كيف نشأ دين الشيعة ؟
تذكر كتب التاريخ أن أول من زرع فكرة التشيع في الأمة رجل يهودي يقال له : عبد الله بن سبأ, أظهر الإسلام للطعن فيه, وكان ذلك زمن الخليفة الراشد ذي النورين عثمان بن عفان رضى الله عنه وتنقل ابن سبأ بين المدينة والبصرة والكوفة ومصر والشام, والتف حوله المفسدون والحاقدون من المنافقين والجهال بحقيقة الدين .
ونشط ابن سبأ المعروف بابن السوداء في بث فكرتين أساسيتين لأهدافه اليهودية هما :
الأولى : دعوته إلى اعتقاد رجعة النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقول: «عجبًا ممن يزعم أن عيسى سيرجع ويكذب بأن محمدًا سيرجع, وقد قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ )[القصص:85].
الثانية : دعوته إلى اعتقاد «أن لكل نبي وصيًا وعلي وصي لمحمد, ومحمد خاتم الأنبياء وعلي خاتم الأوصياء ومن أظلم ممن يمنع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ووثب على حق وصيته وتناول أمر الأمة».
وأرسل ابن سبأ أصحابه وأتباعه في الأمصار ليكتبوا ظلمًا وزورًا وبهتانًا للطعن في الولاة وينسبوا ذلك لخليفة المسلمين وحثهم على الظهور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, حتى يلتف حولهم العوام وزوروا رسائل نسبوها إلى عثمان رضى الله عنه للدس والوقيعة بين الأمة وخليفتها وولاتها.
وهيَّج الأمصار واستجاب أهل البصرة والكوفة ومصر لأهدافه القريبة وكان من نتائج دسائسه قتل الخليفة الراشد عثمان رضى الله عنه بغير حق ظلمًا وعدوانًا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - مبينًا أن ابن سبأ أول من أحدث الرفض والغلو المذموم قال : « وأصل الرفض من المنافقين والزنادقة فإنه ابتدعه ابن سبأ الزنديق وأظهر الغلو في علي بدعوى الإمامة والنص عليه وادعى العصمة له» ( مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام ابن تيمية جزء 4 / 435 ) .
وذكر أيضًا: « أن ابن سبأ المنافق الزنديق أراد فساد دين الإسلام وأراد أن يصنع بالمسلمين ما صنع بولس بالنصارى لكن لم يتأت له ما تأتى لبولس لضعف النصارى وعقلهم فإن المسيح عليه السلام رُفع ولم يتبعه خلق كثير يعلمون دينه, ويقومون به علمًا وعملاً فلما ابتدع بولس ما ابتدع من الغلو في المسيح اتبعه على ذلك طوائف وأحبوا الغلو في المسيح فقام أهل الحق فخالفوهم وأنكروا عليهم فقتلت الملوك بعضهم وبعضهم اعتزلوا في الصوامع والأديرة وهذه الأمة ولله الحمد لا يزال فيها طائفة ظاهرة على الحق فلا يتمكن ملحد ولا مبتدع من إفساده بغلو أو انتصار على الحق ولكن يضل من يتبعه على ضلاله » ( منهاج السنة جزء 3 /201) .
ذكر ابن حجر من طريق أبي إسحاق الفزاري أن سويد بن غفلة دخل على عليٍّ في إمارته, فقال: إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر ويرون أنك تضمر لهما مثل ذلك, فقال علي : ما لي ولهذا الخبيث الأسود, ثم قال: معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل, ثم أرسل إلى عبد الله بن سبأ فسيره إلى المدائن, وقال: لا يساكنني في بلدة أبدًا, ثم نهض إلى المنبر حتى اجتمع الناس, ثم أثنى على الشيخين ثناء طويلاً, وقال في آخره: «ألا ولا يبلغني عن أحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفترى» ( انظر تلبيس ابليس لإبن الجوزى 100 و 101 ) .
وتذكر بعض الروايات أن عليًا رضى الله عنه هم بقتله ودعا بالسيف فكُلم فيه فقال: لا يساكنني ببلد أنا فيه فسيره إلى المدائن ( تاريخ دمشق لإبن عساكر ج 34/7 ) .
وذكر ابن عساكر بإسناده إلى أبي الجلاسي قال: سمعت عليًا يقول لعبد الله السبئي: « ويلك والله ما أفضى إليَّ بشيء كتمه أحد من الناس وقد سمعته يقول: « إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابًا » وإنك لأحدهم » ( تاريخ دمشق لإبن عساكر ج34/6 ).
فعلي رضى الله عنه حكم على ابن سبأ بأنه خبيث وهم بقتله ولما تراجع عن قتله نفاه إلى المدائن وبين بأنه أحد الدجالين .
وقال الحافظ الذهبي في شأن ابن سبأ : عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة ضال مضل أحسب أن عليًا حرقه بالنار وزعم أن القرآن جزء من تسعة أجزاء وعلمه علي فنفاه علي بعد ما هم به » ( ميزان الاعتدال 2/426 ).
وقال الحافظ ابن حجر بعد أن أورد روايات في ذمه : « وأخبار عبد الله بن سبأ شهيرة في التواريخ وليست له رواية ولله الحمد وله أتباع يقال لهم السبئية يعتقدون إلهية علي بن أبي طالب وقد أحرقهم علي بالنار في خلافته » ( لسان الميزان 3/ 122و123 ) .
قلت : والحرق بالنار منهي عنه شرعًا كان يكفي قتلهم بالسيف .. وقد أقر على رضى الله عنه بخطأه فى قتلهم حرقاً بالنار والخطأ هنا هو استخدام النار كوسيلة للقتل وليس القتل نفسه فلو قتلهم بالسيف لصح ذلك .
ومن فرق الشيعة
السبئية والغرابية والبياتية والمغيرية والهاشمية والخطابية والعلبائية والكيسانية والزيدية الجاردوية والسليمانية والصالحية والبترية وبعض هذه الفرق غالت غلوًا عظيمًا والبعض الآخر أقل غلوًا .
ومن أراد الاستزادة فليراجع مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري والملل والنحل للشهرستاني والفَرق بين الفِرق لابن طاهر البغدادي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق