلامية ، فإذا وصل إلى الحكم بعض أصحاب التوجه الإسلامى العام فأمامهم التجربة التركية ، ولكن الحقيقة التى يجب أن لا تغيب عنا لحظة هى أن تركيا ليست إلا ظلا لأمريكا فى منطقتنا والحبل الملتف حول رقبة تركيا بيد حكام تل أبيب .. فلا تعولوا كثيرا على المواقف التركية ولا تفخروا بديمقراطيتها الفاسدة فليست هى فى الحقيقة سر ما حققته تركيا من تقدم نسبى فى السنوات الأخيرة .. والدعم التركى للقضية السورية لا يمكن أن يخرج عن ما ترسمه أمريكا وحلفاؤها لسوريا فمصالح تركيا وعلاقاتها بأمريكا وإسرائيل مسألة حياة أو موت بالنسبة لها .. وأما الإسلام والمسلمين وقضاياهم فلا وزن لهم فى المعادلة التركية .


أما القوة الرافضية بزعامة إيران فإن بلاد فارس وهى إيران حاليا كان أهلها جميعا على دين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى استغل أرباب الفكر الرافضى ظلوا يتسللون فى المنطقة الإيرانية خلال الفترة من 1258م حين سقطت بغداد وحتى سنة 1453م حين سقطت القسطنطينية ثم أصبح دين الدولة الرسمى هو الشيعة الإثنا عشرية وتأسست الدولة الصفوية التى قامت بقتل ما يزيد عن المليون مسلم من أهل السنة واستولت على ديارهم فى عربستان وكان كل من يرفض الدخول فى دين الرافضة يتم قتله حتى أن الإمبراطور الصفوى قتل أمه المسلمة بسبب رفضها ترك دينها إلى دين الرافضة .


ومنذ بداية تأسيس هذه الدولة الصفوية الخبيثة وهى تشكل شوكة فى ظهر المسلمين وتحالفت وظاهرت ونصرت جيوش الهولنديين والبرتغاليين فى حربهم ضد المسلمين من أهل السُنة وشكلت هذه الدولة الخبيثة تهديدا للأراضى الحجازية والعراق حتى أن السلطان سليم الثانى أوقف فتوحاته وغزواته فى أوربا ليتفرغ لقتال هؤلاء المشركين المنافقين المجرمين .. وظل الصراع على أشده بين هذه الدولة الصفوية الحامية للدين الرافضى اليهودى وبين الدولة العثمانية المدافعة عن الدين الإسلامى السُنى  الحنيف .. ثم تولت أسرة رضا شاه بهلوى الملك فى إيران ثم أتى بعد ذلك فى عام 1979 حكم الخومينى ومن جاءوا بعده وقد صُنع هذا الحكم على أعين جميع أجهزة المخابرات الغربية حيث كان الخومينى يقيم فى فرنسا وعاد منها إلى طهران على متن طائرة غربية وكان بإمكان الأسطول الأمريكى منعه من العودة بإسقاط الطائرة أو عدم السماح والإذن لها بالمرور .. وتولى الملالى الحكم فى إيران فى مسرحية هزلية استمرت سنوات حتى ثبتوا أركان حكمهم وصنعوا لأنفسهم صورة مزيفة فى أذهان العامة كمناهض لأمريكا وإسرائيل .

تصدير الدين الرافضى لكافة الدول الإسلامية , كان من أهم أركان دولة إيران الرافضية الحديثة والمسماة زورا بالجمهورية الإسلامية ،، وتمكنت هذه الدولة الخبيثة فى ظل مباركة أمريكية حيناً وفى ظل مباركة روسية حينا آخر أن تتمدد فى جميع أنحاء العالم محققة الكثير من الأهداف التى تتفق فيها مع خصوم الإسلام ومن أهم هذه الأهداف القضاء على منهج الإسلام السلفى فى عموم بلاد العالم وفى منطقتنا العامرة خاصة ، واشتعلت الحرب على السلفية سواء كانت سلفية جهادية أو سلفية علمية أو سلفية متكاملة شاملة ، وهنا اتفقت والتقت المصالح الصليبية الصهيونية مع الرافضة ، وكان لإيران دورا هاما فى مساعدة الجيوش الصليبية فى حربها فى العراق وفى أفغانستان ومن قبل ذلك ساعدوا اليهود والموارنة الصليبيين والدروز فى حربهم ضد المسلمين من أهل السُنة فى لبنان فى سبعينيات القرن العشرين وبفضل ذلك التعاون تم القضاء على التواجد السنى اللبنانى الفلسطينى فى المنطقة الساحلية خاصة فى طرابلس الملاصقة لسوريا فى سهل البقاع وفى منطقة وسط لبنان وأصبح الرافضة القوة المؤثرة فى لبنان وقد قام حزب الله بحماية الحدود اليهودية والحدود السورية بطريقة لم يقم بها العميل سعد حداد قائد جيش الجنوب العميل لإسرائيل حتى شهد قادة إسرائيل للروافض بإخلاصهم التام للصهيونية .


ومع التواجد القوى للرافضة فى دولة لبنان نشأت علاقات حميمة بين نظام الحكم النصيرى الكافر فى سوريا  وبين الرافضة فى لبنان الذين يسبحون فى دماء إخواننا من أهل السُنة أيام ميليشيات أمل التى تحولت إلى حزب الله .. هذه العلاقات الحميمة تم استخدامها لحصار وملاحقة الفكر السلفى الذى يطلقون عليه اسم ( الوهابية ، أو التكفيرية ) باعتبار أنه الخطر الذى يحدق بالكيان الرافضى ويشكل تهديدا لمشروعاته فى المنطقة ، لذلك كان لزاما عليهم جميعا أن يساندوا ( ليس بشار الأسد لذاته ) وإنما لإحلال وتثبيت من يضمنون أنه سيحقق لهم أهدافهم ومصالحهم ، ولا يمكن أبدا أن يُسمح بوجود نظام مسلم سنى يرفع راية الجهاد ضد من يحتلون الجولان والقنيطرة وسائر المدن السورية ، لن يسمحوا أبدا بقيام نظام إسلامى يقيم علاقاته بطريقة متوازنة تحقق مصالح الإسلام ومنافع المسلمين ، فحاكم دمشق القادم لابد أن يكون رئيسا توافقياً ، لن يجلس على عرش سوريا سوى رئيس تتوافق عليه القوى الإقليمية والدولية ... وأبرز قوتين فى المنطقة هما : إسرائيل وإيران ... فإسرائيل تستطيع تحريك أمريكا وأمريكا من أجل عيون إسرائيل ستحرك تركيا وأوربا ... وأما إيران فتستطيع تحريك العمق السورى الرافضى النصيرى وتحرك أيضا الرافضة فى إيران والعراق ودول الخليج ولبنان  .


ومن يظن أن الشعب السورى سيختار من يحكمه يفتقر تماما إلى الموضوعية فإن القتال فى سوريا لم يطل أمده إلا لتحقيق أهداف عديدة منها وعلى  رأسها  إيجاد بديل لبشار ترضى عنه أطراف اللعبة السورية ويحقق التوافق الدولى والإقليمى  . . رئيس سُنى ولكن ذنب يضمن لهم تحقيق أهدافهم وعلى رأسها حماية الحدود الإسرائيلية المقدسة .


وطالما أن الدم الذى يسيل هو دم مسلم فقد أطال المجرمون أمد الإقتتال فى سوريا ووراء ذلك المد فى أمد الإقتتال فى سوريا  

أسباب عديدة نذكر منها ما يلى :

السبب الأول والرئيسى : لا يمكن أن تسمح القوى المتحكمة بأن ينتهى القتال نهاية طبيعية وليسيطر على حكم سوريا فصيل لا يحقق أهدافها الإستراتيجية .. فلابد أولا من إيجاد بديلا مناسبا لبشار يكون مرضيا عنه من أطراف اللعبة ويتم التوافق عليه من الأطراف الإقليمية والدولية .. وربما كان الوصول إلى بديل تتحقق فيه هذه المواصفات يحتاج إلى وقت طويل كما كان الأمر بشأن صدام حسين فقد كانت أمريكا قادرة على القضاء على صدام ونظام حكمه بعد طرده من الكويت مباشرة ولكنها فضلت تأجيل ذلك لمدة زادت عن ثلاث عشرة  سنة حتى توفر لها البديل المناسب وقامت بتجهيزه وإعداده إعدادا تاما  من أمثال : أحمد شلبى وإياد العلاوى والمالكى وغيرهم كثير من عتاة المجرمين الشانئين الكارهين لدين الله الحق ، دين الإسلام وهذا نفسه ما يعدون له فى سوريا الآن .. يعدون لسوريا نظاما له قواعد شعبية ولكنه يحقق المخططات والأهداف والأطماع الغربية .

وأما السبب الثانى : وهو من الأسباب الهامة جدا : أن يجعلوا سوريا جاذبة للعناصر ذات النزعة الجهادية والتى هى الآن كامنة فى بلادها وهى تمثل الخطر الإستراتيجى الأكبر على المشروع الصهيوأمريكى الرافضى فى بلاد المسلمين ثم يكون من أولى وأهم الأولويات أمام النظام التوافقى الجديد الذى سوف يحكم سوريا  تصفية هذه العناصر الجهادية ولا سيما الوافدة منها من الدول الأخرى ولقد شاهدنا ذلك بمنتهى الدقة فى أفغانستان ومن قبلها البوسنة والهرسك  .

السبب الثالث : سرقة ثمرة الجهاد السورى الشاق من خلال كل هذه التنظيمات والقيادات ذات الكفاءات الخاصة جدا وقد شاهدنا ذلك يتكرر كثيرا خاصة فى الجهاد الأفغانى ومن قبل ذلك فى الجهاد فى الجزائر وهو مكرر فى تاريخنا الحديث .

السبب الرابع : تصعيب مهمة النظام السورى التوافقى القادم وزيادة الأعباء على ميزانيات الدول الإسلامية التى سوف تكون مطالبة بسداد فاتورة الحرب وفاتورة إعمار ما دمرته الحرب وسوف يتم امتصاص المليارات من خزائن الدول العربية وتقوم الشركات الأجنبية بتنفيذ عمليات الإعمار مما سيعود على دول الغرب بفوائد منها تقليص نسبة البطالة التى تهدد مجتمعات الغرب وزيادة معدلات النمو الاقتصادي والهروب من نفق الأزمة الاقتصادية الخانقة مما يحقق الأمن والسلام الإجتماعى لهم وبأموالنا ومن أقوات شعوبنا .

السبب الخامس :  الاتفاق على صيغ لاتفاقات سياسية وإقليمية تحقق أمنا أكثر لإسرائيل وتعود بالفوائد الأكبر على الروافض ومشروعهم فى منطقتنا من خلال تسوية شاملة تتوزع فيها الغنائم والمكاسب عليهم والمغارم والخسائر علينا .


السبب السادس : سيكون من المؤكد بعد هذه الحرب الطويلة البشعة أن إسرائيل ستكون آمنة على حدودها إذ لا يمكن بعد أن يتم تعمير سوريا  أن يعود شعبها مرة أخرى للثورة المسلحة بعد كل ما عاناه من القتل والتعذيب والتشريد وخسارة الأموال والممتلكات مقابل مكاسب هزيلة لا تساوى معشار ما بذلوه من تضحيات وهذا من المنطقى أن يؤثر تأثيرا سلبيا شديدا فى نفوس ووجدان ولا وعى الأجيال التى عاشت هذه المأساة ولمدة تصل من ستين إلى سبعين سنة على الأقل مما يضمن لهم قتل روح الجهاد فى نفوس الشعب السورى وخاصة مع ابتعاد الكثير منه عن الفهم الصحيح لدين الإسلام وعقيدته وأهدافه الكلية .


لذلك كله يجب أن نمد يد العون لإخواننا فى سوريا لدعمهم فى مواجهة الروافض والنصيريين عن طريق المال وتقديم العلاج والدواء وكل ما يلزم لمعاونتهم ويجب عدم الاستجابة للدعوات التى تدعو الشباب من الدول الإسلامية للسفر للقتال فى سوريا بجانب إخواننا المسلمين هناك فالسوريون لا  ينقصهم العدد ولكن تنقصهم العدة والإمكانات لمواجهة عدوهم ..

ويجب أن لا يغيب عنا التفكير فى سوريا بعد بشار ، فإن بشار قد سقط بالفعل وها هى إيران زعيمة الرافضة وأمريكا زعيمة الصهيوصليبية يخططون ويرتبون لما بعد بشار فأين استراتيجتنا الخاصة أم أن الأمر فى سوريا لا يعنينا .. ؟  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

AddThis