الذين يفتون الناس بحقن الدماء وقبول الإنقلاب



إن العلماء الذين تصدر منهم فتاوى تدعو إلى حقن الدماء والاستسلام للأمر الواقع الذى أحدثه الإنقلاب الصارخ الذى حدث لا يدركون أن عقد الأمان يجب أن يكون متبادلا أى لابد أن يضمن الحفاظ على أعراض وأموال ودماء المسلمين الذين سيعيشون تحت نير الحكم العلمانى القادم . 



عقد الأمان على الدماء والأعراض والأموال شرطه حقن الدماء .. هؤلاء العلماء الذين صدرت منهم الفتاوى التى تدعو إلى حقن الدماء يدلسون على الناس ويلبسون عليهم أمر دينهم  وفى حال تصميمهم على تصدر المشهد فعليهم أن يضمنوا لكل شيخ وشاب وامرأة وفتاة من المسلمين أن تصان دماؤهم وأعراضهم وأمولهم وهذا طبعا لم ولن يكون أبدا ، فتجارب السنين والعقود طوال التاريخ تثبت أن الحكمة كل الحكمة فى كلام ربنا عز وجل : 
كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ [التوبة : 8]
لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ [التوبة : 10]

والمراقب لما يجرى على الساحة المصرية يرى جلياً أن خصوم المسلمين هم هم فلم يتغيروا ولم يغيروا من عقائدهم وأضغانهم ، بل أصبح لديهم حقدا أكبر وغلاً أشد ورغبة عارمة فى الإنتقام تضاعفت مرات ومرات ولا شك أن الداعين إلى لزوم البيوت سيقفون أمام الله يوم القيامة وسيسألهم على تسليمهم المسلمين لمن يسفكون دماءهم وينتهكون حرماتهم ويصادرون أموالهم وثصدونهم عن دينهم  ، وبعد أن تمتلئ الأرض بفساد هؤلاء المفسدين فى الأرض لن يستطع هؤلاء العلماء الأكابر الأجلاء أن يصدروا فتاوى لمن لا عهد ولا أمان لهم .
وفتاوى حقن الدماء فتاوى ناقصة وفاسدة لأنها مؤسسة على فرضيات جرت سنن وتجارب التاريخ بعكسها ألا وهى عقد الأمان 
وإن الجميع ليعلم تمام العلم أن القوم لا يرقبون فى مؤمن إلا ولا ذمة ولا يرعون حرمة لدم امرئ مسلم ويستحلون اعتقال المسلمين وتعذيبهم فى السجون لسنوات طويلة بأفظع ألوان التعذيب .. ومن الطبيعى أن لا تسيل دماء المسلمين بمجرد تفرق الناس والحشود وهدوء الشارع ، بل سيتم اختطاف الناس من بيوتهم فرادى وسراً ولن يتكلم عنهم أحد ولن تحمل قضيتهم منظمات حقوق الإنسان التى يسعدها تماما أن يسحق كل مسلم سحقا ولن ينشر الإعلام قضاياهم ولن تصل إليهم الكاميرات ولن يسمع بهم أحد من هؤلاء العلماء ولو سمعوا لتجاهلوهم  ،  فهل يجرؤ هؤلاء العلماء الأفاضل الأجلاء الذين هم ملئ السمع والبصر أن يعلنوها عالية مدوية أن الشارع فى مصر لا يجب أن يهدأ ولا ينام إلا بعد أن يتم ضمان دماء وأعراض وأموال المسلمين فكما قال الفاروق ابن الخطاب رضى الله عنه فإن دم امرئ مسلم واحد ولو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلناهم به ، وتأكدوا تماما ويقينا بأن كل دم مسلم سيسفك وكل عرض سينتهك وكل مال سينهب ويصادر وكل ما سيرتكب من فظائع وجرائم فى حق المسلمين سيكون فى رقبة وعنق علماء مصر الأجلاء وكل من أفتى الناس ونصحهم بحقن الدماء وقبول هذا الإنقلاب المكتمل الأركان على شرعية الدكتور محمد مرسى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

AddThis