بشارات ستتحق على أيدى الطائفة المنصورة
منقول عن الشيخ عبدالمنعم مصطفى حليمة
البشارة الأولى : فتح روما عاصمة إيطاليا : عن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاصي وسئل أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أو رومية ؟ فدعا عبد الله بصندوق له حِلق قال: فأخرج منه كتاباً قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( مدينة هرقل تفتح أولاً يعني قسطنطينية ) [رواه أحمد، والدارمي، والحاكم وغيرهم، السلسلة الصحيحة: 4] .
قال الشيخ ناصر: و رومية هي روما كما في ( معجم البلدان ) وهي عاصمة إيطاليا اليوم .
وقد تحقق الفتح الأول على يد محمد الفاتح العثماني كما هو معروف وذلك بعد أكثر من ثمان مائة سنة من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى ولا بد ولتعلمن نبأه بعد حين [السلسلة الصحيحة:1/8].
البشارة الثانية : فتح القسطنطينية مرة ثانية: عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق) [موضعان بقرب حلب] فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم ويُقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويفتتح الثلث لا يفتنون أبداً فيفتتحون قسطنطينية فيما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح [ المراد به المسيح الدجال، كما جاء ذلك صريحاً في رواية ثانية] قد خلفكم في أهلكم فيخرجون وذلك باطل فإذا جاءوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم عليهما السلام فأمهم فإذا رآهم عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده [ أي يقتله الله بيد عيسى ابن مريم عليه السلام ] فيريهم دمه في حربته ) مسلم .
ـ بعض دلالات الحديث:
1 - هذا الفتح للقسطنطينية المشار إليه في الحديث .. هو غير الفتح الأول الذي تم على يد السلطان محمد الفاتح .. فهو فتح ثانٍ بدليل العلامات والأحداث التي تحصل إثر فتح القسطنطينية والتي لم تحصل في الفتح الأول الذي تم على يد محمد الفاتح .
2 - وهذا من لوازمه أن القسطنطينية سيعود حكمها ووصفها إلى حكم ووصف دار الحرب .. بعد أن فُتحت على يد السلطان محمد الفاتح .. وقد وقع ذلك بعد الانقلاب العلماني الذي قاده الطاغية ( أتاتورك ) .. واستطاع من خلاله أن يحول الدولة التركية من دولة إسلامية إلى دولة علمانية كافرة تحارب الله ورسوله .. ولا تزل هي كذلك إلى اليوم !
3 - وصول الروم إلى دابق ـ موضع قرب حلب ـ يكون عن طريق تركيا لأنه لا يوجد طريق يمكن للروم أن يسلكوه إلى ذلك الموقع إلا عن طريق تركيا لقرب حلب منها .. وهذا يدل على أن تركيا يومئذٍ تكون في مصاف الروم .. وتكون مع أعداء الأمة ضد الأمة .. كما هي عليه اليوم !
4 - دل الحديث أن الجزيرة العربية .. وبخاصة المدينة المنورة .. لن تكون خاضعة أو تابعة لأي سلطة أو سياسة خارجية معادية للأمة .. وأن أمراءها يومئذٍ تكون قراراتهم الهامة والمصيرية بأيديهم .. لا تُملى عليهم من الخارج ومن غيرهم .. وهذا ظاهر في رفضهم لطلبات الروم ـ الممثلة في أمريكا وأوربا اليوم ـ بأن يخلوا بينهم وبين المسلمين في الشام ..!
5 - دل أن أمريكا ومعها دول الغرب سيؤول أمرها ـ ولو بعد حين بإذن الله ـ إلى الضعف والهوان إلى حدٍّ لا تستطيع معه أن تمنع مسلمي المدينة من نجدة إخوانهم في الشام .. مما يترتب عليه فتح القسطنطينية من جديد وسقوطها بأيدي المسلمين !
6 - وهذا يعني أن هذا الاحتلال والتواجد الضخم للقوات الأمريكية والغربية في الجزيرة العربية .. سيزول ولو بعد حين .. وما ذلك ببعيد إن شاء الله.
7 - أن المسلمين ـ وبخاصة مسلمي الجزيرة والشام ـ ستعود إليهم وحدتهم على أساس رابطة العقيدة والدين .. وأن هذه الفرقة السائدة .. والحدود المصطنعة اليوم لا بد أنها ستزول .. يظهر ذلك في تلاحم مسلمي أهل المدينة مع إخوانهم في الشام .. وقتالهم في صف واحد ضد أهل الكفر والشرك من الروم ..!
8 - أن الشام ستكون مهبط عيسى عليه السلام .. وأنها المنطلق للفتـح
والتحرير ومواجهة الملاحم الكبرى مع أمم الكفر .. وهذا يعني أن الشام سيعود إليها مجدها ودورها الصحيح الريادي في نصرة هذا الدين .. وأن هذا النظام الطائفي الحاقد البغيض الحاكم في الشام اليوم .. ما هو إلا سحابة سوداء تظلل سماء الشام .. لا بد أنها ستنقشع وتزول ولو بعد حين .
9 - قوله صلى الله عليه وسلم ( قد علقوا سيوفهم بالزيتون ..) هل هو إشارة إلى زوال الأسلحة النووية المتطورة .. وعودة الناس من جديد إلى سلاح السيف .. أم أن السيوف أطلقت ويُراد منها مطلق السلاح .. الله تعالى أعلم !
هذه بعض الدلالات والبشارات الطيبة التي يدل عليها هذا الحديث.
البشارة الثالثة : قتال اليهود والانتصار عليهم: عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم [ وليس يا عربي أو يا كردي أو يا تركي .. وإنما يا مسلم .. يا موحد .. والحديث فيه أن التحرير سيتم على أيدي المؤمنين الموحدين .. وليس على أيدي زنادقة العلمانية ]! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله إلا الغرقد [ ما أكثر زراعة اليهود في فلسطين لهذا النوع من الشجر .. شجر الغرقد ] فإنه من شجر اليهود ) مسلم .
البشارة الرابعة : غزوة الهند : عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار ! عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليهما السلام ) [ رواه أحمد والنسائي وغيرهما، السلسلة الصحيحة: 1934].
قلت: والحديث فيه بشرى خير لإخواننا المجاهدين في الكشمير .. نسأل الله تعالى لهم النصر والثبات .
البشارة الخامسة : قيام خلافة راشدة على منهاج النبوة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت)[ رواه أحمد وغيره، السلسلة الصحيحة:5].
قلت: قد مضت فترة (الملك العاض) وهي فترة العباسيين ومن بعدهم من العثمانيين ونعيش الآن مرحلة (الملك الجبري) القهري وهي في مرحلة أفول إن شاء الله .. ولن يكون بعدها إلا مرحلة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وما هي ببعيدة إن شاء الله .
البشارة السادسة : دخول الإسلام كل بيت في العالم .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إن الله زوى ـ أي جمع وضم ـ لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ) [ رواه مسلم وغيره، السلسلة الصحيحة:2].
وقال صلى الله عليه وسلم:( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل به الكفر) [ رواه ابن حبان في صحيحه، السلسلة الصحية:3].
قلت : مثل هذا الانتشار والتوسع لم يتحقق بعد .. وهو كائن بإذن الله تعالى .
وقال صلى الله عليه وسلم:( بُعثت بجوامع الكلم ونُصرت بالرعب وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي).
قال أبو هريرة: فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتشلونها. متفق عليه.
البشارة السابعة : نزول عيسى عليه السلام إلى الأرض: فيدق الصليب ويضع الجزية ويهلك الله في زمنه الملل كلها إلا ملة الإسلام والتوحيد .. كما في الحديث عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( ليس بيني وبينه نبي ـ يعني عيسى ـ وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه: رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرتين [ ممصرتين: ثياب فيها صفرة خفيفة ] كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب [ أي يكسره ] ويقتل الخنزير ويضع الجزية[ فهو لا يقبلها من الكفار فإما إسلام أو قتل وقتال ] ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك المسيح الدجال فيمكث في الأرض أربعين سنة يتوفى فيصلي عليه المسلمون [صحيح سنن أبي داود: 3635] ) .
