بعد ثورة يناير وفى مناخ الحرية النسبى الذى توفر للناس قام عدد من المعتقلين الإسلاميين السابقين بنشر شهاداتهم حول ما كان يجري في السجون خلال حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وذلك على الصفحة الرسمية لحزب "البناء والتنمية" المنبثق من "الجماعة الإسلامية" تحت عنوان "كنت معتقلا سياسيا "
يذكر أحد المعتقلين أن أحدهم من كثرة التعذيب، صاح قائلا: ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون... فرد عليه ضابط أمن الدولة: مش طلعت إشاعة .
بينما آخر جاءوا بزوجته "الطبيبة" وقالوا له: تعترف على نفسك أو نغتصبها أمامك! ثم جردوها من ملابسها... فصاح زوجها: سأعترف خرجت زوجته من غرفة التعذيب وهي منهارة تماماً فتوقف قلبها وسقطت ميّته.
كما تحدث آخر كان معتقلا منذ عشرين عاماً : بعد ثمانية سنوات من حبسي اكتشفت ان زوجتي قد تزوجت وأنجبت أمن الدولة قالوا لها أن زوجك طلقك، وأعطوها ورقة طلاق مزورة .
ويذكر آخر حديث أحد ضباط أمن الدولة له فيقول: ربنا مش قادر على حسني مبارك، انتوا إللي هتقدروا عليه ، كما كان أشرف إسماعيل (ضابط السجن) يجبر المعتقلين عن التسبيح له، فيجعلهم يقولون: "سبحان أشرف إسماعيل وبحمده .. سبحان أشرف إسماعيل العظيم" ومن لا يفعل يعذب بوحشية.
بذل جهاز مباحث أمن الدولة جهودا مضنية لإقناع كل من يتولى المسئولية فى مصر بخطورة الإفراج عن السجناء الإسلاميين ومن بينهم "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد" ومن أهم أسباب حرص رجال الداخلية على إبقاء المعتقلين الإسلاميين بالسجون وعدم إطلاقهم، أن ضباط أمن الدولة مرعوبون بشدة من إمكانية خروج السجناء الإسلاميين خوفا من قيامهم برفع قضايا ضدهم وكشف ما كانوا يقومون به فيما يوصف بـ "سلخانات التعذيب وغرف جهنم"، خاصة وأن قضايا التعذيب لا تسقط بالتقادم .
وأكد بدري مخلوف حسين أمير "الجماعة الإسلامية" بمحافظة قنا، والشيخ فوزى الشريف أحد قيادات الجماعة في رسالة بعثا بها من داخل سجن العقرب نقلها محاميهما فرحات عبد الرازق أنهم تعرضوا لأقسى أنواع التعذيب وانتهاك آدميتهم فيما أسموه بـ "غرف جهنم" الخاصة بالتعذيب داخل السجون في مسلسل تعذيب استمر ما يقرب من 10 سنوات فيما يشبه مذبحة للسجناء انتهت بقتل المئات أثناء "حفلات التعذيب"، على حد قولهم.
ومن بين وقائع التعذيب التي تعرضوا لها على مدار سنوات سجنهم، يروي مخلوف كيف أن أن أحد ضباط أمن الدولة ويدعى "خالد . د " كان يجبر السجناء على الطواف حول صورة كبيرة للرئيس السابق حسني مبارك تم تعليقها في فناء السجن، بذات الطريقة التي يطوف بها زوار بيت الله الحرام الكعبة وهم يرددون عبارة "لبيك حسنى مبارك"!!.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد, بل كان الضباط – وكما يقول مخلوف- "يقومون بتعليق صورة كبيرة لمبارك في مدخل عنبر السجن ثم يقومون بضربنا أثناء دخول هذه الطرق للسجود فورا لصورة مبارك عند اقترابنا منها"!!
وكشف مخلوف عن جرائم بشعة أخرى كان يقوم بها ضباط أمن الدولة تفوق ما يقوم به الضباط الأمريكيون فى سجن جوانتانامو سيء الصيت، ووصل الأمر إلى حد تدنيس المصحف الشريف.
فيروي أن ضابطا يدعى "عبد الناصر . ط " كان يمارس أقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدى لدرجة أنه كان يجعلنا نلقي المصاحف على الأرض، ثم يأمر جنوده بضرب السجناء بوحشية تجعلهم يهرولون وهم في غيبوبة وفقدان وعي من التعذيب ويدوسون بأقدامهم على المصاحف الملقاة على الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق