الأعداد الحقيقية لمتظاهرى 30 يونيو

كشف الأعداد الحقيقية لمتظاهرى 30 يونيو

نشر موقع " ميدل ايست مونيتور " تقريراً يوم 16/7/2013  حول الأعداد التي أعن عنها الإعلام المصرى ورجال جبهة الإنقاذ ومن شايعهم بخصوص الحشود المناهضة للرئيس محمد مرسي والتي وصفها التقرير بـ"لعبة الأرقام "
    
في 30 يونيو على الرغم من صعوبة إجراء حصر وتقدير سريع لأعداد الحشود المتظاهرة  فمن الواضح أن لعبة الأرقام تم لعبها من قبل المعارضة والجيش من أجل تنظيم وتبرير انقلاب ضد الرئيس محمد مرسي. ولسبب ما, العديد من الأطراف الخارجية استخدمت هذه الأرقام لتبرير تأييدهم للتدخل العسكري"

فقد قام  الجيش بتقديم فيديو مصور التقطته مروحية عسكرية للمظاهرات في القاهرة إلى وسائل الإعلام لتبرير انقلابهم، وليوهموا  أن جميع الشعب خرج في مظاهرات ضد الرئيس مرسي وأنه بناءً على ذلك لم يكن أمام الجيش أي خيار سوى أن ينضم إلى الشعب. و لكن تم تجاهل حقيقة أن بعض لقطات الفيديو المقدم كدليل ضد مرسي كانت في الواقع مأخوذة من فيديو لمظاهرة لمؤيدين لمرسي"


    جوجل إيرث يكشف عدد المتظاهرين الحقيقى فى 30 يونيو  
ومما يثير القلق أن بعض الدول في الغرب بالإضافة إلى شخصيات سياسية رائدة دعمت هذه الحجة دون التأكد من صحة الأرقام المعلنة. لقد شاركوا في الانقلاب، الذي كان يستهدف ليس فقط الرئيس المنتخب ولكن عملية التحول الديمقراطي في مصر أيضا على أساس أن هذه هي إرادة الأغلبية الساحقة من الشعب."

ومن أجل أن يعطوا  إحصاءاتهم شيء من الاحترام والمصداقية،ادعى التحالف المناهض لمرسي أنه تم الحصول على احصائيات حشدهم من التغطية والتحليلات التي أجراها برنامج Google Earth. على الرغم من أن لم تتأكد هذه الأرقام من قبل عملاق الأقمار الصناعية، فإنهم أعلنوا أن التقديرات تراوحت ما بين 14.3 مليون و 33 مليون متظاهر. وعند البحث على الشبكة لم يظهر أي بيان رسمي من Google Earth لتأكيد هذه الادعاءات. و طلب MEMO من جوجل التعليق على هذا الموضوع لكنه لم يتلق ردا على هذا الطلب."

"ومما جعل الأمور أكثر شكاً هو تدخل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والذي قال أنه كان على الجيش أن يختار بين "التدخل أو الفوضى". وأضاف أنه على الرغم من أن وجود "17 مليون" فرد في الشوارع لا يعتبر انتخابات، فإنه "استعراض رائع لقوة الشعب."

"قبل عشر سنوات، في 15 فبراير 2003، المنظمين ووسائل الإعلام نقلوا أن اثنين مليون مواطن بريطاني ثاروا  في لندن احتجاجاً على الحرب في العراق، وحتى شرطة العاصمة قدرت أن عدد الحاشدين وصل إلى 750,000على الأقل و تجاهلهم بلير بازدراء ، الحجم الضخم لهذه المظاهرة التاريخية تم تسجيلها من قبل مروحية شرطة العاصمة. في ذلك الوقت لم تكن لندن الوحيدة المعارضة للغزو بل كانت هناك مظاهرات متزامنة في 800 مدينة أخرى حول العالم، شارك فيها ما يقدر ب 30 مليون متظاهر في ما كان يعتبر أكبر مظاهرة عالمية في يوم واحد في التاريخ. و بناءاً على ذلك عند مقارنة مقاطع الفيديو من هذه المظاهرات بنظيرتها  من 30 / 6، يبدو أنه من غير المحتمل أن 30 مليون شخص أو حتى عُشر هذا الرقم تم حشدهم في مصر في 30 يونيو."

"على الرغم من أن جوجل حتى الآن لم يؤكد هذه الأرقام المهولة التي نقلته جبهة الإنقاذ والتمرد، لقد قام باحثون غربيون باستخدام مسطرة Google Earth  لقياس حجم استيعاب ميدان التحرير والأماكن المحيطة به. وبعد استخدام هذا الأسلوب نفسه، استبعد الدكتور كلارك ماكفيل، وهو أستاذ فخري في علم الاجتماع في جامعة إلينوي، وخبير في علم قياس الحشود، إمكانية حشد مليون شخص في الساحة."

"في حين أن القاهرة ليست ممثلة لمصر بأكملها فإنها كمعظم العواصم مركزا لاحتجاجات وطنية كبرى. إن مساحة ميدان التحرير هو 53,000 متر مربع و المساحة من محيطها إلى الجانب الآخر من النيل عبر جسر قصر النيل هو 13,000 متر مربع. و المنطقة الممتدة من ميدان التحرير إلى جسر 6 أكتوبر هو 20,000 متر مربع. وفقا لذلك، فان مجموع المساحة التي تجمع فيها المتظاهرين هي 86,000 متر مربع."

"وإن افترضنا أن أكبر عدد من الناس يمكن حشرها في المتر المربع الواحد هو أربعة، فهذا يعني أن السعة القصوى لميدان التحرير والمناطق المحيطة بها يوم 30 يونيو كانت 344,000 المتظاهرين."

أما بالنسبة لمساحة القصر الرئاسي والناطق المحيطة بها، فان شريط الفيديو الذي عرضته المعارضة كشفت أن طول المظاهرة كان 1,400 متر (أقل قليلا من كيلومتر ونصف)،و بلغ عرضها 45 مترا، مما يعني أن المساحة الإجمالية هي 63,000 متر مربع.

وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك مظاهرة أخرى شمال القصر في مساحة 9,000 متر مربع. مما يفيد أن مجموع المساحة المتاحة للمتظاهرين في محيط القصر الرئاسي هو 72,000 متر مربع.

وفقا لذلك، فإن العدد الإجمالي للمتظاهرين حول القصر الرئاسي، وذلك باستخدام معادلة أربعة أشخاص لكل متر مربع، يبلغ 288,000 متظاهر. وبالتالي فإن المجموع الكلي للمتظاهرين في ميدان التحرير ومنطقة القصر الرئاسي يبلغ حوالي 000,632 شخص في اليوم المشار إليه. هذه الحسابات متسقة مع النتائج التي توصل إليها باحثون و مدونون مختلفون.

وحتى إذا زدنا الأرقام، فإن عدد متظاهرين يونيو 30 لا يمكن أن يزيد عن مليون من الناس في البلد كله. في الواقع، لا وسيلة من وسائل الإعلام ذات مصداقية، حتى تلك التي ضخمت و بالغت الأعداد،استخدمت أي تعبير غير المصطلح الغامض "ملايين المتظاهرين". و لكن وسائل الإعلام المصرية لم تكن متحفظة في تقاريرها. ووصف محمد حسنين هيكل، الكاتب المصري المخضرم ووزير الإعلام السابق في عهد جمال عبد الناصر المظاهرات يوم 30 يونيو بأنها "غير مسبوقة في السياسة البشرية الحديثة ... أكبر من كل ما شهدتها إنجلترا أو فرنسا".

ومع ذلك، لا يوجد شيء في سلوك وسائل الإعلام المصرية قبل 30 يونيو يمكن أن يوحي بأنها ستقدم تقدير غير متحيز للحشود في اليوم.المشار إليه. فان حملة الإعلام الهادفة لشيطنة الرئيس مرسي و الإخوان طوال العام الماضي و حتى بعد الإطاحة به, بالإضافة إلى دور الإعلام في تأييد، و نشر و الثناء على أفعال تمرد منذ أن بدأت و حتى تحقيق هدفها، يمنعنا من اتخاذ وسائل الإعلام المصرية كمصدر موثوق محايد على حجم احتجاجات 30 يونيو.

إنه من غير المعقول أن استخدام مدبري الانقلاب لبرنامج    Google Earth  كمرجع لم ينظر بطريقة انتقاديه في مصر والشرق الأوسط و لا في الغرب. أن الأفراد في مواقع السلطة والنفوذ تقبلت الأرقام دون أي تحليل نقدي أو تثبت. لكننا لا نعلم إذا هذا كان كسلاٍ منهم أو بسبب تواطؤهم مع المعارضة المناهضة لمرسي.

ومن المؤكد أن مصر تقف اليوم بشكل خطير على حافة كارثة وطنية. مع عدم وجود دستور ولا برلمان و برئيس مدني منتقاة بعناية من قبل الجيش، أصبحت البلاد في حالة من الشلل السياسي والاستقطاب. على الرغم من أن عملية التحول الديمقراطي التي بدأت يوم 25 يناير 2011 عانت من نكسة، لم يتم إجهاضها. فان المصريين الثوريين الذين أسقطوا نظام مبارك في 18 يوما، سيستعيد زمام المبادرة و الشرعية الديمقراطية من أجل تحقيق الصالح العام. فان التقديرات المزعومة لبرنامج Google Earth  لا يمكن أن تحل محل صندوق الاقتراع في تحقيق الإرادة الديمقراطية الحقيقية للشعب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

AddThis