الخاتمة
كثير هم الذين يسألونني عن الحزب أو الجماعة التي أنا منها وأكثر سوادها ..؟!
فها قد جاءهم الجواب .. فجماعتي ـ التي أنا منهم وهم مني .. أوالي من والاهم وأعادي من عاداهم ـ هي الطائفة الظاهرة المنصورة بصفاتها الواردة في هذا الكتاب .. أينما كانوا .. ومن كانوا .. وإن لم يسبق لي بهم معرفة أو اتصال.
كل حزب أو جماعة أواليها بقدر ما فيها من صفات وأخلاق الطائفة الظاهرة المنصورة .. وأجافيها بقدر ما تبتعد عن صفات وأخلاق الطائفة الظاهرة المنصورة .. أياً كانت هذه الجماعة .. وكان اسمها .. هذا هو منهجي .. وهذه هي طريقتي .. منذ أن التزمت .. ولا أعرف متى التزمت .. والفضل في ذلك كله لله تعالى وحده.
فأنا لا أزكي نفسي على الله تعالى فأزعم أني واحداً منهم .. فهذا شرف كبير لا أتجرأ عليه .. ولكن أزعم أني أحبهم .. وأحب من أحبهم وأعادي من عاداهم .. وأذود عنهم وعن أعراضهم .. وأدعو إلى طريقتهم ومنهاجهم .. راجياً الله تعالى ـ بمنه وكرمه ـ أن يجعلنا منهم .. وأن يحشرنا معهم وفي زمرتهم يوم القيامة ..!
أما أنت أخي المسلم .. فهذه صفة الطائفة الناجية المنصورة التي يجب أن تكثر سوادها بين يديك .. فاحرص أن تكون واحداً منهم .. فإن قصر بك الطريق .. وضعفت الهمم عن طلب المعالي .. فلا تعجز عن أن تخلص لهم في النصح والدعاء ما استطعت ..!
واحذر أشد الحذر أن تعين عليهم الطواغيت الظالمين ولو بشطر كلمة فيحبط عملك وتخسر دنياك وآخرتك وأنت تدري أو لا تدري ..!
وفي قصة (بلعام) الذي انسلخ من آيات الله بعد أن آتاه الله العلم .. عبرة لمن أراد أن يعتبر .. كما قال تعالى فيه: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ الأعراف:175-176.
كما أحذرك أخي المسلم.. فرق الضلال والأهواء والبدع ـ وما أكثرها في زماننا ـ أن تقع في شباكها أو تكثر سوادها بقول أو فعل أو أن تجادل عنها .. أو أن تقف في ظلها وتحت راياتها .. فتَهلك وتُهلك من خلفك وتضل وتُضل من يحسنون الظن بك ويرون فيك القدوة والمثل ..!
وفي حال عُرض عليك الانضمام إلى حزب أو تجمع ما فبين يديك ( صفة الطائفة المنصورة .. ) الذي هو بمثابة الميزان أو المقياس الذي يمكنك من معرفة الأمور على حقيقتها ومدى قرب ذاك الحزب أو التجمع من صفات الطائفة المنصورة التي يجب عليك أن تكثر سوادها فإن وجدت خيراً يرضاه الله ورسوله تعيَّن عليك موالاته ونصرته وتكثير سواده .. وإن وجدت غير ذلك تعين عليك معاداته ومجافاته والبراءة منه .. رضي من رضي وأبى من أبى .
أسأل الله تعالى أن يلهمنا الصواب والإخلاص في الأمور كلها وأن يجعلنا ـ بمنه ورحمته ـ من عباده المنصورين المرضيين الناجية من عذابه يوم نلقاه إنه تعالى سميع قريب مجيب .
وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .
وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق